خبر كيري: إسرائيل أعظم قصة نجاح في التاريخ ولا سلام ولا أمن دون حل الدولتين

الساعة 09:54 م|04 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في حوار خلال « منتدى صبان 2016 » عصر اليوم الأحد 4 كانون الأول 2016 في العاصمة الأميركية واشنطن أنه لن يكون هناك سلام وأمن مستدامين لإسرائيل بدون سلام فلسطيني إسرائيلي يقوم على أساس حل الدولتين.

وأدار الحوار مع الوزير الأميركي كيري، الصحفي المخضرم جيفري غولدبرغ من مجلة « أتلانتك » المعروف بقربه من إسرائيل، حيث وجه له أسئلة متعددة لاستكشاف ما يدور في ذهنه وهو يستعد لترك منصبه.

وكان مبعوث السلام الأميركي السابق وسفير الولايات المتحدة السابق لإسرائيل مارتن إنديك قدم كيري قائلاً « إن التزامك بأمن إسرائيل وسلامة إسرائيل لا يقارن.. لقد دعمت إسرائيل أكثر من أي وزير خارجية أميركي سابق » مستشهداً باتفاق إيران النووي.

ورداً على سؤال المحاور بشأن إعلان كيري عام 2013 أن هناك 18-22 شهراً لقيام الدولتين، وما إذا كان هذا الحل قد تبدد أجاب كيري قائلاً « أولا، إن هذا سؤال مهم في قضية مهمة ومعقدة.. وهذا الخيار متروك للقيادة (عند الطرفين) ولكن سأبدأ بالقول انني أشعر بشغف المحبة الكبير تجاه إسرائيل التي أقيمت عبر محطات مهمة من مؤتمر بازل الصهيوني ووعد بلفور والحروب، لخلق هذه الشيء الجميل المسمى إسرائيل .. هذه أعظم قصة في التاريخ ».

واستطرد قائلا « لكن ليس هناك وضعاَ ثابتاص فالحال يصبح أسوأ كل يوم » في إشارة إلى استشراء الاستيطان وتبدد أفق حل الدولتين.

وقال كيري « لقد تحدثت إلى بيبي نتنياهو 375 مرة مسجلة وعشرات المرات غير المسجلة، وسافرت إلى إسرائيل أكثر من 40 مرة، وأعرفه منذ أيام كان طالباً في كمبردج، وأنا صديق حميم لإسرائيل » مؤكداً أنه كان جزأ مهما من دعم إسرائيل بـ « أكثر من 38 مليار دولار (خلال الأعوام العشرة المقبلة) أكثر مما نعطي بقية العالم مجتمعاً، ونحن عارضنا كل الجهود المعادية لإسرائيل في الأمم المتحدة ».

وأضاف « لكن يجب علي أن أقول الحقيقة.. إنني آتي إلى هنا كصديق قوي لإسرائيل ومدافع عن إسرائيل وأمنها، وما نطلبه من إسرائيل ينبعث من محبتنا لها، ونحن نريد لإسرائيل أن تكون قوية ومقبولة في المنطقة، وأنا أقول لكم ان الأردن والأمارات ومصر والسعودية الذين يريدون العمل مع إسرائيل يترددون بسبب عدم تحقيق سلام إسرائيلي فلسطيني وقيام حل الدولتين ».

واكد« أولا إنه لن يكون هناك سلام منفصل بين العرب وإسرائيل دون حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي » متهما الفلسطينيين بأنهم لم يقدموا ما كان يفترض أن يقدموه خاصة في « وقف التحريض وتغيير المناهج الدراسية ».

وقال كيري « على إسرائيل أن تختار بين استمرار الاستيطان، وقيام فصل بينها وبين الفلسطينيين وقيام لحل الدولتين » مشيراً إلى أن هناك 90,000 مستوطن يقطنون اليوم (ويتكاثرون) خارج الخط الذي وضعته إسرائيل و « في حال شرعنوا 54 بؤرة استيطانية مساء غد (الاثنين 5/12/2016) في أراض فلسطينية خاصة.. فلن تكون هناك رجعة عن تبديد حل الدولتين.. نعم المستوطنات ليست السبب في استمرار الصراع، ولكن الاستيطان هو تفعيل لمشروع إسرائيل الكبرى ويبدد فرص السلام، وما نسمعه من أفواه الوزراء الحاليين (نفتالي بينيت) أن (انتخاب ترامب) يعني نهاية احتمال حل الدولتين سيصبح أمراً واقعاً ».

