بالصور معرض « اكسبوتك » في غزة يُمنى بفشل ذريع بسبب سوء التنظيم

فلسطين اليوم

مُنِيَّ معرض « إكسبوتك 2016 » التكنولوجي في محافظة غزة بفشلٍ ذريع؛ لأسبابٍ عدة تتعلق بسوء التنظيم؛ الأمر الذي أثار حفيظة الزوار من طلبة علمٍ، وصحفيين، ومهنيين، وآخرين من الذين وقفوا بالساعات أمام بوابة المعرض، كما تعرض عدداً كبيراً منهم لإعتداء لفظي ومشادات حادة مع رجال شركة أمنية خاصة.

عندما تقترب من مكان المعرض يعطيك مشهد ازدحام الناس على بوابته انطباعاً سلبياً عن الهيئات التنظيمية، نظراً لعدم تعاملهم بالشكل المثالي مع الناس الذين يرغبون في زيارة المعرض، والذين أتوا بناءً على دعوات عامة، كذلك تعاملهم مع الصحفيين الذين وجهت لهم دعوات خاصة لتغطية فعاليات أسبوع اكسبوتك 2016م.

المكان الذي نُظم فيه المعرض مركز رشاد الشوا لا يتسع لكل الزائرين، المعضلة لم تتوقف هنا؛ وإنما ما تسبب بالأزمة الحقيقة هو سوء التخطيط فكان الأجدر إقامته في مركز أو قاعة أو صالة تتسع لحجم الزائرين بدون مضايقات، كذلك لم يتوقف الأمر على تلك الزاوية بل ما زاد الطين بلة هو التعامل بـ« جلافة » مع الزائرين بشكل عام.

الأمر المزعج الذي اشتكى منه عوام الزائرين هو تعامل رجال الأمن التابعين لشركةٍ خاصة على بوابات الدخول والخروج من المعرض، وشكا عدد كبير من الزائرين من صراخ رجال الأمن عليهم، علماً أن من بينهم صحفيين وجهت لهم دعوات خاصة للحضور.

يقول أحد الزائرين على بوابة المعرض بعد مشادة كلامية مع المنظمين: حضرت لزيارة المعرض وكنت أتوقع شيء يرقى بحجم المنظمين وفكرة المعرض، غير أني عندما قدمت وجدت زحام شديد، وتعامل غير لائق من قبل المنظمين.

يضيف: للأسف كنا نتوقع غير الذي رأيناه، وعلى الرغم من المشادة مع رجال الأمن إلا أننا لم نتلق أي اعتذار من القائمين على المعرض، علماً أنى من المعجبين في المعرض وأزوره سنوياً.

ويقول آخر « لا يوجد أي تنظيم يذكر داخل المعرض، لقد فشل المنظمين والإدارة في التعامل مع الناس (..) المفترض أن يكونوا على درجة عالية من التنظيم والدقة والاحترام المتبادل مع الناس لا أن يهاجموهم »، مشيراً إلى انه تعرض لكلمات نابية من قبل الأمن.

يقول الصحفي مطر الزق أحد الذين تلقوا دعوة خاصة لتغطية فعاليات المؤتمر « عندما وصلتنا دعوة لتغطية فعاليات اكسبوتك للعام 2016 ذهبت وزميلي في يوم افتتاح المؤتمر في مطعم الروتس، وفي اليوم الثاني ذهبنا إلى المعرض وأعدننا تقارير خاصة عن ابداعات الطلبة والخريجين المشاركين فيه ».

ويضيف بحرقة، كل شيء كان يسير بشكل جيد خلال تغطيتي الصحفية للمشاريع الإبداعية في معرض اكسبوتك إلى أن أتى زميلي محمد السيقلي الذي أخبرني باعتداء رجال الامن عليه إضافة لسوء تعاملهم مع عموم الزوار على بوابة دخول المعرض، ومن موقعنا بنقل الحقائق نقلنا الشكوى إلى إدارة المعرض التي استقبلتنا ببرود وقدمت اعتذار لرفع العتب، ورغم عدم قناعتنا بالاعتذار قررنا عدم نشر أي مادة توضح سوء تعامل الإدارة ورجال الأمن مع الزوار والصحفيين.

وتابع قوله: المشكلة زادت حدتها عند باب الخروج من المعرض حينما منعنا رجال الأمن من الخروج رغم التعريف بأنفسنا ورفع البطاقة الصحفية أمامهم، وأمام المشهد المحزن من اعتداء لفظي وجسدي على عموم الزوار قررنا متابعة المهمة الصحفية والتقطنا بعض الصور التي وثقت الاعتداء.

