خبر التعيينات السياسية: جزء من العملية الديمقراطية-اسرائيل اليوم

الساعة 09:58 ص|14 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

بقلم: د.شلومو تصادوق

لقد قررت الحكومة الاسرائيلية في هذا الاسبوع تشكيل لجنة وزارية تفحص امكانية اعادة السلامة الى الديمقراطية الاسرائيلية من خلال الغاء منع وزراء الحكومة من تنفيذ تعيينات سياسية للوظائف الرفيعة في البيروقراطية الحكومية. وتقف من وراء هذه الخطوة ادعاءات منطقية، لكن هذا لن يمنع رد الفعل البافلوفي في صب النار على الخطوة دون السماح بوجود نقاش جوهري ومنطقي وأخلاقي.

لكن كل من يعتبر نفسه انسانا مفكرا ومستقيما، يجب أن يأمل أن لا ترتدع اللجنة من صخب « الهجوم عليها » في طريقها الى اصلاح الخلل الذي نشأ هنا في السنوات الاخيرة من خلال مسيحانيي الكذب المحليين. حيث نصب هؤلاء انفسهم كمحاربين ضد الفساد العام، وفي الطريق سكبوا الطفل مع الماء وخلقوا تشوها فظيعا في النظام الاجتماعي الصحيح والسليم في الديمقراطية العقلانية والتقليدية.

من المهم أن نعرف أن التعيينات السياسية في القطاع العام هي لبنة اساسية في الديمقراطية السليمة. ظاهرة التعيينات معروفة في الولايات المتحدة واوروبا. آلاف اصحاب الوظائف سيتركون في القريب رسائل الاستقالة على طاولة الرئيس ترامب. وفي فرنسا يتم تبديل نصف الوظائف الرفيعة بعد مرور عامين على استبدال السلطة، والامثلة كثيرة. التعيينات السياسية فيها منطق سياسي واجتماعي واقتصادي وجماهيري وبيروقراطي وديمقراطي صلب وصحيح.

التعيينات السياسية هي جزء من الثقافة السياسية التي تولي اهمية مركزية لتعاون جميع اطياف الشعب في العملية السياسية والسيطرة السياسية. هذا هو جوهر السياسة الشعبية، سياسة الجموع الغفيرة.

في ديمقراطية الجموع الغفيرة هذه تزداد فرص من تمت تسميتهم في حينه بـ « مسعودة من سدروت »، حيث يمكنها أن تكون مسؤولة في شركة عامة. تحويل قطاع واسع من المواطنين الجيدين والاكفاء الى ممنوعين من المناصب العامة بسبب « الصلة السياسية » مع الوزير الذي يقوم بالتعيين، يقوم بتدمير جزء اساسي من اللعبة السياسية الديمقراطية.

إن تعيين نشطاء سياسيين ميدانيين – ويمكن أن لا يكونوا محاسبين أو محامين – في مناصب عامة، يحد من غضب الشعب ضد سلطة النخبة المحافظة باتجاه آفاق التعاون بدل آفاق الصراع. هذه النظرة تساهم في خلق الاستقرار الديمقراطي لأنها تحرر الضغط لدى اولئك الذين لم يولدوا أمراء ولم يحصلوا على الفرص أو مُنعوا من ذلك، حيث يكون باستطاعتهم أن يكونوا قريبين من طاولة الطعام.

من يخاف اذا من التعيينات السياسية؟ إن من يخاف هم اولئك الذين قد يفقدون كراسيهم حول طاولة الكعكة القومية. اولئك الذين هم على ثقة بأنه تم دهنهم بزيت الفرص منذ اليوم الاول لميلادهم.

خُذوا مثلا اقامة مجالس أمناء الشركات الحكومية. الحديث يدور عن جماعة نخبوية تحولت الى أداة في يد من يؤيدون النظام غير الديمقراطي. هذه الجماعة هي تعبير عن التشويه الذي يضر بالحكم الديمقراطي السليم. هذه الجماعة هي تعبير عن خلق نخبة مسيحانية تطالب بحقها في ادارة الشركات الحكومية وكأنه ليس هناك منتخبون في العالم، وكأن ما يوجد على الطاولات في الشركات العامة هو فقط موازين وتقارير للربح والخسارة. هذه الطريقة ليس لها مكان في الديمقراطية السليمة والمعافاة. ونحن نأمل أن تقوم اللجنة الجديدة باصلاح ذلك.

حسب رأيي، الحكومة تصرفت بشجاعة، ويبدو أن ذلك رغم أنف الجهلة من جهة، واصحاب المصالح السيئة من جهة اخرى. ونحن نأمل أن تنجح هذه الخطوة.

كلمات دلالية