بقلم: تسفيا غرينفيلد
(المضمون: بدل بقاء حزب ميرتس في المعارضة بدون أي تأثير، يفضل أن تدعم حزب العمل ويصبح جزء منه، الامر الذي سيجعله جزءً من ائتلاف مستقبلي قد يشكله يئير لبيد - المصدر).
يمكن التعاطي بتشكيك صحي مع نتائج الاستطلاع الذي تم نشره في يوم الجمعة الماضي في أخبار القناة الثانية. ومع ذلك لا يمكن تجاهل حقيقة أن الاستطلاعات الاخيرة التي تتوقع زيادة قوة « يوجد مستقبل » على حساب حزب العمل والمعسكر الصهيوني، تعكس أولا وقبل كل شيء، رغبة مصوتي اليسار في رؤية بنيامين نتنياهو وهو يذهب الى البيت. محاولات الانضمام الى الائتلاف التي قام بها اسحق هرتسوغ في السنة الاخيرة عملت على اقناع الآخرين بأن حزب العمل من شأنه أن يزيد من قوة نتنياهو في نهاية المطاف، بدل استبداله. لذلك يجدر بهم الانتقال الى البديل الوحيد القادر على زيادة قوته، مثل يئير لبيد واعضاء حزبه.
معارضو لبيد يزعمون أنه لا يختلف عن رئيس الحكومة الذي يريد استبداله، لكن يبدو أن نصف مصوتي اليسار لا يتفقون مع ذلك. ويمكن التسلية والرهان وتوقع الى أي حد سيفرغ حزب العمل في النهاية من مصوتيه. وفي جميع الحالات بات من الواضح أنه اذا تمكن حزب يوجد مستقبل في الانتخابات من الحصول على عدد أكبر كثيرا من المقاعد التي سيحصل عليها الليكود، فان المعسكر الذي سيقف قبالة نتنياهو واليمين سيعاني من اعاقة داخلية شديدة.
الائتلاف الذي سيرغب هذا المعسكر في الاعتماد عليه لن يستطيع الاعتماد على القائمة العربية المشتركة أو على الاحزاب العربية المستقلة. فجميع حسابات التصويت مقابل معارضة اليمين تعني أن على المعسكر الذي يسعى الى الاصلاح، أن يأخذ في الحسبان فقدان 13 مقعدا على الأقل مع 13 مقعد آخر لمعارضيه.
يبدو أن هذا الفقدان هو شيء لا يمكن منعه. ويبدو أن اتفاق سلام مع الفلسطينيين فقط هو الذي يمكنه دفع قيادة العرب الاسرائيليين السياسية الى المشاركة بشكل جدي في حكومة صهيونية. ولكن حتى ذلك الحين تبقى هناك مشكلة صعبة اخرى، التي قد تؤثر وتزعج المعسكر غير اليميني، والمقصود هو ميرتس. إن منطق اقامة الحزب في بداية السبعينيات على يد شولميت ألوني كان واضحا: ميرتس وُجدت كي تكون حزبا ليبراليا وجزءً من كل ائتلاف يشكله حزب العمل كحزب سلطة. وهذا ما حدث في حكومة اسرائيل رابين الثانية. والمشكلة هي أنه تبين مع مرور السنين أن حزب العمل لا يستطيع العودة الى الحكم أو الصمود فيه. وميرتس بنفسها تُعتبر متطرفة وغير مرغوب فيها (حكومة اهود اولمرت على سبيل المثال، التي شملت حزب العمل لم تضم ميرتس الى الائتلاف رغم رغبة رئيسها، حاييم أورون).
اغلبية مصوتي ميرتس على قناعة بأن جسم سياسي يعلن عن عدد هام من قيم الليبرالية، هو عامل ضروري في الخارطة السياسية لدولة اسرائيل. لذلك فهم يؤيدون الحزب، بغض النظر عن قدرته الفعلية على تحقيق أهدافه.
لكن التطهر لا يفيد أبدا في المجال السياسي، وفي العادة هو يتسبب بأضرار شديدة. مصوتو ميرتس هؤلاء أفشلوا الى درجة كبيرة محاولة حزب العمل وضع بديل جديد لنتنياهو في العام 2015، عندما رفضوا الانضمام الى المعسكر الصهيوني. وفي الوقت الحالي ايضا مواقفهم غير مفيدة بحد ذاتها وهي لا تساعد على تحقيق الهدف السياسي الأهم، وهو إبعاد اليمين عن الحكم.
على خلفية وضع دولة اسرائيل الخطير، يجب علينا أن نسأل ما الفائدة من الابقاء على حزب كامل لمجرد الاقوال فقط، أليس من الافضل أن يدعم مصوتو ميرتس حزب العمل الذي يكون جزء من الائتلاف الذي يشكله لبيد، اذا فاز في الانتخابات (وهناك فرصة لذلك). هكذا يمكن التأثير. فرصة أن تنضم ميرتس الى ائتلاف كهذا ضعيفة، كما أثبت اولمرت. واذا تم طرح موضوع الاتفاق مع الفلسطينيين على الطاولة، فمن الاجدر الكف عن المشاهدة من الجانب.