ضمن تحركات مكوكية ..

خبر معبر رفح ..ترجمة لخطط ومبادرات بُذلت خلال 2016 وتنتظر التنفيذ العام الجديد

الساعة 07:58 ص|18 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

شهد معبر رفح البري في أواخر عام 2016 تحسناً ملحوظاً في عدد أيام فتحه أمام حركة تنقل المسافرين الغزيين، إذ وصل عدد أيام عمله - حتى كتابة التقرير - 38 يوماً، وتعتبر تلك الأرقام جيدة مقارنة بالعام الماضي 2015 الذي وصف - في حينها - بأنه أسوأ الأعوام على الإطلاق، إذ لم يتجاوز عدد أيام العمل فيه 26 يوماً, وتأتي الانفراجة بعد جولة من الاتصالات المكوكية بين حركة الجهاد الاسلامي والمصريين, حيث وعدت السلطات المصرية بفتح معبر رفح البري بين الفينة والأخرى ولفترات متقاربة.

الزيارة الأخيرة التي قام بها الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي الدكتور رمضان شلح ونائبه زياد النخالة في الرابع عشر من تشرين الثاني للقاهرة, حملت بشريات لشعبنا بوعود من السلطات المصرية بفتح معبر رفح البري بين الفينة والأخرى ولفترات متقاربة, وذلك خلال اللقاءات التي جرت بين مسئولين فيها وبين قيادة حركة الجهاد في القاهرة بالاضافة إلى وعودهم  بالتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

إضافة إلي جهود حركة الجهاد كان هناك حديث من قبل عدد من الشخصيات المصرية عن تحسن عمل المعبر بعد شهر أكتوبر من العام 2016، أي بعد طرح الجانب المصري لرؤيته الجديدة المتعلقة بقطاع غزة، والتي أفصح عنها خلال استضافته عدد من الشخصيات الفلسطينية المختلفة على ساحل خليج السويس في البحر الأحمر والتي عُرفت بمؤتمر عين السخنة (1) وعين السخنة (2).

احصائيات عمل المعبر تشير إلى تحسن واضح بعد شهر أكتوبر من العام 2016،

ويرجع مراقبون تحسن عمل معبر رفح البري في الشهور الأخيرة من عام 2016 للرؤية المصرية الجديدة تجاه قطاع غزة التي تهدف لمدِ جسور التخفيف من وطأة الحصار.

ويتوقع المراقبون أن تنعكس حالة تحسن معبر رفح في أواخر عام 216 على العام الجديد 2017، وأن يشهد العام المقبل انفراجة كبرى على صعيد عمل المعبر بما يخفف من وطأة المعاناة التي يعيشها الغزيون.

النائب عن حركة فتح أشرف جمعة أوضح في حوار خاص نشرته مؤخراً وكالة « فلسطين اليوم الاخبارية » أن الجانب المصري أعطى موافقته الصريحة على تقديم تسهيلات كبيرة فيما يتعلق بالعمل على معبر رفح، وأن القيادة المصرية أعطت تعليمات واضحة بضرورة تهيئة المعبر من جانبها لاستقبال أكبر عدد من المسافرين الغزيين، مشيراً إلى أن « إغلاق المعبر لفترات كبيرة أصبح من الماضي ».

ولفت جمعة إلى أن التسهيلات الكبيرة على المعبر مرهونةٌ بالأوضاع الأمنية في سيناء، والأوضاع السياسية العامة في مصر، وذلك حفاظاً على المسافرين الغزيين من أيٍ أذىً قد يطالهم في رحلة سفرهم، مبيناً أن المرضى والحالات الإنسانية والطلبة والعالقين سيكون لهم النصيب الأكبر من التسهيلات.

الكاتب والمحلل السياسي ذو الفقار سويرجو، أكد « أن العام 2016 شهد بدايات تغير إيجابي في سياسة الدولة المصرية تجاه قطاع غزة؛ بدأت ملامح تلك الرؤية تتضح من خلال فتح أيام معبر رفح في فترات متقاربة ».

