خبر ضربة غير مباشرة لروسيا-معاريف

الساعة 11:24 ص|01 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

بقلم: يوسي ميلمان

(المضمون: عمليات الاحباط هذه على نمط الهجوم الاخير لا يمكنها أن توقف مساعي حزب الله للتزود بسلاح متقدم ومتطور وتطبيق تكتيكات قتالية يتعلمها جنود التنظيم ويصبحون خبراء فيها في المعارك في سوريا كاعداد لمعركة مستقبلية ضد اسرائيل، حتى لو لم تكن لهم نوايا لذلك في المستقبل المنظور  -المصدر).

 

في كل العام 2016 كانت التقارير قليلة في وسائل الاعلام السورية واللبنانية وفي الشبكات الاجتماعية عن هجومين في سوريا نسبا لسلاح الجو الاسرائيلي. وذلك مقارنة بالتقارير الكثيرة جدا في السنوات الثلاثة السابقة. فقلة التقارير هذه السنة عن هجمات سلاح الجو في سوريا تعزى للتواجد المكثف لروسيا في سوريا. وبشكل خاص لانتشار عشرات من طائراتها ومنظومة متطورة من الرادارات وبطاريات الصواريخ المضادة للطائرات والتي تغطي عمليا كل اراضي اسرائيل. وبالتالي، نشأ الانطباع بان اسرائيل تخشى من الهجوم في سوريا وان حرية عملها وقدرتها على ان تفعل ما تشاء في سماء سوريا مثلما كان قبل وصول الروس تقيدت جدا.

ولكن الهجوم في الواحدة ليلا بين الثلاثاء والاربعاء، والذي ينسب لاسرائيل يثبت أنه رغم ذلك لا يزال سلاح الجو قادرا على أن يعمل في سماء سوريا. هذا الاسبوع فقط بلغ عن هجومين: الاول، في الليلة التي بين الاحد والاثنين، كان ضد هدف لداعش في جنوب هضبة الجولان ردا على اطلاق النار نحو كمين للجيش الاسرائيلي. وأخذ الجيش الاسرائيلي المسؤولية عن الهجوم. وكان هذا هجوما محدودا ومحليا، ما ينطوي عليه من خطر ليس كبيرا. فروسيا ونظام الاسد على حد سواء يرحبان بكل ضربة لداعش ويتفهمانه اذا ما تم على مقربة من الحدود الاسرائيلية وفي اعقاب استفزاز.

أما اذا هاجم سلاح الجو على مقربة من دمشق فهذه قصة اخرى. اسرائيل هذه المرة ايضا لم تؤكد ولم تنفي مثلما حصل في كل الهجمات الاخرى المنسوية لها في الماضي في عمق سوريا. وفي هذه الاثناء يتبين أن نظام الاسد يتهم اسرائيل بشكل رسمي بانها هي التي هاجمت.

بالاجمال، روسيا هي حليف نظام الاسد وكل ضربة له مثلها كمثل ضربة غير مباشرة لموسكو او لهدف روسيا في تثبيت حكمه. واذا كان ما ينسب لاسرائيل صحيحا بالفعل، فلا بد أنه كان لاسرائيل سبب استثنائي لعمل ذلك وللمخاطرة.

صحيح، بين اسرائيل وروسيا تشكلت آلية تنسيق – « خط ساخن » – والرامية الى منع سوء الفهم والحوادث بين الطائرات. ولغرض إقامة الالية وتثبيتها ولا سيما لمحاولة الوصول الى توافقات على قواعد لعب اسرائيل في سوريا وفي لبنان، التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أربع مرات في موسكو مع الرئيس فلاديمير بوتين. ضباط كبار من الجيش الاسرائيلي وسلاح الجو التقوا لهذا الغرض مع نظرائهم الروس. ولكن من الصعب الافتراض بان اسرائيل كانت ستبلغ الروس مسبقا عن نيتها بالهجوم. فهذا نوع من المعلومات ما كان لاي جيش ان يسمح لنفسه بان يشرك أحدا به مسبقا، حتى لو كان صديقا.

وعليه، يمكن ان تستخلص بضعة استنتاجات من الهجوم المنسوب لاسرائيل. يمكن التخمين بان مؤخرا كان هاما جدا تنفيذه. فالمعلومات الاستخبارية قدرت مسبقا كمصداقة والجدوى العملياتية كقابلة للتنفيذ.

لقد سبق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزيري الدفاع موشيه يعلون وأفيغدور ليبرمان أن اوضحوا في الماضي بان اسرائيل غير معنية بالتدخل في الحرب الاهلية في سوريا – والتي من المحزن القول انها تخدم جيدا مصالحها الامنية – واشاروا هم أيضا الى خطوط إسرائيل  الحمراء: الرد على كل نار الى اراضيها، سواء كانت هذه مقصودة أم لا، واحباط نقل سلاح الى حزب الله. وعمليات الاحباط هذه والهجمات المنسوبة لاسرائيل في الماضي غير موجهة بالطبع ضد كل قافلة سلاح او مخزن سلاح للتنظيم الشيعي في سوريا والذي يشق او من شأنه أن يشق طريقه الى لبنان. السلاح الذي يقلق اسرائيل هو الصواريخ المضادة للطائرات، صواريخ بر – بحر من طراز ياخنت وبالاساس الصواريخ التي تحسن قدرة دقة الصواريخ التي لدى حزب الله. يمكن الافتراض بان هذه كانت الاهداف في الهجوم الاخير.

ومع ذلك تجدر الاشارة الى أنه مع أن التقارير في الموضوع ليست واضحة بما يكفي، فان الهجوم أغلب الظن وقع على الاراضي السورية. ففي السنوات الاربعة الاخيرة كانت كل الهجمات التي نسبت لسلاح الجو على الارض السورية وواحد فقط في ارض لبنان، والذي في أعقابه رد حزب الله واوضح بانه لن يوافق على المس بسيادة لبنان.

ويقدر جهاز الامن في اسرائيل بان سلاحا روسيا متطورا نقل من سوريا الى حزب الله وسيبقى ينقل، حتى وان كانت روسيا تؤكد لمحادثيها الاسرائيليين بانها تعارض ذلك واذا كان الامر يحصل فهذا بخلاف مع رأيها. وعمليات الاحباط هذه على نمط الهجوم الاخير لا يمكنها أن توقف مساعي حزب الله للتزود بسلاح متقدم ومتطور وتطبيق تكتيكات قتالية يتعلمها جنود التنظيم ويصبحون خبراء فيها في المعارك في سوريا كاعداد لمعركة مستقبلية ضد اسرائيل، حتى لو لم تكن لهم نوايا لذلك في المستقبل المنظور.

في الماضي هدد نظام الاسد بان يرد على هجمات اسرائيل، ولكنه لم يفعل ذلك. مشوق أن نعرف ماذا سيكون رده هذه المرة، اذا كان سيرد على الاطلاق. وفي اطار ذلك توجد تقارير بان روسيا تطلب ايضاحات من إسرائيل.

 

 

كلمات دلالية