خبر هل سيتجرأ على الاعتراض؟- هآرتس

الساعة 11:37 ص|19 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

بقلم: رفيف دروكر

(المضمون: نظرا لأن مواقف كوهين كرئيس لمجلس الامن القومي كانت تتعارض مع مواقف نتنياهو، سيصعب القول إنه سيعارضه كرئيس للموساد - المصدر).

 

لقد حظي مئير دغان بالمدح الكثير بسبب استقلاليته كرئيس للموساد. فقد اعترض على حرب لبنان الثانية منذ بدايتها، وأيد العملية البرية، وعارض صفقة شليط، وعارض قصف اسرائيل لايران الذي سعى اليه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع اهود باراك. ووريثه تمير فردو يستحق مديح أكثر بسبب معارضته قصف ايران.

 

فردو والجنرال امير ايشل (الذي كان في حينه رئيس قسم التخطيط) تحدثا ضد القصف الذي كان ناضجا أكثر مما كان في زمن دغان. وهذا لا يعني بالضرورة أن موقف فردو كان صحيحا، إلا أنه نشأ إرث لسنوات طويلة يعتبر أن رئيس الموساد هو شخصية مستقلة وقوية لا تخشى من التعبير عن موقف يناقض ما يريد سماعه رئيس الحكومة.

 

يوسي كوهين ليس تعيينا غريبا لرئاسة الموساد. في تحقيق برنامج « عوفدا » تمت رواية قصة، سمعتها أنا ايضا. قبل فترة قصيرة من اعلان نتنياهو عن تعيين كوهين لهذا المنصب، أجرى مكالمة هاتفية مع من تعتبره وسائل الاعلام مرشحا متفوقا، ن.، والمحادثة انتهت بدون خلاصة، لكن في سياقها مثلما قال شخص مقرب من ن. سئل اذا كان سيكون مواليا لرئيس الحكومة. ويبدو أن تردد ن. في الرد على هذا السؤال هو الذي قرر مصيره.

 

اذا كانت هذه القصة صحيحة فان هذه فضيحة بالطبع. وقد قال لي شخصين رفيعين في الموساد إن كوهين قد مر بمساق أفضل لهذا المنصب قياسا مع ن. لذلك كان تعيينه طبيعيا (كما هو معروف، دغان ايضا أيد التعيين). وقد شغل كوهين وظائف رفيعة المستوى وهو يحظى بعلاقات انسانية ممتازة. وليس واضحا اذا كان توجهه للسياسة، لكنه يتصرف منذ سنوات وكأنه سياسي.

 

رؤساء الموساد، لا سيما اولئك الذين نشأوا في داخله، ابتعدوا عن السياسة، ليس لأن هذا عمل حقير، بل لأن الـ دي.ان.ايه لديهم تناقض الـ دي.ان.ايه السياسية. لكن كوهين مختلف. ففي منصبه السابق في الموساد لم يتردد في لقاء استراتيجي سياسي متقدم. وقد حافظ دائما على قناة مفتوحة مع رجال اعمال ناجحين. وفي منصبه كرئيس مجلس الامن القومي كانت الذروة.

 

ليس صدفة أنه كان في وضع مريح كي يطلب من الملياردير الاسترالي جيمس باكر سبع تذاكر لحفل زوجة الملياردير ماريا كيري. وليس صدفة أنه اعتقد أن بامكانه استخدام شقة باكر في تل ابيب بدون مقابل. وباكر وصديقه الاخطبوط ارنون ملتشن اقترحا على كوهين العمل كمكافأة.

 

كل ذلك لا يلخص علاقة كوهين مع محيط نتنياهو. لديه علاقات ممتازة مع الكثيرين من مقربي رئيس الحكومة. ومن الصعب عدم الاشتباه بأن هذه العلاقة قد أثرت على أدائه كرئيس لمجلس الامن القومي. يريد نتنياهو تمرير صيغة الغاز – كوهين قدم استشارة تتقضي بأن هذا هام لعلاقات اسرائيل الخارجية. ونتنياهو أراد الغاء المناقصة الدولية لبناء سفن لسلاح البحرية والارتباط بالصفقة مع الشركة الالمانية وحكومة المانيا – قام كوهين بتقديم استشارة تؤيد هذه الخطوة لاعتبارات الخارجية والامن بالطبع.

 

لقد قدم كوهين توصية لرئيس الحكومة، ليس واضحا الى ماذا تستند، لشراء سفينتين مضادتين للغواصات. ولم يعرف أحد من أين جاء هذا، لكن نتنياهو أيد ذلك (الى أن قتلت معارضة وزارة الدفاع هذه الفكرة).

 

لقد اعتقد نتنياهو في نهاية العام 2015 أن اسرائيل بحاجة الى غواصة سابعة، ثامنة وتاسعة. وكان في الجيش وفي وزارة الدفاع اجماع على أن خمس غواصات كافية، وفي أقصى حد ست غواصات. أما كوهين، في المقابل، أيد تسع غواصات. ويصعب التفكير في حالة واحدة كان موقف كوهين فيها يختلف عن موقف رئيس الحكومة. فهل سيعارض كرئيس للموساد، في حين أنه تم تعيينه من نتنياهو وهو على صلة وثيقة به؟.

 

كلمات دلالية