خبر يا بينيت، ممَ تخاف؟- يديعوت

الساعة 11:41 ص|13 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

يا بينيت، ممَ تخاف؟- يديعوت

أنا أيضا أحطم الصمت

بقلم: أشكول نابو

(المضمون: أُرسلت للخدمة في المناطق في الانتفاضة الاولى وكنت شاهدا على أمور لا تتركني حتى اليوم. عقدت مؤامرة الصمت حول التنكيل بالسكان المدنيين الفلسطينيين في تلك السنوات. خير جدا أن تحطمت هذه المؤامرة - المصدر).

تحاول وزارة التعليم في الاسابيع الاخيرة أن تمنع بكل طريقة ممكنة عن منظمة « نحطم الصمت » المحاضرة في المدارس. والادعاء هو ان المنظمة تشكك بشرعية الجيش الاسرائيلي. فهل حقا؟

الكثير جدا من الضجيج يوجد في النقاش حول هذه المنظمة، وبالتالي فلعله من المجدي أن نبدأ بالحقائق. لقد بدأ نشاط « نحطم الصمت » بعد الانتفاضة الثانية. المنظمة، كاسمها هي بالفعل،

ولدت من حاجة الجنود والمجندات لان يرووا عن المظالم التي اطلعوا عليها في اثناء خدمتهم العسكرية في المناطق. وهذه مظالم تطاردهم لزمن طويل بعد تسريحهم.

كمتدرب في المدرسة العسكري « بهاد 1 » أُرسلت للخدمة في المناطق في الانتفاضة الاولى وكنت شاهدا على أمور لا تتركني حتى اليوم. فحقيقة ان المناطق أصبحت نوعا من « الشرق المتوحش » حيث كل شيء مسموح، كانت معروفة لكل من خدم في الجيش في تلك الفترة. باستثناء أن احدا لم يتحدث عن هذا. فقد عقدت مؤامرة الصمت حول التنكيل بالسكان المدنيين الفلسطينيين في تلك السنوات. خير جدا أن تحطمت هذه المؤامرة. وخير جدا انه توجد « نحطم الصمت » كي نواصل تحطيمها اليوم ايضا. وليس فقط بالنسبة للجنود الذين يواصلون تأدية المهام المعقدة جدا من ناحية اخلاقية في المناطق بل وايضا من اجل من لم يتجندوا بعد.

 

كل أم عبرية وكل شاب يقف امام التجنيد من حقهم ان يعرفوا ما الذي بالضبط يطلب من الجندي عندما يكون متواجدا في المناطق، وأمام أي تحديات سيقف في صدامه مع السكان المدنيين. فالجيش الاسرائيلي، الدولة ووزارة التعليم ما كان يفترض بهم أن يخافوا من « نحطم الصمت » بل العكس: ان يدرسوا الشهادات الشخصية التي يجمعها متطوعو المنظمة (وكلهم مقاتلون في الجيش الاسرائيلي أنفسهم)، وان يستخلصوا منها الاستنتاجات اللازمة واعادة احتساب المسار من جديد.

فلماذا إذن يخاف نفتالي بينيت الى هذا الحد من « نحطم الصمت »؟ لماذا يبذل جهودا كي يمنع دخولهم الى المدارس؟ ربما لان الشهادات التي يجمعونها تتراكم وتثبت بان تواجد الجيش الاسرائيلي في المناطق له ثمن باهظ لا يطاق؟ وربما لانه من هنا قد تنشأ في قلب التلاميذ أسئلة ليس فقط حول تواجد جيشنا في المناطق بل وايضا حول مشروع الاستيطان وقانون التسوية اللذين يخلدان هذا التواجد؟ وعندها – وهذا بات خطيرا ومفزعا – قد تنشأ في أوساط التلاميذ أفكار انتقادية، انتقادية تماما، تجاه الحكومة وتجاه سياستها؟

يخيل أن وزير التعليم لدينا بحاجة للتذكير بان النقد على « الجهات الرسمية »، بما فيها الجيش الاسرائيلي، ليس « تشكيكا بشرعيتها » – بل ببساطة نقد. والنقد هو روح الديمقراطية. فعل وطني من الدرجة الاولى. يمكن أن تحب دولتك حبا جما، ومع ذلك تفكر بان رئيس الوزراء الخالد فيها يقودها نحو الضياع. يمكن أن تحترم وتبجل الجيش الاسرائيلي، ومع ذلك تبقى تشكك بقدرته على التحقيق مع نفسه. فالتفكير النقدي هو احد الحجارة الاساس للتعليم ذي القيمة، ووزير التعليم

 

الجدير بمنصبه يفترض أن يشجعه. لا أن يقمعه. وبالمناسبة، يا سيد بينيت، لعلمك: في الاسبوع القادم سأحاضر أمام الاهالي والتلاميذ في ثانوية في مركز البلاد. وضمن امور اخرى، فاني أنوي الحديث معهم عن مظالم الانتفاضة الاولى، عن التحريض الذي سبق اغتيال رابين وعن وزير تعليم واحد من اللحظة التي تسلم فيها مهام منصبه عين نفسه رقيبا رئيسا.

كلمات دلالية