خبر محمد غوانمة...ينشد العناية الصحية بعد سنوات من الجهاد والإعتقال

الساعة 10:25 ص|11 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

بعد سنوات على اعتقاله في سجون الإحتلال وما رافقها من معاناة مضاعفة في التحقيق معه، لا يزال الأسير محمد عبد الفتاح غوانمة 58 عاماً، من سكان مخيم الجلزون للاجئين، يعاني ظروف صحية صعبة.

وفي لقاء خاص مع الأسير غوانمة، وهو لاجئ من بلدة الدوايمة المهجرة، قال إنه بحاجة لرعاية صحية متخصصة جراء آثار الشبح والضرب و التحقيق و العنف الذي مارسته قوات الاحتلال ومخابراته طوال فترات الاعتقال.

ويعاني غوانمة من أمراض بالأعصاب بالإضافة الى موت خلايا عصبية مهمة بالدماغ، و تورم الأطراف، و صعوبة الحركة، و صعود ماء إلى الصدر، ويحتاج إلى علاج ( إبرة مودي كيت3 سم  ) كل أسبوعين جراء المعاناة المستمرة.

وبحسب غوانمة فإنه قام خلال الستة أشهر الماضية بإجراء 6 عمليات جراحية لسحب الماء عن المعدة، وقسطرة ، إضافة لإصابته بجلطة بالصدر و مشاكل بالعين.

حكاية المحرر غوانمة تعتبر من القصص المشهورة في تاريخ الحركة الأسيرة و داخل قلاع الأسر حيث أُعتقل لأكثر من 19 عاماً.

وبدأت إعتقالات غوانمة في العام 1977 لخمس سنوات متتالية، بتهمة القيام بعمل نضالي ضمن مجموعات « فتيان النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفي العام 1986, تم اعتقاله لعامين امضى منهما شهرين متواصلين في التحقيق بتهمة الانتماء لمجموعات الجهاد الاسلامي و تعرض غوانمة للتعذيب و الضرب و الشبح بدون ملابس، و سكب الماء البارد بفصل الشتاء، وتعرض لصعقات كهربائية، والنوم على الفضلات والتهديد النفسي واحتجاز الاهل للضغط عليه.

أمضى غوانمة في حينه فترة اعتقالهُ في سجني رام الله و نابلس، حيث عانى من الاهمال الطبي و القمع بالغاز وعقاب الزنازين، حيث كان ممثل الاسرى تلك الفترة.

تم الأفرج عن غوانمة ليخرج ليكمل مشوار الحركة بتوزيع المنشورات و المجلة، والدعوة للثورة و الجهاد و الحض على فعاليات الإنتفاضة الأولى و توزيع المساعدات، و إلقاء الخطب ، و عمل الورشات و الحلقات التي تحمل منهج و منطلقات حركة الجهاد الإسلامي، ليعيد إعتقاله من جديد ويمضى عامين إداريا في سجني الظاهرية، و النقب الصحراوي وتم الأفرج عنه عام 1990.

بعد الإفراج عنه تزوج غوانمة من زوجته أم العبد من قرية أبو شخيدم، إلا أن ذلك لم يمنعه من مواصلة واجبه الجهادي وشراء السلاح و تخزينه، والتدريب، في تطبيق فعلي وعملي لمنهج الجهاد الإسلامي حيث نفذ عمل جهادي قرب مغتصبة » بيت إيل « و جرح عدد من الصهاينة، ليكون الإعتقال الكبير بعدها.

ففي الأول من آب من العام 1990 تمكنت قوة » مستعربين بملابس نسائية« من الوحدات الخاصة الصهيونية من إعتقال القيادي غوانمة قرب مخيم الجلزون، وخلال إعتقاله تعرض غوانمة للضرب بشكل وحشي على الرأس والصدر وباقي أجزاء جسمه مما تسبب له بعقم دائم.

و كان غوانمة ضمن خلية من عدد من رموز العمل النضالي الشيخ عارف زياد ، و معوض ناصيف ، و محمود غوانمة ، و عبد المجيد نصار ، و سليمان نصار ، و وليد الهودلي ، و فؤاد الهودلي ، و سامي حسين العنابي ، و أمضي في الاعتقال عشرة أعوام و نصف ليفرج عنه في العام 2000.

ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم يعيش غوانمة في ظروف صحية صعبة للغاية، ويحتاج لرعاية صحية خاصة، وإجراءات متخصصة, إلى جانب أن أبنه الوحيد والذي رزق به خلال فترة إعتقاله »عبد الفتاح« يعاني من حالة نفسية صعبة ، و مشاكل عصبية و صحية.

وغوانمة من مواليد مخيم الجلزون بتاريخ 8/02/1958 درس بمدرسة الجلزون الإعدادية ، ثم مدرسة رام الله الثانوية ، ثم يتخرج طالبا في كلية جامعة بيرزيت بعام 1982،  حيث برز في بيزيت ضمن الجماعة الاسلامية بقيادة الشهيد فتحي الشقاقي بالدعوة للإسلام و الجهاد.

وشارك خلال دراسته بتنظيم فعاليات الطلابية و الانشطة التطوعية و في شهر سبتمبر بعام 1982.

ومن هنا بدأ عمله التنظيمي في حركة الجهاد الإسلامي حيث برز بتوزيع مجلة الطليعة الاسلامية و القيام بحلقات نقاش و ندوات و ورش و دروس حول مركزية القضية الفلسطينية، و انتشر العمل ليشمل معظم نوادي مدينتي رام الله و البيرة و القرى و المخيمات » الأمعري ، الجلزون ، قلنديا " و مسجد جمال عبد الناصر و مسجد الجامعة، و المسجد الأقصى و عدد من مساجد و فعاليات مدينة القدس الشريف.

كلمات دلالية