خبر مركز أبحاث:الـ(F35) ستُصبح عملياتيّة فقط وانتقادات لتكلفتها الباهضة

الساعة 09:52 ص|13 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

على الرغم من أنّ مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، على الرغم من أنّه لا يُخفي ارتباطه الوثيق والوطيد بالمؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة، إلّا أنّ ما حدث أمس، تأخر وصول طائرات الشبح لمدّة ست ساعات، إلى تل أبيب، أخرجه عن طوره، وقال في مقالٍ نشره اليوم في الصحيفة: دولة كاملة كانت تنتظر. الطائرتان الأمريكيتان، الأكثر تقدّمًا وتطورًا في العالم، أربكتا قادة الدولة والمُواطنين على حدٍّ سواء. وتابع: سبب التأخر مرّده الأحوال الجويّة العاصفة في محطة الانتظار في إيطاليا، نأمل ألّا يكون هذا الأمر، الأحوال الجويّة، سببًا في منع الطائرة (F35) من تنفيذ المُهمّات العسكريّة العملياتيّة مُستقبلاً، قال المُحلل باستهزاءٍ لا يخلو من الغضب.

ويوم أمس، جلس المدعوّون في أماكنهم في قاعدة “نيفاطيم” العسكريّة الإسرائيليّة، الواقعة في جنوب الدولة العبريّة.  كانوا في انتظار استقبال أول طائرتي (F35) ضمن مراسم واحتفال تمّ التجهيز لهما منذ أيام. استعدّ الرئيس الإسرائيليّ، رؤوفين ريفلين، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لإلقاء خطابيهما، بحضور وزير الدفاع الأمريكيّ، آشتون كارتر، وسياسيين وعسكريين ودبلوماسيين وإعلاميين، لكنّ الطائرتين لم تصلا.

حلّت الصدمة كبيرة جدّاً، فسبب تأخرهما مُربك لمصنعيها وللمتزودين بها. بعد انتظار وبث مباشر وأستوديو مفتوح في قنوات التلفزيون العبريّة لشرح مزايا الطائرة وقدرتها على المراوغة والتملص والمناورة، بما يصل إلى ما يتجاوز حدود السماء، تبينّ أنّ الاثنتين لم تُقلعا من إيطاليا بسبب الأحوال الجويّة السيئة، وتحديدًا الضباب. بعد إعلان تأخر وصولهما، انفرط عقد الاحتفال وتفرق المدعوون، فيما أطلق الإعلاميون العنان لتعليقاتهم التي تحولت من التمجيد بالقدرة الإسرائيليّة المتجددة، إلى السخرية مما حدث، وبشكلٍ خاصٍّ ما يتعلق بسبب الامتناع عن التحليق بالطائرتين من إيطاليا إلى إسرائيل.

ردّ الفعل كان موازيًا للصدمة، وتوزعت التعليقات بين استوديوهات البث المباشر والمواقع الإلكترونية الإخبارية، وذلك ما بين الإعراب عن الخيبة والاستهزاء. فقد تساءل معلق الشؤون الأمنية في صحيفة “معاريف”، يوسي مليمان، قائلاً: هل هناك مَنْ يُمكنه أنْ يشرح لنا كيف لا تستطيع الطائرة الأفضل في العالم أنْ تقلع وتحلق بسبب سوء الأحوال الجوية في إيطاليا؟.

من ناحيتها، تساءلت القناة الأولى الرسميّة في التلفزيون الإسرائيليّ، بعد فضّ الاحتفال، عن علّة الاحتفال بوصول الطائرتين، وشدّدّت على أنّها مُربكة وكانت في الأساس مبالغًا فيها.

أمّا صحيفة (هآرتس)، المحسوبة على ما يُسّمى اليسار الصهيونيّ، فأكّدت على أنّه بعدما اشترت إسرائيل طائرة بمبلغ مائة مليون دولار، وتبينّ أنّها غير قادرة على الإقلاع بسبب الضباب، نأمل أن يتحرك أحد ما كي يفحص إنْ كانت الغواصات التي اشترتها إسرائيل في المدّة الأخيرة، ليست حساسة للمياه المالحة، على حدّ تعبيرها.

