خبر المؤامرة الروسية - معاريف

الساعة 09:54 ص|14 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

بقلم: نداف هعتسني

في عين إسرائيلية من الصعب الفهم على ماذا غضبت الولايات المتحدة بعد ان دعا مسؤولو الحزبين للتحقيق في التدخل الروسي في حملة الانتخابات. الامر ذاته في اوروبا – فماذا اذا كان قراصنة بوتين يقتحمون صناديق البريد الالكتروني، ينشرون الاكاذيب في الشبكات الاجتماعية ويحاولون التأثير على الرأي العام؟ سواء كان هذا في البريكزت أم في الاستفتاء في ايطاليا وسواء كان هذا في الانتخابات المتوقعة في المانيا، فرنسا ودول اخرى. فما الذي يجعلهم يتأثرون هكذا هناك في الولايات المتحدة واوروبا – فليتعلموا منا كيف يتعاطون بسكينة صامتة مع التدخل اليومي، الفظ، الوقح للولايات المتحدة واوروبا في كل ما يحصل عندنا. اقتحام صناديق البريد الالكتروني؟ نشر الاكاذيب على الفيس بوك؟ محاولة التأثير على المسيرة الديمقراطية ومنع حكم الليكود؟ صغير علينا. مقابل ما تفعله واشنطن، بروكسل، باريس واوسلو لنا في كل ساعة وساعة منذ سنين، فان الاستفزازات الروسية هي فراطة حقا.

تنبع الدراما الجارية في الولايات المتحدة في الايام الاخير من بيان المسؤول الكبير في السي.اي.ايه بانه توجد أدلة على محاولة تدخل روسية في حملة الانتخابات، على اقتحام مواقع وصناديق الكترونية وتسريب مضامين أحرجت هيلاري كلينتون. وكما هو معروف، فقد كانت الكثير من المواد المحرجة جدا لها. إذن فان المسؤولين الكبار في مجلس الشيوخ، من الحزبين، يثورون الان ويطالبون بالتحقيق.

في اوروبا أيضا الخواطر عاصفة، لدرجة أن رئيس وكالة الاستخبارات البريطانية – اليكس يانغر – قال هذا الاسبوع ان بريطانيا ودول في اوروبا توجد تحت « تهديد ملموس » من دول معادية، هو هجمات السايبر والدعاية. ما وصفه بانه « تخريب على الاجراء الديمقراطي ». واضاف بان الحديث يدور عن خطر ملموس على سيادة بريطانيا، ينبغي ان يقلق كل من تعز على قلبه قيم الديمقراطية.

غريب بعض الشيء سماع صرخات النجدة هذه على لسان من قلبوا المجتمع الاسرائيلي، بما في ذلك منظومات الحكم والمحاكم، فجعلوها حقل لعب حر لهم. صراخات ممن يدفعون أفكارا تتعارض مع إرادة اغلبية الجمهور الاسرائيلي واغلبية الحكومات المنتخبة. وحسب الرد الحالي لواشنطن، باريس ولندن، على القراصنة والاكاذيب الروسية، مشوق أن نعرف ماذا كانوا سيقولون لو أن موسكو وبيجين كانتا ستصبان جبال المال الى جيوب جمعيات امريكية واوروبية تعمل على تحقيق أفكار الروسي والصينيين في داخل أمريكا واوروبا. لو كانوا يمولون منظمات تبحث من تحت الارض عن شهادات على كبوات جنود المارينز في العراق وسوريا. منظمات تعمل على تشريع يطيب للدول الاجنبية في تلة الكابيتول. منظمات تبث في العالم اكاذيب عن الامريكيين، الالمان والفرنسيين.

عندنا التدخل الخارجي في العملية الديمقراطية علني، وقح ويشمل كل مجالات الحياة. التدخل في حملة الانتخابات، تفضلوا انظروا الى ما نشر عن نبش بيل كلينتون ومقربي اوباما لمنع نتنياهو من الانتصار في الانتخابات. وبشكل عام، كم من المال يتلقاه « نحطم الصمت »، « تعايش »، « بتسيلم »، « السلام الان »، وباقي امثالهم من وزارات الخارجية التي تنصدم الان جدا من العاب بوتين. ناهيك عن الخرق المباشر للقانون الذي يرتكبه الاتحاد الاوروبي في ظل الاستخفاف بسيادتنا في المناطق ج في يهودا والسامرة. كما ان الاوروبيين يسمنون ويشجعون الاستفزازيين الذين يدفعون العرب بان يسيطروا على اراضي الدولة ويبنون بدون تراخيص. بعد ذلك يهددون القدس الا تتجرأ على أن تخرج الى حيز التنفيذ أوامر المحاكم.

وعليه، ففي تفكير ثانٍ – الصدمة من التدخل الروسي مبرر. حان الوقت لان نتعلم من الامريكيين والاوروبيين مفاهيم اساس حول الديمقراطية، السيادة والاحترام الذاتي. الان يجب وضع حد لتدخلهم الفظ في ساحتنا الخاصة.

كلمات دلالية