مبادرة الأمين العام للجهاد ابرز الجهود

خبر 13 ألف مرة ترددت كلمة 'مصالحة' في 2016 ..كيف ستكون في 2017؟!

الساعة 06:49 ص|11 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

ترددت كلمة المصالحة خلال عام 2016 آلاف المرات، على السن قيادات فلسطينية خلال تصريحات وتقارير صحفية لم تخلُ من « التراشق الإعلامي » وتبادل الاتهامات بين طرفي الانقسام؛ غير أن ذلك الحجم لم ينجح في دفع عجلة المصالحة التي تراوح مكانها منذ بداية الانقسام عام 2007.

لم يشهد عام 2016 أي إنجاز يتعلق في ملف إنهاء الانقسام الفلسطيني من الناحية العملية، كما وفشلت العديد من الجهود واللقاءات المبذولة لإتمام المصالحة، وكان أبرزها لقاء جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مع رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) خالد مشعل ونائبه إسماعيل هنية في العاصمة القطرية الدوحة، ولم يحقق اللقاء أي اختراق في الملف.

 لم يشهد عام 2016 أي إنجاز في ملف المصالحة سوى بعض الجهود واللقاءات التي لم تحدث اختراقاً تجاه انهاء الانقسام بشكل عملي

وسبق لقاء عباس هنية ومشعل حوارات بين قيادات من الطرفين في العاصمة القطرية (الدوحة) في بداية العام تمخضت عن التوصل لما عُرف بالتصور العملي لتطبيق اتفاقات المصالحة، غير أن اللقاءات لم تستكمل وعاد الطرفان لتبادل الاتهامات عن فشل الحوارات.

كما، وشهد العام دعوة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الفصائل الفلسطينية للتوحد وتحقيق مصالحة حقيقية، وابدى استعداده الكامل للعب دور الوساطة بين الفصائل، دعوة لاقت ترحيب جميع الفصائل لاسيما حركة فتح وحماس، ولم تنتج عن تلك الدعوة أي لقاءات تذكر.

ودعت حركة الجهاد الإسلامي ضمن مبادرة من عشر نقاط قدمها الأمين العام د. رمضان عبدالله شلح لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، وصياغة برنامج وطني جديد وموحد، ولاقت ترحيباً كبيراً من جميع الأطياف والفصائل الفلسطينية، وتسعى الحركة في إطار المبادرة لعقد ورش عملٍ ومؤتمرات صحفية لتفعيلها وتطبيقها عملياً.

وفي أواخر العام 2016 ظهرت بعض المؤشرات الإيجابية من قبل حركتي حماس وفتح، إذ كشف ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة، النقاب عن تلقي حركته رسالة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل المؤتمر السابع لحركة فتح، بأن الأخير سيتعهد بتطبيق اتفاقات المصالحة بعد إتمام المؤتمر.

وسبق تصريح القيادي في حركة حماس تصريحاً مشابهاً من حركة فتح على لسان عضو اللجنة المركزية عزام الأحمد بأن أجواء المصالحة بين حركتي فتح وحماس تتسم بالإيجابية.

الكاتب والمحلل السياسي رياض العيلة يقول « ملف المصالحة لم يشهد أي تقدم عام 2016 على الرغم من الجهود والمبادرات واللقاءات التي جمعت حماس وفتح ».

الكاتب العيلة: أواخر عام 2016 شهدت مؤشرات إيجابية وقد يشهد ملف المصالحة تحركاً إيجابياً عام 2017

ويرى الكاتب العيلة أن أواخر عام 2016 شهدت مؤشرات إيجابية على إمكانية إنهاء الانقسام وإتمام المصالحة الفلسطينية، منها: كلمة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في المؤتمر السابع لحركة فتح وهي رسالة إيجابية من حركة حماس، كذلك تسهيل حماس خروج أعضاء المؤتمر السابع من قطاع غزة يحمل رسالة إيجابية، تلك الرسائل الإيجابية قوبلت برسائل إيجابية على شكل تصريحات صحفية من قيادات في حركة فتح.

