خبر تقنية استخبارات للمهام الخاصة: هكذا ستؤثر F35 على الخريطة الإقليمية

الساعة 10:09 ص|12 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

بقلم: أمير بوحبوط

أطلس للدراسات / ترجمة خاصة

بوابة الدخول للجيل الخامس من الطائرات المقاتلة في العالم ستُفتح، اليوم الاثنين، من قبل سلاح الجو الإسرائيلي في الساعة 14:30 مع هبوط طائرات الشبح (F35) لقاعدة « نيفاتيم » في النقب. بعد أن ينقشع غبار الاحتفالات عن القاعدة سنصل للحظة الحقيقية: سيتطلب الأمر مزيدًا من القوة من قبل القوات الجوية لتشغيل الطائرة التي لم يقلها بعد أي طيار إسرائيلي، التدريبات على استخدامها ستكون لأول مرة وفي ذاك الأمر بعض الحساسية. عيون أعداء إسرائيل والجيوش الأجنبية - من بينهم الدول المشاركة في مشروع الـ F35 - ستكون موجهة نحو سرب « النسر الذهبي » للجيش من الآن فصاعدًا.

اختار سلاح الجو الطيارين المميزين، طواقم الفنيين والمدربين في السرب، حيث أن عمل كل منهم سيكون له دور هام في تعزيز صورة السرب في العالم، وفي خلق ردع لدولة إسرائيل في الشرق الأوسط، التميز يبدأ من الأمور الصغيرة.

سلاح الجو يؤكد أن طائرة الشبح سيكون لها تأثير كبير على كل السلاح، وبذلك يمكن التوصل لتغير في المفاهيم وثقافة القتال، طريقة وإجراءات جديدة بشكل أوسع في كل ما يتعلق بإدارة المعركة الحديثة وإدارة نظام الصيانة. وكذلك يُقدر الطيارون القدامى في سلاح الجو في المرحلة الحالية أن المستقبل سيُظهر شيئًا مختلفًا تمامًا بفضل الطائرة. طريقة القتال قد تتغير من الرباعية لهيكلية أخرى، وكذلك عدد الطائرات في السرب قد يتقلص بسبب اختلاف القوة والقدرات.

أشعة رادار منخفضة وخلايا تسلح خفية

لقد أخذ مهندسو طائرة F35 في عين الاعتبار حين بنائها في المقام الأول التفكير بالدمج بين قدرات التخفي، وكل ما بني داخلها هدفه خدمة هذا الأمر. من المهم التنويه إلى أن قدرات التخفي ليست بنسبة 100%، لكنها بدرجة عالية على المستوى العالمي.

لذلك، تم اختيار مواد مركبة خلال بناء الطائرة بحيث هناك صعوبة كبيرة من تحديد وجودها بالجو، أجزاء كبيرة بها تضم رادارات متطورة، حمالة الوقود صنعت باستخدام أدوات داخلية، وكذلك التسلح أيضًا، وأجهزة الاستشعار للاتصال كذلك خفية. بالمثل، محرك الطائرة، رغم كبر حجمه وقوته؛ إلا أنه تم تصميمه وتركيبه بشكل يجعله ذو أشعة رادار منخفضة، ومن أجل تحسين قدرات التخفي تم تصميمه بشكل منحنٍ.

قدرات التخفي للشبح تسمح بشكل مجدٍ بدعم مهام متنوعة في مناطق القتال التي صعب على الجيش فيها مسبقًا تشغيل الطائرات، هذه القدرة تسمح للشبح بالعمل فوق المناطق ومهاجمة أهداف في الجو والبر قبل أن يتم تحديد وجودها من قبل جهات عدائية وجمع معلومات بلا ملاحظة أي جهة والعودة فورًا لقاعدة الجيش.

منتقدو مشروع F35 يدعون أن الطائرة في حالة التخفي لن تستطيع أن تحمل إلا 2 طن ذخيرة مثل طائرة F16، لكن ضباط كبار في سلاح الجو شرحوا أنه في الحالات العادية تحمل الطائرة ذخيرة بوزن 6 طن خارج جسم الطائرة، مثل طائرة F15.

بالإضافة لقدرات التخفي، يجب أن نضع بالحسبان أيضًا مدى أجهزة الاستشعار التي على ظهر الطائرة، والتي تسمح بجمع معلومات استخباراتية هائلة في وقت سريع، أجهزة الحاسوب المتقدمة التي تؤدي مهمة الجمع، النقل، التحليل وإنتاج المعلومات، وكذلك نظام الاتصالات التي تسمح للطائرة بنقل المعلومات بأسرع وقت لطائرات أخرى وللقوات قبل أن تختفي الأهداف من المنطقة. قدراتها تجعل منها جهاز استخبارات ضخم.

يجدر التنويه أن الحديث عن طائرة ما زالت تحت قيد التطوير، وبها مئات المشاكل التي لم يتم حلها على يد المنتجين « لوكهيد مارتين » والجيش الأمريكي. بالرغم من ذلك فإن سلاح الجو الاسرائيلي يؤكد على أنه لا مشكلة من تلك التي اكتشفت حتى الآن يمكن أن تؤخر عملية الشراء والإعلان عن السرب على أنه جاهز للعمل.

معدل إنتاج الشبح في الولايات المتحدة سيتسارع في العام القادم، وحتى عام 2025 ستصل لاسرائيل 25 طائرة من بين 50 شاملة في صفقة الشراء. وبذلك، تعتبر هذه الخطوة ردًا واضحًا على سباق التسلح في الشرق الأوسط الذي يشمل شراء طائرات مقاتلة واسعة النطاق في بعض الدول مثل السعودية، البحرين، تركيا، الامارات ومصر التي وقعت في العام الماضي على اتفاق شراء طائرات « رافال » الفرنسية، التي تعتبر طائرات مقاتلة من جيل 4.5، فوق طائرات F16 الإسرائيلية بدرجة واحدة. وبذلك، بشراء طائرة F35 لدى إسرائيل القدرة على الإعلان بشكل واضح عن الحفاظ على تفوقها الجوي في الشرق الأوسط.

كلمات دلالية