خبر الهجوم في سوريا -يديعوت

الساعة 11:23 ص|01 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

اختبار للتفاهمات

بقلم: اليكس فيشمان

 (المضمون: الرد الروسي حرج، إذ أن الهجوم المنسوب لاسرائيل هو اختبار علني أول، ظاهرا، للتفاهمات التي تحققت بين القيادتين السياسيتين على مستوى بوتين ونتنياهو - المصدر).

كل اللاعبين في الملعب السوري، بما في ذلك اسرائيل، حزب الله وايران، ينتظرون بفضول بل وحتى بقلق ما ستقوله موسكو. واضح للجميع بان الهجوم المنسوب لاسرائيل هو « حالة اختبار » لحدود حرية العمل الاسرائيلية في سوريا وفي لبنان. ولكل رد روسي ستكون آثار على ميزان القوى الاقليمي.

حاليا يكتفي الروس باقتباس بيان الناطق العسكري السوري عن هجوم سلاح الجو أمس في منطقة دمشق. لا تنديدات، لا تحليلات، لا تسريبات للمحافل في القيادة الروسية. والتمسك بالرواية السورية يدل على أن الروس، من ناحيتهم، يقبلون حقيقة ان اسرائيل مسؤولة عن الهجوم ولا يعتزمون المشاركة في لعبة الغماية الاسرائيلية. ومع ذلك، فحقيقة أنهم لم يصدروا بيانا خاصا بهم تدل على أنهم لا يزالوا لم يقرروا بعد ما سيفعلوه بهذه المعلومة.

في أحاديث غير رسمية مع جهات ترتبط بجهاز الامن الروسي يسألون: ما الذي تتوقعونه في واقع الامر؟ لرد روسي علني ومباشر؟ فاذا قلنا ان اسرائيل نسقت الهجوم معنا، سيتعين علينا أن نقدم الشروحات لحلفائنا في حزب الله؛ واذا قلنا انكم لم تنسقوا، فستكون لدينا مشكلة في أن نشرح كيف تعمل اسرائيل على الاراضي السورية دون أن تطلعنا.

الرد الروسي حرج، إذ أن الهجوم المنسوب لاسرائيل هو اختبار علني أول، ظاهرا، للتفاهمات التي تحققت بين القيادتين السياسيتين على مستوى بوتين ونتنياهو. ومنذ نشر الروس جيشه في سوريا في 2015 قلت المنشورات عن الهجمات الجوية لسلاح الجو في سوريا، باستثناء الهجمات على طول الحدود في هضبة الجولان. ومع أن الواقع هو الذي استدعي استمرار الاعمال، إذ أن حزب الله، بمساعدة الجيش السوري، واصل تهريب العتاد العسكري الى لبنان، ولكن كان يبدو أن اسرائيل اختارت الا تضع التفاهمات مع روسيا قيد الاختبار.

لا يوجد بين اسرائيل وروسيا اتفاق تعاون في سوريا. فالروس لا يبلغون الجيش الاسرائيلي عن اعمالهم الجوية، واسرائيل – بقدر ما هو معروف، لا يفترض أن تبلغهم عن نشاطها الجوي. ولكن يوجد تفاهم في أن كل طرف يفهم اين توجد مصالح الطرف الاخر، ويبذل كل جهد كي لا يحتك بها. وبالتالي فان الروس يطيرون في مناطق معينة، وسلاح الجو يطير في مناطق اخرى. وصورة الرادار الجوي شفافة للطرفين.

قبل نحو سنة أفادت مصادر أجنبية بان طائرات روسية انطلقت نحو طائرات سلاح الجو التي حلقت في مكان ما في البحر المتوسط. وأحداث من هذا النوع تحل على مستوى الزعماء. نائب رئيس الاركان مقابل نظيره الروسي، ووحدات الارتباط الاسرائيلية والروسية التي تدير حوارا حول الشذوذات في الطيران لاي من الطرفين. فاذا لاحظ ضابط روسي طائرة اسرائيلية قد تقترب من مصلحة روسية، معقول الافتراض بان ينقل الى نظيره الاسرائيلي استجوابا.

الصواريخ المضادة للطائرات المتطورة، اس 400 واس 300 التي نصبها الروس لحماية الميناء في طرطوس ومطار حميميم في سوريا، لا يفترض أن تشكل تهديدا على سلاح الجو الاسرائيلي، باستثناء أوضاع سوء الفهم التي قد تقع في كل لحظة معطاة. وعليه، على ما يبدو، فقد طار اليوم سلاح الجو في الساحة بشكل اكثر محافظة من الماضي. ومسموح الافتراض بان كل نشاط يتجاوز الحدود يدرس في اسرائيل بشكل اكثر تدقيقا من أجل توسيع هوامش الامن.

ومع ذلك، فقد أوضحت اسرائيل كل الوقت بانها لن تتنازل عن اي حرف في الخطوط الحمراء التي وضعتها لنفسها في سوريا وفي لبنان: لا للسلاح الكيميائي في يد الجيش السوري او حزب الله، لا للمس بالسيادة الاسرائيلية ولا لتهريب عتاد هو من ناحيتها محظور الى لبنان. ولم يتدخل الروس عندما هاجمت اسرائيل في هضبة الجولان حين اصيبت سيادتها. اما الخط الاحمر الثالث فقد اخترق في السنة الاخيرة، حسب منشورات أجنبية، اكثر من مرة واحدة، وعليه – وفقا لها – هاجمت اسرائيل أمس هدفا واضحا يسمح لها ايضا باختبار حدود التفاهمات مع الروس. ومن الرد الروسي حتى الان كفيل بان يؤخذ الانطباع بانها تعترف بحق اسرائيل في منع تسرب سلاح من نوع معين من سوريا الى لبنان. ليس مؤكدا ان هذه ستبقى صورة الوضع على مدى الزمن.

كلمات دلالية