كما، وتعرض الصحفي في وكالة فلسطين اليوم محمد السيقلي -تلقى دعوة خاصة للحضور إلى المعرض لتغطية فعالياته- لتعامل غير لائق، يقول: تلقيتُ دعوةً خاصة لحضور فعاليات أسبوع أكسبوتك في غزة، وحضرنا اليوم الافتتاحي في مطعم الروتس، وتعاملنا بإيجابية مطلقة مع التغطية وأعددنا عدد من التقارير الخاصة عن المعرض، وكذلك نشرنا العديد من الأخبار الخاصة بالمعرض.

يضيف: في اليوم الثالث في تمام الساعة 12 ظهراً، توجهت إلى المعرض للتغطية الصحفية، وعندما حضرت كان هناك ازدحام شديد على بوابته، وكان رجال الأمن في الشركة الخاصة يصرخون في وجه المواطنين ويمنعون دخولهم؛ بحجة وجود عدد كبير من الزائرين داخل المعرض، غير أن رجل الأمن بدأ في الصراخ بشكلٍ غير لائق على القادمين كقوله: « يالله أبعدو من هان »، « يا عمي حل عني »، « ممنوع الدخول ».

وتابع السيقلي « دخلت بين الزائرين واشهرت لرجل الأمن التابع لشركة خاصة بطاقتي الصحفية، وأوضحت له حضوري لتغطية المعرض، غير أنه لم يستجب واخذ يدفع الناس، وقال وشو يعني صحفي لو بدي أدخلك راخ أدخل الكل ».

ويوضح أن « رجل أمن آخر من ذات الشركة الخاصة وجهني باحترام للدخول من بوابة الخروج الخلفية، وعندما وصلت البوابة الخلفية كان التعامل مشابه للحالة السيئة عند البوابة الرئيسية، ورفض السماح لنا بالدخول رغم إشهار البطاقة الصحفية، وعند ابلاغه أننا سنشكو تعاملهم السيئ للمنظمين وللإدارة الخاصة بالمعرض سمح لنا بالدخول.

»وانت داخل المعرض تشعر كأنك في سوق لبيع الخضار، نظراً للزحام الشديد في أروقته، حتى أن بعض الذين شاركوا في عرض مشاريعهم شعروا بالامتعاض الشديد من سوء التنظيم"، قول الصحفي السيقلي.

وفي ختام التغطية الصحفية وعند الخروج رفض رجال الأمن في الشركة الخاصة السماح للصحفيين الزق والسيقلي -تسبب تأخيرهم عن عملهم- وآخرين من الزائرين الخروج من المعرض، بحجة ان خروجهم سيسمح لأعدادٍ كبيرة من الناس بالدخول، ودخل رجال الأمن والزائرين في مشادات كلامية عنيفة لم يراع فيها الأمن التابع للشركة الخاصة الالتزام بآداب الحديث العام.

يضيف: بعد ذلك الأمر ونتيجة جملة من المضايقات التي تعرضت له وزميلي أضررنا لتوثيق بعض الصور -دون التركيز على وجوه رجال الامن في الشركة الخاصة- وعندما شاهدنا أفراد من الشركة الأمنية أعتدوا علينا، وطلبوا منا الهواتف المحمولة على الرغم من إبلاغنا إياهم اننا نعمل صحفيين.

وتابع: حاول رجل أمنٍ تابع للشركة الخاصة التهجم علينا من خلال الصراخ والتشابك بالأيدي، وحاول سحب الجوال الذي يحمل صوراً شخصية وعائلية لنا، وهدد الصحفيين بكسر الهاتف المحمول، على الرغم من تأكيداتنا أن هذا الاعتداء يتعارض مع حرية العمل الصحفي.

بعد تدخل بعض الحضور توجه الصحفيان إلى إدارة الأمن وإدارة المعرض لشكوى ذلك السلوك النابي، والذين تذرعوا بحججٍ واهية لذلك التصرف غير المقبول إطلاقاً، وأبلغناهم بنيتنا كتابة تقرير يوثق ذلك الاعتداء المرفوض، والذي أستهجنه زوار المعرض.

بعد سلسلة من المشادات بين الزائرين ورجال الامن والمنظمين اضطرت الشرطة الفلسطينية للتدخل لحفظ الامن والنظام.

واحتوى المعرض على مشاريع إبداعية ومميزة قدمتها العديد من الجامعات والشركات الخاصة، الأمر الذي يدلُ على التطور والاهتمام في المجالات التقنية، وتكنولوجيا المعلومات، وقطاع الاتصالات.