خبر غزة: معاقون يطالبون بوقف انتهاكات الاحتلال بحقهم

الساعة 04:55 م|05 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

طالب المئات من الأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع غزة وممثلي المنظمات الأهلية العاملة في مجال التأهيل، اليوم  الإثنين، المجتمع الدولي وبخاصة الأمم المتحدة بإلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالوقف الفوري لكافة الانتهاكات التي تمارسها بحق شعبنا الفلسطيني، وفي مقدمتهم الأشخاص ذوي الإعاقة، بما في ذلك رفع الحصار المفروض على قطاع غزة.

جاء ذلك خلال المسيرة الحاشدة التي نظمها قطاع التأهيل بشبكة المنظمات الأهلية بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الاعاقة والتي انطلقت من قبالة دوار حيدر عبد الشافي حتى مقر الامم المتحدة بمدينة غزة، وذلك سعياً نحو إعلاء صوت الأشخاص ذوي الإعاقة وتسليط الضوء على حقوقهم وما يطالها من انتهاك، والمطالبة بوقف كافة الانتهاكات بحقهم عوضا على المطالبة بحق الاشخاص ذوي الاعاقة بالمشاركة والعمل وتأمين مستقبل أفضل والعيش الكريم.

وطالب المشاركون بضرورة وقف الانتهاكات اليومية للاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة  في فلسطين والعمل على إنهاء الاحتلال والحصار عن قطاع غزة باعتباره جوهر الانتهاكات والمؤصل لها.  كما أكدوا ضرورة  أن تكفل القوانين الفلسطينية والدولية حق الأشخاص ذوي الاعاقة الحصول على فرص العمل والعلاج والمأوى وبرامج الرعاية والتعليم وخلق بيئة آمنة وصديقة للأشخاص ذوي الاعاقة.

وحمل المشاركون شعارات ولافتات تدعو إلى ملائمة البيئة المناسبة باعتبارها مفتاح الدمج الاجتماعي والمجتمعي لأشخاص ذوي الإعاقة وتطبيق الاتفاقية الدولية التي تعتبر حق وليس اختيار لهم ومنها « إعاقتي لا تمنعني من الدمج في مجتمعي، من حقي العيش بأمان، صمتي لا يعني عزلي عن العالم، من حقي العمل وتأمين مستقبلي،  العمل حق وليس منه، اكسر القيد بكفي واغني رغم نزفي اننى لست معاقاـ، لست وحدك، احترامك لي يعكس رقيك، تمنا لنفسك ما تتمناه لي، القضاء على الجوع، أنا استطيع بطموحي وعملي أن احقق أملي، لا إعاقة مع الارادة، انظروا إلي قدرتنا لا إلي إعاقتنا، أين حق المعاقين في العمل والتشغيل، الأهداف التنموية المستدامة لتأمين مستقبل جيد للأشخاص ذوي الإعاقة عقد الشراكات لتحقيق الاهداف ».

وأعرب مدير شبكة المنظمات الأهلية أمجد الشوا، في كلمة له بالمسيرة، عن بالغ القلق تجاه تدهور أوضاع الأشخاص ذوي الإعاقة في فلسطين عامة وفي قطاع غزة على وجه الخصوص نظراً لاستمرار وتنامي الانتهاكات للاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأوضح أن هذه المناسبة جاءت من أجل الدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكنيهم داخل مجتمعاتهم، مطالبا الأمم المتحدة بالتحرك الفوري تجاه التداعيات والظروف التي يعيشها أبنائنا وأخواتنا من أشخاص ذوي الاعاقة.

وأشار الشوا إلى الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها شعبنا الفلسطيني  وهي الأصعب في قطاع غزة حيث ارتفاع نسب الفقر والبطالة وانعدام الامن الغذائي التي وصلت الي نسب غير مسبوقة وفق تقارير الامم المتحدة، معربا عن أسفه تجاه الفشل الدولي والصمت في مسائلة الاحتلال ومحاسبته تجاه هذه المعاناة وتفاقمها والتي يدفع ثمنها أطفالنا وشيوخنا ونسائنا وخاصة أشخاص ذوي الاعاقة الذين فقدوا اطرافهم ومنازلهم وادواتهم ومؤسساتهم الذي يتعلمون.

وقال رغم مرور أكثر من عامين على العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة فإن عملية إعادة إعمار قطاع غزة بما فيها بيوت ومؤسسات الأشخاص ذوي الإعاقة لازالت تراوح مكانها، حيث تعاني عملية إعادة الإعمار من البطيء الشديد نتيجة سياسات الاحتلال الإسرائيلي وعدم التزام المانحين بوعودهم في مؤتمر القاهرة.

بدوره تلا البيان الصادر عن قطاع التأهيل في شبكة المنظمات الأهلية، منسق قطاع التأهيل بالشبكة نعيم كباجة، قائلا في هذا اليوم العالمي الذي رفعت فيه الأمم المتحدة شعار « بلوغ أهداف التنمية المستدامة الـ17 من أجل المستقبل الذي نريد » نجدد مطالبتها بالتدخل الفوري والعاجل لوقف الانتهاكات المتكررة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ليصلوا إلى المستقبل الذي يريدوه.

وأوضح كباجة أن  نتائج تعداد الأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع غزة للعام 2012، تشير إلى أن نسبة البطالة بينهم بلغت 88.7%، وأن فرص التشغيل المتاحة لهم في غالبيتها مؤقتة وتركز على جانب العمل في قطاع الخدمات (80% يعملون كمستخدمين) وكان المشغل الأكبر هو القطاع الخاص بنسبة 40%، ويليه القطاع الحكومي والوطني بنسبة 37%.

وأشار إلى أن الحصار المفروض على قطاع غزة منذ العام 2007، تسبب في نقص كارثي وخطير في إمدادات الطاقة والوقود وإمدادات الأدوية والمستلزمات الطبية والأجهزة الطبية المساعدة، ومنعت الأشخاص ذوي الإعاقة من الوصول إلى الخدمات:  الصحية والمياه ومياه الشرب النظيفة.

وأكد كباجة ضرورة الإسراع في عملية إعادة إعمار قطاع غزة وخصوصا ما يتعلق منها بالأشخاص ذوي الإعاقة، وإلزام سلطات الاحتلال الحربي الإسرائيلي بالوقف الفوري لكافة الانتهاكات التي تنفذها ضد الأشخاص ذوي الإعاقة، بما في ذلك رفع الحصار المفروض على قطاع غزة فوراً.

وفي كلمة الاشخاص ذوي الاعاقة، أكد حمزة دردس أهمية تفعيل الاتفاقية الدولية الخاصة بالأشخاص ذوي الاعاقة وبضرورة زيادة فرص التمويل لتطبيق بنود هذه الاتفاقية، وكذلك ضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة لرصد وتوثيق الانتهاكات التي يتعرض لها الاشخاص ذوي الاعاقة.

وفي نهاية المسيرة قدم الشوا، وكباجة، وعدد من الاشخاص ذوي الاعاقة، رسالة  إلى مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، تتضمن المطالبة بتفعيل حقوق المعاقين وإنهاء معاناتهم جراء الحصار الإسرائيلي وإدخال كل ما يلزم من اجل إعادة إعمار القطاع بما في ذلك المرافق العامة والخاصة.

كلمات دلالية