تقرير استعدادات إسرائيل منذ حريق الكرمل حتى حريق الجليل « صـفـر »

الساعة 05:47 م|11 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

حرائق هائلة نشبت في أنحاء متفرقة وسط وشمال الأراضي المحتلة في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 الماضي، وبفعل الرياح القوية الجافة ساعدت في توسيع نطاق انتشار النيران، التي امتدت إلى المستوطنات اليهودية في الضفة المحتلة، وسط اتهامات إسرائيلية بضلوع فلسطينيين بالوقوف وراء بعض تلك الحرائق.

ومع أنها تمتلك أكبر أسطول للطائرات في العالم، إلا أنها عجزت عن السيطرة على إطفاء تلك الحرائق، الذي دفع نتنياهو لطلب مساعدات من عدة دول، هي اليونان وتركيا وقبرص وإيطاليا، إضافة إلى روسيا وكرواتيا، كل ذلك لم يؤتي ثماره كثيراً، بل استعانت بأمريكا بطلب طائرة Supertanker والتي جاءت بعد 24 ساعة، وقصفت بؤر النار المستعرة بأكثر من 74 طناً من المياه في المرة الواحدة.

الخبير في الشأن الاسرائيلي، « فادي عبد الهادي » قال : بعد مرور 6 سنوات على حريق الكرمل الذي قُتل جراءه 44 سجان وحراس سجن الدامون، تكرر السناريو أيضا في ديسمبر 2016، ولم يتغير شيء على استعداد إسرائيل لمواجهة الحرائق الضخمة فالسيناريو تكرر واسرائيل كما هي، وفي حريق الكرمل عام 2010 تطلب مرة أخرى المساعدة من أمريكا والأردن واليونان وقبرص، للمساعدة في إخماد حرائق الجليل وحيفا وغابات المستوطنات في الضفة الغربية، وطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بنفسه المساعدة من واشنطن وأوروبا والأردن، واستجابت اليونان وقبرص وأرسلت طائرات لإسرائيل من أجل إخماد الحريق.

وأضاف عبد الهادي لـ« وكالة فلسطين اليوم » : في عام 2010 كان أفيغدور ليبرمان تولى وزارة الخارجية الإسرائيلية، وفي حريق 2016 تولى ليبرمان وزارة الحرب، أما في الحريقين فرئيس الوزراء الاسرائيلي بقي هو و بنيامين نتنياهو، فحكومتي نتنياهو عام 2010 حتى يومها هذا في 2016 تثبت أنها لم تستعد جيداً لإخماد حرائق ضخمة كبدت إسرائيل ملايين الشواكل.

وتسائل الخبير عبد الهادي: « هل إسرائيل التي يَدعي قادتها بأنها قوة عظمى في الشرق الأوسط قادرة على صد أي هجوم عدائي ضدها قادرة بالفعل على مواجهة حربية مع جيوش..؟ » فحريقي الكرمل والجليل وحيفا يضعان علامات استفهام حول قدرات إسرائيل العسكرية، رغم تفوقها التكنولوجي العسكري.

فقد قال محللين إسرائيليين إبان حريق الكرمل وإبان الحريق الأخير في الجليل : « ماذا سيحدث لإسرائيل لو تزامنت الحرائق مع حرب مع حزب الله، فهل إسرائيل الغير قادرة على إخماد حرائق ستتفرغ لحرب تُطلق خلالها آلاف الصواريخ نحو اسرائيل..!!؟

كما أن مراقب الدولة الاسرائيلي، في تقريره الأخير حذر من عدم استعداد إسرائيل لحروب أخرى ليس بسبب نقص الوسائل القتالية، بل لعدم وجود حماية لـ2 مليون إسرائيلي في حالة نشوب الحرب فهم سيبقون دون ملاجئ وتقرير مراقب الدولية يظهر مرة أخرى مشاك اسرائيل وضعف جبهتا الداخلية.

وطرح عبد الهادي، سؤال آخر حول قضية إخلاء سكان إسرائيليين، في حالة تزامنت حرائق ضخمة مع حرب علي عدة جبهات، ففي الحريق الأخير في حيفا تم إجلاء 60 ألف إسرائيلي من منازلهم، فماذا لو تزامنت حرب مع الحريق واضطرت إسرائيل لإخلاء عدد كبير من الإسرائيليين إن تزامنت حرب مع حزب الله وقطاع غزة..؟

وتابع قوله : »في الحرب الأخيرة في قطاع غزة فَر سكان المنطقة الجنوبية لمناطق تل أبيب والشمال، فكيف لو وقعت الحرب أيضا مع حزب الله فأين سيَفر الإسرائيليين حينها..؟

وحول اتهام فلسطينيين بالضلوع في اشعال الحرائق، ادعت إسرائيل بأنها اعتقلت عدد كبير من الفلسطينيين من الضفة الغربية ومن فلسطيني الداخل، وبعد التحقيق اتضح بان معظمهم ليس لهم علاقة بالحرائق في حين تم تقديم لوائح اتهام ضد اخرين مع ذلك أولى محللين إسرائيليين، بأن الحرائق كان سببها حالة الطقس والجفاف والرياح الشديدة.

وقد قام أعضاء كنيست متطرفين بحملة إعلامية أرادوا منها التحريض ضد فلسطيني أراضي 48 المحتلة.

وفي ذات السياق، ذكرت مصادر إسرائيلية، أن حجم الخسائر الأولية التي تكبدت بها إسرائيل جراء الحرائق وصلت إلى نصف مليار شيكل، فيما أتت ألسنة النيران التي اشتعلت على مدار خمسة أيام إلى عشرت آلاف الدونمات من الأحراش والغابات والمناطق الطبيعية.

كلمات دلالية