الباحث الإسرائيليّ، في مركز أبحاث الأمن القوميّ، التابع لجامعة تل أبيب، يفتاح شابير، وهو ضابط مُتقاعد من سلاح الجوّ الإسرائيليّ، رأى في مقالٍ نشره على موقع المركز اليوم الثلاثاء، أنّ المُقاتلة الأمريكيّة الجديدة من طراز (F35) ستُصبح عملياتيّة بشكلٍ كاملٍ فقط بحلول العام 2019.

كما توقّف الإعلام الإسرائيليّ، بعد استيقاظه من النشوة العارمة بوصول الطائرتين، توقّف عند ثمنهما الباهظ. (هآرتس)، لفتت إلى أنّ مُعارضي صفقة الطائرات الأمريكيّة في إسرائيل، يُعبّرون عن امتعاضهم الشديد من التكاليف الكبيرة جدًا، إذْ أنّ ثمن 50 طائرة وصل إلى 7.2 مليار دولار. هؤلاء المُعارضين، بحسب الصحيفة، شدّدّوا على أنّ الحكومة الإسرائيليّة تصرف الأموال في الأمور غير المُهمّة، وكانت حريًا بها توزيع هذه الميزانيات الكبيرة للطبقات المسحوقة في الدولة العبريّة، بهدف جسر الهوّة الاقتصاديّة-الاجتماعيّة في المجتمع الإسرائيليّ، بحسب تعبيرها.

وكان وزير الأمن افيغدور ليبرمان، قد ذكر في بيانٍ أنّ هذه الطائرات تُشكّل عنصراً آخر في الحفاظ على التفوق الجويّ الإسرائيليّ في منطقتنا، فسلاح جو قوي يعني أن إسرائيل قوية، وسيكون أكثر سرية وكفاءة، وأعرب عن شكره لنظيره الأمريكيّ، كارتر، خلال حفل استقباله قبيل احتفال وصول الطائرتين اللتين لم تصلا في موعدهما المقرر.

إضافة إلى “صدمة الضباب” وانفراط عقد الاحتفال وتأجيل وصول الطائرتين ثماني ساعات، جاءت صدمة من نوع آخر، من شأنها أنْ تضرب أصل مشروع (F35)، وذلك بعد تصريح الرئيس الأمريكيّ المنتخب، دونالد ترامب، الذي حمل فيه على مشروع الطائرة المكلف، وندّدّ بالأثمان المرتفعة لإنتاجه. وغرد ترامب على “تويتر”، قائلاً إنّ مشروع طائرة F35 وتكلفته قد خرجا عن السيطرة. يمكن توفير بلايين الدولارات، وستُوَفَّر بالفعل، من مشتريات وسائل ومعدات قتالية، بعد تاريخ 20 كانون الثاني (يناير) القادم، أيْ موعد بدء ولايته.

نتنياهو قال إنّ الذراع الطويلة لإسرائيل أصبحت الآن أطول وأعظم، مُشيرًا إلى أنّ القوّة فقط هي التي تصنع الردع والاحترام والحلول والسلام. وأضاف: أريد أن أوضح أنّ كلّ من يفكر في مهاجمة إسرائيل سيهاجم ويضع نفسه في خطر الانقراض، وهذا شرط أساسي لضمان مستقبلنا.

كذلك أشار إلى أنّ إسرائيل هي ثاني دولة في العالم تحوز هذا النوع من الطائرات المتطورة بعد الولايات المتحدة، الأمر الذي يؤكّد متانة التحالف القائم بين الجانبين، على حدّ تعبيره.

وعلى الرغم من كلّ ما ورد، لا يُمكن التغاضي عنّ أنّ الطائرة الجديدة تُكرّس تفوق إسرائيل الجويّ على الجيوش العربيّة مُجتمعةً. والسؤال: هل ستتمكّن إيران من إيجاد الردّ؟ ولماذا قادة تل أبيب ما زالوا يَخشَونْ من تحولّ مصر من صديقة إلى دولة عدو؟، هذه الخشية، كانت في أساس اتخاذ الحكومة الإسرائيليّة القرار بشراء هذه المُقاتلات.

كلمات دلالية