خبر مُشغلة بدون طيار -هآرتس

الساعة 11:25 ص|08 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

بقلم: جدعون ليفي

 (المضمون: يوجد في الجيش الاسرائيلي اشخاص طيبون وبسطاء لكنهم يتعرضون لغسل الدماغ مثل حالة لي - المصدر).

إسمها لي، وهي خدمت في وحدة الطائرات بدون طيار في الجيش الاسرائيلي. والآن هي تدرس في الجامعة العبرية في القدس، وتدرس فصل واحد في جامعة ماسريك في بارنو في تشيكوسلوفاكيا. وقد سمعت في الاسبوع الماضي بأن هناك محاضرة لشخص من اسرائيل في الجامعة فجاءت للاستماع، مع طالب آخر من البلاد يدرس علم النفس. لي كانت مزعزعة من المحاضرة.

لي تعيش في مركز البلاد. كل اسرائيلية تأتي لتبكي: كل العمى والانكار وادعاء الضحية والانفعال والجهل والرضى عن الذات لدى فتاة واحدة. وكانت منفعلة عندما تحدثت واشتكت من أنها تجد صعوبة في التعبير عن نفسها باللغة الانجليزية وأنها لم تستعد لذلك، كما قالت للمستمعين التشيكيين. وقالت إن الوضع ليس سهلا كما وصفه المحاضر الاسرائيلي. فالوضع معقد أكثر وهو ليس أسود وأبيض. المحاضر كان أحادي الجانب.

المحاضر اقترح المثال المعروف لمستمعيه، حول الدبابات السوفييتية التي دخلت الى بلادهم في العام 1968. وتساءل ما اذا كان الوضع في حينه معقد، أم أنه كان واضحا آنذاك لكل صاحب ضمير في العالم أن السوفييت هم المعتدون وأن التشيك هم الضحايا. هكذا ببساطة، بشكل أحادي الجانب، أسود وأبيض وحاسم. السوفييت ايضا قالوا إنهم جاءوا للحماية.

وقد طلبت لي من المستمعين المجيء الى اسرائيل للتأكد من أن اقوال المحاضر غير صحيحة. وكان قصدها مشاهدة الارهاب الفلسطيني وسعي الاسرائيليين نحو السلام، وطابع الفلسطينيين الدموي. يانا نهضت وقالت إنها قد زارت اسرائيل اكثر من مرة، بما في ذلك المناطق المحتلة، وانطباعها كان مختلفا. فقد كانت في مناطق لم يسبق للي أن زارتها. يمكن أنها شاهدتها على شاشة الحاسوب حيث تظهر احيانا نقاط سوداء، وهي عبارة عن أناس مثلها. احيانا يهربون من رعب « الجوي ستيك » التابعة لها. إن لي تدافع عن الدولة. وبالمناسبة، في كل العالم هناك نقاش اخلاقي حول استخدام الطائرات بدون طيار من اجل القتل، أما في اسرائيل فليس هناك نقاش كهذا.

قالت لي إنها تؤيد السلام. وهي على يقين أنها ليست يمينية، بل العكس. قالت إنها تعرف أن الاحتلال سيء وهي تعارضه. ولكن ليس هناك مناص. ولي تعرف ما لا نعرفه نحن: الجهد الذي يبذله سلاح الجو من اجل عدم اصابة الابرياء. ولي على قناعة بأن الجيش الاسرائيلي هو الجيش الاكثر اخلاقية في العالم. وقد أشار المحاضر الى أن جهد الجيش الاسرائيلي وسلاح الجو يلمس القلب، لكن 180 رضيع و344 طفل قتلهم الجيش الاسرائيلي فقط في عملية الجرف الصامد – يحتمل أن ذلك حدث اثناء خدمة لي في الجيش – وهذا مقنع أكثر من الجهود المؤثرة. وقد كانت لي على وشك البكاء.

إن لي مملوءة بالنوايا الحسنة، وهي على قناعة أن بلادها كذلك، حليب وعسل، وأن جيشها كذلك، جيش القيم. هذا ما قالوه لها. وهي على قناعة ايضا أنه لو كان الامر يتعلق باسرائيل لكان حل السلام. ومشكوك فيه أنها قد تحدثت في حياتها مع فلسطيني. ومن المشكوك فيه أنها نظرت اليه، باستثناء كونه نقطة على شاشة الحاسوب.

بعد المحاضرة توجهت لي الى المحاضر وطلبت التحدث معه. وقد بدت مزعزعة لكن مع نوايا حسنة. لا يمكن الغضب من لي، مُشغلة الطائرات بدون طيار. فقد تم غسل دماغها، أما رضاها الذاتي فهو مصمم وهي لا تقوم بالتزييف وليست لديها شكوك اخلاقية. لذلك فان شخصيتها مزعزِعة الى درجة كبيرة: هي شابة جيدة، قامت بأفعال سيئة اثناء خدمتها العسكرية دون ادراك ذلك، وهي لا تدرك ذلك الآن. فلم يكن أمام اسرائيل أي خيار سوى قتل جميع هؤلاء الاطفال الرضع. وحماس هي التي فرضت ذلك عليها واسرائيل هي الضحية. إن لي تحب بلادها وجيشها. وهي لا تعرف كيف يمكن انتقادهما، لا سيما خارج البلاد.

 

  لي ستكبر وتصبح اسرائيلية جيدة مثل جميع الاسرائيليين.

كلمات دلالية