وحول سؤال غولدبرغ عن سبب عدم انتهاء حل الدولتين قال كيري « لم ينتهي حل الدولتين لأن هناك عدد أكبر من العرب يعيشون اليوم بين النهر والبحر، فهل تريدون إدارة المدارس والمستشفيات والبلديات وغيرها لهم دون حقوق المواطنة؟ هذا يقود إلى الدولة الواحدة »محذرا من الاستيطان ومن سيطرة إسرائيل على أكثر من 70% من أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية دون إعطاء الفلسطينيين حق البناء فيها مستشهداً بأنه تم إعطاء تصريح واحد للفلسطينيين للبناء في المنطقة « ج » في عامي 2014-2015 .

وفي إطار رده على سؤال غولدبرغ الذي ادعى أن « لا أحد يعتقد بأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أضحى مهماً اليوم فيما يشتعل العالم العربي ويدمر، وانه كان من الأفضل لو أمضيت (يقصد كيري) وقتاً على القضايا المهمة؟ قال كيري »إنه لن يكون هناك سلام لإسرائيل بدون سلام فلسطيني إسرائيلي على أساس حل الدولتين« .

واضاف المقصود من التوصل لحل الدولتين »لا يعني أننا نتحدث عن إعطاء الضفة الغربية إلى سلطة فلسطينية فاشلة وضعيفة.. نحن نتحدث عن حدوث ذلك عبر سنوات طويلة قادمة. نحن سنبرم اتفاقاً يسمح للجنود الإسرائيليين بالتنقل من الأغوار عبر الدولة الفلسطينية المجردة من السلاح إلى أي مكان يريدون خلال ست دقائق« .

وأكد كيري أن القرار في نهاية المطاف هو قرار إسرائيلي.

وحول النقلة النوعية في عملية التحول إلى دولة عنصرية أو دولة يهودية قال كيري انه من الصعب استدامة يهودية وديمقراطية إسرائيل في إطار الوضع القائم مؤكداً ان »السلطة الفلسطينية ليست مثالية في اللحظة الحالية، ولن نسمح بتكرار تجربة حماس في الضفة الغربية ولكن علينا العمل والتخطيط لحدوث ذلك (قيام الدولة الفلسطينية)«

ورداً على إدعاء نتنياهو بأن الاستيطان »ليس المشكلة وان المشكلة هي عدم اعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة« قال كيري »كما قلت فان الاستيطان ليس سبب الصراع، ولكنه عقبة أمام السلام كون ذلك سيضع عشرات الآلاف من المستوطنين الذين يتناثرون عبر جيوب مختلفة في الضفة الغربية والمناطق الفلسطينية« مذكرا »أن العنف يحدث في مناطق المستوطنات« .

ورفض كيري التكهن بشان اطلاق اي مبادرات خلال الاسابيع المتبقية له ولادارة اوباما في الحكم مشيراً إلى محبته وصداقته العريقة مع إسرائيل.

وقال ان »إسرائيل دون أن تدري تتجه نحو وضع صعب بشأن أمنها وسلامتها، خاصة في ضوء نشوء هذه المدن في الأراضي الفلسطينية المحتلة كدول المدن« .

وحول ما إذا كان بإمكانه من خلال النظر إلى الخلف، القيام بفعل أي شيء بشكل مختلف ليعزز السلام، قال كيري هناك بروز غير متوقع لأمور عدة في آن واحد، خاصة جيل من الشباب الصغار في المنطقة العربية و »هؤلاء مرشحين ليمثلوا أرضية خصبة للتطرف وهو الأمر الأخطر في ظل غياب الأمل".

كلمات دلالية