خبر الوزير جلعاد مكارثي- هآرتس

الساعة 11:22 ص|08 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

يواصل وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، العمل بوتيرة مضاعفة لتقليص الفجوة بين إسرائيل وبين الدول المتطورة، كالصين، كوريا الشمالية وايران. فبعد أن اعلن بانه سيعالج أمر مارك سوكربرغ والشبكات الاجتماعية بانها المسؤولة عن موجة الارهاب – وليست سياسة الاحتلال الاسرائيلي المستمرة منذ خمسين سنة – توجه أردان هذا الاسبوع الى افق مكارثي جديد. فاردان يعمل على تشكيل لجنة خاصة تضع قائمة سوداء للشركات، المنظمات والافراد الذين يدعون الى مقاطعة إسرائيل أو المستوطنات في الضفة.

 

          وبخلاف مشكلة الشبكات الاجتماعية، التي تديرها محافل خارجية عظيمة النفوذ، فإن تنفيذ القوائم السوداء هو في متناول اليد: لجنة متعددة الوزارات تحسم من  هي الهيئات الوقحة التي تتجرأ على انتقاد الاحتلال الاسرائيلي وتدعو الى المقاطعة كي توقفه. كيف بالضبط ستصل المواد الى تلك اللجنة؟ وبالفعل، فان جلعاد مكارثي يتوقع على أي حال بان يبلغ المواطنين العاديون بالنشاطات اليسارية الاستثنائية لجيرانهم، ممن يتراسلون مع جهات معادية خلف البحر. وسيعطى للمشاة بالتأكيد مردود رمزي من الوزارة للقوائم السوداء.

 

          لا بد أن اردان يسره أن يسمع بانه منذ يوم الاثنين عملت الدولة وفقا لسياسته الجديدة، إذ رفضت السماح لايزابيل بيري، المسؤولة الكبيرة في مجلس الكنائس العالمي، بالدخول الى اراضيها، بدعوى أنها نشيطة بي.بي.أس. فقد أمر وزير الداخلية آريه درعي بطردها وشرح: « تأشيرة الدخول لنشطاء مثل بيري هي عمليا تعزيز للنشاط المرفوض الذي تقوم به هي ورفاقها ». ولحق به واضع فكرة القوائم السوداء فقال: « ان مكان نشطاء المقاطعة هو خارج حدود الدولة ».

 

          بيري هي امرأة دين افريقية كبيرة في مجلس الكنائس، وكان هدف زيارتها المشاركة في التشاور مع زعماء الكنيسة في القدس في قضية خطة المرافقة الدينية في السلطة الفلسطينية وفي اسرائيل. وسمح لاربعة الاعضاء الاخرين في الوفد بالدخول الى اسرائيل. هذه الحقائق لا تهم ثنائي مقاتلي الاعلام والصورة اردان ودرعي، ولا الانتقاد الذي وجهه أمين عام المنظمة، القسيس د. اولب بيكسه تويت: « أنا قلق من ان وزارة الداخلية الاسرائيلية تقيم على ما يبدو قراراتها على مصادر غير صحيحة وغير مصداقة ».

 

          تتحمل حكومة إسرائيل هذه الايام المسؤولية عن أعمال هدامة. فهي تبلور وتطبق برامج غير دستورية هدفها ضم المناطق المحتلة، وبالتوازي تحاول خنق النقد، الداخلي والخارجية على استمرار الاحتلال وتعاقب محاولات وقفه بوسائل كالمقاطعة. وفي إطار هوس الاحتلال، يصر رئيس الوزراء ووزراؤه على قطع دولة اسرائيل عن العالم الخارجي وحبسها في غرفة من المرايا المشوهة للقوائم السوداء، واقتيادها نحو الهوة.

كلمات دلالية