خبر الجميع يحبون سانتا كلوز -هآرتس

الساعة 11:44 ص|13 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

الجميع يحبون سانتا كلوز -هآرتس

بقلم: نحميا شترسلر

(المضمون: وزير المالية موشيه كحلون لم يفهم بعد أن وزير المالية الجيد هو ايضا وزير مالية سيء - المصدر).

عيد الميلاد يقترب، والاولاد في أرجاء العالم ينتظرون سانتا كلوز يأتي مع حقيبة الهدايا ويقوم بتوزيع الاغراض الجميلة عليهم. نحن ايضا يوجد لنا سانتا كلوز محلي، هو موشيه كحلون الذي يحب أن يوزع ويعطي ويضيف ويمنح الجميع. يده خفيفة على الزناد، وعندما يسألونه عن النفقات المبالغ فيها في الميزانية يجيب: « توجد اموال ». واذا تم الضغط عليه اكثر يقول إنه لا يريد « أن يكون بخيلا وأنه ليس لديه من اجل الحفاظ على مظلة أمان ». ولم يسمع كحلون بعد بأن « وزير المالية الجيد هو وزير مالية سيء ». والواقع سيعلمه ذلك عاجلا أم آجلا.

سياسة الـ « يوجد لدي » انعكست بشكل واضح في الطريقة التي تعامل بها مع موجة الحرائق الاخيرة. فقد سارع الى الاعلان بأنه سيدفع للجميع: « 95 في المئة من المتضررين سيتم الاعتراف بهم كمتضررين من العمليات العدائية، ومن هم ليسوا كذلك – سنجد لهم ترتيبا خاصا ». شركات التأمين ضحكت، كم من الممتع أن هناك وزير مالية جيد، يأخذ المسؤولية عن دفع مليار

شيكل كتعويض للمتضررين، ويترك لهم فقط بضع عشرات الملايين، وكل ذلك قبل تقرير الشرطة اذا كان الحديث عن عمل عدائي في الأصل. وطلب كحلون ايضا من المخمنين تقدير الاضرار بروح « بيت هيلل ». ولا يمكن منافسة طيبة بهذا القدر.

في الاسبوع الماضي تفاخر كحلون بهدية اخرى: « عندما يصل أولادنا الى سن 18 سيحصلون على هدية من الدولة، صندوق توفير بقيمة 18 ألف شيكل ». منذ متى يتفاخر وزير المالية بزيادة النفقات؟ إن هذه بلبلة في الأولويات. يجب أن يكون وزير المالية بخيلا لا مبذرا.

نظرة على ميزانية 2017 – 2018 التي تتم مناقشتها الآن في الكنيست تكشف وضعا معقدا. فمن جهة هناك عدد من الاصلاحات التي ستحسن مستوى حياتنا: الاعتماد البنكي، الاتصالات (بيزك)، استيراد الغذاء، الغاز المنزلي والاستثمار في المواصلات. ولكن اغلبية هذه الاجراءات صغيرة وجزئية. ففي موضوع غلاء المعيشة مثلا، بدل الاهتمام بالحصص والتراخيص المؤقتة، يجب على كحلون أن يفعل شيء مختلف تماما: تقديم خطة كشف واحدة كبيرة تقوم بالغاء جميع حصص الغذاء وتبني المعايير الدولية. بهذا الشكل فقط سنشاهد انخفاض حقيقي على الاسعار وغلاء المعيشة.

لا توجد في الميزانية ايضا اصلاحات صعبة، ولا يوجد لها تأييد شعبي، ومن شأنها أخذ الاقتصاد الى الأمام. ولا يوجد علاج لسيطرة اللجان على الوزارات الحكومية والقطاع العام. ولا توجد مكافحة للبيروقراطية. ولا يوجد قرار لرفع سن التقاعد للنساء. ولا يوجد علاج للتقاعد في الميزانية الذي خلق فضيحة للجيش. ولا يتم تفكيك احتكار شركة الكهرباء، ولا تتم اعادة خطة فسكنسون. إن العلاقة مع رئيس الهستدروت، آفي نيسان كورن، والرغبة في الامتناع عن المواجهة مع مجموعات الضغط القوية، تعني كحلون أكثر من أي اصلاح.

كحلون لا يمكنه التفاخر بتقليص غلاء المعيشة في الوقت الذي يفرض فيه عبء يبلغ 26.5 في المئة على استيراد الزجاج من تركيا، الامر الذي سيرفع سعره وسعر الشقق السكنية. في جميع الحالات، سياسة « يوجد لدي » هي سياسة خطيرة. القانون القائم حاليا يسمح بزيادة نفقات الحكومة في العام 2017 بـ 9 مليارات شيكل. إلا أن النفقات الفعلية ستبلغ 17 مليار شيكل، وهذا تجاوز غير مسبوق سيعمل على نفخ القطاع العام من ناحية الميزانية والقوة العاملة. ونفس الشيء سيحدث بالنسبة للعجز الذي يجب أن يقف عند 2.5 في المئة. ولكن تم رفعه بسهولة الى 2.9 في المئة – هذا عدم مسؤولية مزدوج.

يؤمن كحلون أنه يمكنه تجاوز اطار الصرف والعجز دون دفع الثمن. وهذا بالضبط ما آمن به وزير المالية في اليونان واسبانيا الى أن حدثت الازمة الكبيرة. وحقيقة أن النمو بلغ 3 في المئة وليس 5 في المئة، هي جزء من هذا الثمن.

يجب على كحلون أن يعرف أن وزير المالية الجيد هو ايضا وزير مالية سيء، أي مثل الذي يقوم باصلاحات ليس لها تأييد شعبي وفي نفس الوقت يحافظ على الخزينة. يُحظر على وزير المالية منافسة سانتا كلوز.

كلمات دلالية