وأضاف: الرسالة التي أرسلت على لسان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في المؤتمر السابع لحركة فتح ربما تكون بداية صحيحة لإنهاء الانقسام والبدء عملياً لتنازل كل الأطراف لمصلحة القضية الفلسطينية التي خسرت كثيراً بسبب الانقسام، خاصة أن الاحتلال يستثمر تلك الظروف لتكثيف الاستيطان في الضفة المحتلة والاعتداء على المقدسات.

وتوقع العيلة ان يشهد ملف المصالحة تحركاً ايجابياً في عام 2017، متمنياً أن تكون هناك رؤية مستقبلية عند حماس وفتح للبدء في انهاء الانقسام على ارض الواقع.

ولفت إلى أن « الملف الأمني » أبرز تحديات المصالحة، وأن الملفات الأخرى يمكن ان تهون مقابل ذلك الملف، مشيراً إلى ان وضع المصلحة الفلسطينية فوق المصالح الحزبية عامل أساسي في تجاوز الملف وتسويته وبالتالي إنهاء الانقسام.

وذكر إلى محددان رئيسان قد يدفعان حماس وفتح لإتمام ملف المصالحة الأول: المصلحة الوطنية العليا، والثاني: إجراء انتخابات محلية وتشريعية ورئاسية.

العيلة: محددان رئيسيان لنجاح المصالحة تغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة واللجوء إلى صندوق الانتخابات

ودعا الكاتب العيلة الفصائل إلى ضرورة إنهاء ملف الانقسام واتمام المصالحة والتفرغ لبناء رؤية استراتيجية واضحة للتصدي لسياسات الاحتلال الإسرائيلي.

من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن ملف المصالحة في عام 2016 راوح مكانه؛ لسبب واحد هو « العقلية التي تحكم الرئيس الفلسطيني محمود عباس »، متوقعاً استمرار الانقسام في ظل استمرار تمسك عباس في مواقفه التي لا تخدم القضية الفلسطينية« .

الكاتب الصواف: ملف المصالحة راوح مكانه في عام 2016 لسبب واحد وهو العقلية التي تحكم عباس

وقال: عباس لديه برنامج سياسي يتعارض مع المصالحة الفلسطينية، ولن يقبل بحلٍ وسط ولن يتنازل عن برنامجه السياسي المرفوض فلسطينياً، مضيفاً »لن يكون هناك مصالحة تحقق مصالح الشعب الفلسطيني طالما بقي محمود عباس في سدة الحكم« .

 وأشار إلى أن التصريحات الإعلامية التي صدرت مؤخراً عن حماس وفتح التي تحدثوا فيها عن المصالحة بإيجابية »لا تسمن ولا تغني من جوع لافتقادها للتطبيق على أرض الواقع« ، لافتاً »إذا بقي الامر مجرد كلام على وسائل الاعلام فلن تتحقق المصالحة ولن ينتهي الانقسام وهو الأمر الحاصل منذ عشر سنوات« .

الصواف: لا أتوقع لحلحة في ملف المصالحة طالما بقيَّ عباس في سدة الحكم

وذكر أن استجابة فتح ورئيسها محمود عباس لبعض لقاءات المصالحة يهدفُ »لذر الرماد في عيون الفلسطينيين".

وأشار إلى أن حركة حماس قدمت منذ بداية الانقسام يدها للمصالحة وتنازلات عن الكثير من القضايا لصالح القضية الفلسطينية.

الصواف يرى ان استجابة فتح لبعض اللقاءات وإدلائها بالتصريحات الإيجابية ليس معياراً لبدء انهاء الانقسام والهدف منها ذر الرماد في العيود

وبين إلى ضرورة ان يضغط الشعب الفلسطيني وقواه الحية على الجهة الرافضة للمصالحة لدفعها لإنهاء الانقسام الذي عطل مناحي الحياة وأضر بالقضية والشعب الفلسطيني.

 

كلمات دلالية