وقال سويرجو لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »: هناك خطة مصرية جديدة تجاه القطاع اتضحت ملامحها في أواخر عام 2016، وتهدفُ إلى تخفيف الأعباء والمعاناة عن الغزيين من بينها فتح المعبر في أيام منتظمة ومتقاربة« .

وأشار إلى أن الجانب المصري يعمل ضمن رؤيته الجديدة على تطوير معبر رفح البري ليصبح معبراً دولياً يخدمُ جميع المسافرين الغزيين، لافتاً إلى أن تلك المعطيات تؤشرُ على قُرب انفراجة كبرى على صعيد معبر رفح البري.

وتوقع سويرجو أن يشهد معبر رفح إنفراجة كبرى في عام 2017 من خلال زيادة عدد أيام فتح المعبر وتطويره ليتمكن من استقبال أكبر عدد ممكن في أيام عمله.

مراقبون: تحسن معبر رفح في أواخر عام 2016 سينعكس على العام الجديد 2017

 ويرى أن الدولة المصرية ماضية بكل قوة في تطبيق رؤيتها الجديدة على الرغم من العراقيل التي تعيق عملها والتي من أبرزها الإرهاب الذي يضرب شمال سيناء ويشوش على معبر رفح، مشيراً إلى أن »الهجمات الإرهابية الأخيرة شمال سيناء لم تؤثر على فتح المعبر والرؤية الجديدة المصرية وفي ذلك إشارة واضحة إلى الإصرار المصري على تطبيق رؤيته« .

ولفت سويرجو إلى أن »الرؤية المصرية تجاه قطاع غزة مرتبطة بتنمية سيناء وتطوير مرافقها؛ الأمر الذي سينعكس على الحالة الأمنية وبالتالي ينعكس إيجاباً على قطاع غزة عموماً وخاصة على عمل معبر رفح« .

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى ابراهيم اتفق مع سابقه في وجود معطيات إيجابية على تغير واضح في الرؤية المصرية تجاه قطاع غزة تمثلت في تحسين عمل معبر رفح البري منذ بداية شهر اكتوبر الماضي.

وقال ابراهيم لـ »فلسطين اليوم« : منذ بداية اكتوبر الماضي فتحت السلطات المصرية معبر رفح اياماً عديدة بناءً على رؤية وتسهيلات جديدة تجاه قطاع غزة، الامر الذي خفف من معاناة الغزيين.

وتوقع أن تنعكس التسهيلات التي شهدتها أواخر عام 2016 على العام الجديد 2017، متمنياً أن يفتح معبر رفح بشكل متواصل وشبه يومي وأن يشهد تطوير مرافقه ليخدم المسافرين القادمين والمغادرين، لافتاً إلى ان الرؤية المصرية تجاه قطاع غزة يجب ان تكون من باب الحق في السفر والتنقل والجوار وليس من باب التسهيل الذي يحمل طابع إنساني بحت، مع ضرورة أن يتحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الحصار واغلاق المعابر.

ويرى أن رؤية القيادة المصرية الجديدة تجاه قطاع غزة ستكون مختلفة عن السابق وستخفف من وطأة الحصار الذي يعاني منه الغزيين ولكن بشكلٍ تدريجي وعلى دفعات، مشيراً إلى أن المسؤولين في قطاع غزة يجب ان يقابلوا تلك الرؤية بانفتاح كامل، وتسهيل آليات تطبيقها بما يخدم مصلحة شعبنا الفلسطيني.

 ولفت إلى أن »مصر تحاول استعادة الدور القيادي الإقليمي المؤثر الذي لعبته في السابق من خلال سياسة إعادة ترتيب الأوراق، وقطاع غزة والقضية الفلسطينية جزءٌ مهم من الدور الذي تسعى له القيادة المصرية".

كلمات دلالية