تقرير الامتحانات النهائية.. ضيف غير مرحب به في البيوت الغزية!

الساعة 10:21 ص|18 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

أيام قليلة تفصلنا عن بدء امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول في مدارس قطاع غزة، حيث بدأت الأسر الغزية استعداداتها لاستثمار ما تبقى من وقت لمراجعة المنهاج الدراسي لأبنائها، في ظل الكثير من المعوقات التي تواجههم، من بينها ضيق الوقت و صعوبة التعامل مع المناهج الدراسية، و ما تحتويه من علوم، لا سيما المناهج الجديدة، بالاضافة الى أزمة الكهرباء التي لا زالت تُلقي بظلالها على كافة مناحي الحياة لديهم.

و لعل المعوقات السابقة الذكر تجعل من الامتحانات ضيفاً غير مرحب به في أوساط العائلات الغزية، لا سيما أنهم يريدون المزيد من الوقت لاسترجاع المناهج مع أولادهم، لكن الأزمة القديمة الحديثة، « أزمة الكهرباء » تجعل من ذلك صعباً نظراً لأن الأمهات يلاحقن الوقت لانجاز كافة المسؤوليات الملقاة على عاتقهن في ساعات وصل الكهرباء القلائل، مع اشتداد البرد و حاجة ابنائهن الطلبة الى الكثير.. و الى الدفء أيضاً.

يبدو « يامن »، و هو طالب في المرحلة الرابعة خائفاً مترقباً لموعد الامتحانات وتشاركه القلق والدته، فلم تنه بعد المراجعات النهائية معه في كافة المواد وتخشى أن يخفق طفلها في بعض المواد، لا سيما مادتي الرياضيات و العلوم العامة، لما احتواه المنهاج الجديد من صعوبة في الطرح و الأسلوب.

و تقول الوالدة في حديث لــ « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية »: « منذ بداية الفصل الدراسي واجهتني الكثير من الصعوبات في عملية مراجعة دروسه، لأنها صعبة من ناحية الأسلوب الذي وُضعت فيه، و تحتاج مزيداً من الوقت للتدرب على كيفية التعامل معها ».

و لفتت الى أن الامتحانات تُشكل كابوساً لها، لا سيما في ظل ضيق الوقت المتاح للدراسة، و حاجة ابنها كغيره من الطلبة لمتسع من الوقت لكي يستطيع تغطية كافة الدروس الموجودة في كتبه الدراسية، و لكن قلة ساعات وصل الكهرباء و البرد الشديد في هذا الوقت تقف عائقاً أمام ذلك، مشيرة الى أن أزمة الكهرباء تعتبر العائق الأكبر أمام البيوت الغزية على كافة مناحي حياتهم.

 و أضافت :« لا أخفي قلقي, أشعر بأنني من سيتقدم للامتحانات ».

و بدورها قالت المعلمة « حنان.ش » بأن المعلمين في المراحل الدنيا واجهوا صعوبات في التعامل مع المنهاج الجديد، و على الرغم من أن الكثير منهم خضعوا لدورات تدريبية، الا أنهم لا زالوا يجدون صعوبة في توضيح بعض الدروس، و ايصالها الى الطلاب، مما يُشكل عامل قلق لدى أولياء الأمور و الطلاب، الذين لا يعرفون ان كان نمط الامتحانات سيتغير عما كان عليه في المنهاج القديم أم لا.

و تابعت تقول: « جائتني الكثير من الأمهات خلال ايام الدراسة للاستفسار حول بعض الدروس، و كيفية التعامل معها اثناء المراجعة مع ابنائهم »، مشيرة الى أن المنهاج الجديد اتسم بطريقة معقدة في تناوله لبعض المواد الدراسية، لم يكن المعلم أو الطالب مؤهل للتعامل معه.

و من جهته قال الأخصائي التربوي، أستاذ زهير عواجة: « إن القلق وتوتر الأعصاب لدى الطلبة و ذويهم في فترة الامتحانات النهائية أمر طبيعي، إلا أن الظروف القاسية التي يعانيها أبناء الشعب الفلسطيني مؤخراً في ظل الحصار وتأثيره على العملية التعليمية، أثرت على نفسية الطلبة فزاد القلق والتوتر لديهم وأسرتهم التي جاهدت معهم طوال شهور الدراسة ».

و أشار عواجة في تصريح خاص لــ « وكالة فلسطين اليوم الاخباية » الى أن الأسرة الغزية تتحمل المسؤولية الكبرى في تهيئة أجواء مناسبة لأبنائها قبيل و خلال الامتحانات، لا سيما بعد عجز المسؤولين عن ايجاد حلول جذرية لهذه الأزمات المتلاحقة الذي يواجهها القطاع المحاصر.

و أوضح إنه في البداية يجب على الأسرة أن تضع في نفوس ابنائها الثقة بانهم قادرين على انجاز الامتحان بشكل ممتاز، و توفير جو عائلي يسوده المودة و الاستقرار، من أجل تقليل أثر الظروف الخارجية عليهم، و تمكينهم من اجتياز فترة الامتحانات دون مشكلات.

كما نصح الأخصائي بضرورة  متابعة الابناء مند بداية العام الدراسي، وليس فقط قبل الامتحانات بفترة قصيرة للكشف عن نقاط الضعف ومعالجتها اولاً بأول للحيلولة دون وقوع الأبناء و معهم الآباء و الأمهات في ضغط نفسي.

كما أوصى بالبعد عن مقارنة الأبناء بآخرين متفوقين، ولكن من خلال مبدأ الفروق الفردية، و عدم المبالغة في التوقعات والنتائج المطلوبة من الطالب واحترام قدراته، كذلك اعطاء الابن مجالاً من الحرية للتخطيط لهذا الامتحان.

و من المقرر أن تبدأ الامتحانات النهائية للفصل الدارسي الأول للعام الدراسي 2016-2017 بمدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) يوم الخميس 29 ديسمبر الجاري وتستمر حتى يوم الأحد 8 يناير المقبل.

كما أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي بغزة، عن بدء امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي في 27/12 الجاري.

 

 

كلمات دلالية