خبر عمونة وموقف الحاخامين -يديعوت

الساعة 11:01 ص|01 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

سلبي عدواني؟

بقلم: يديديا شتيرن

(المضمون: نداء الحاخامين للصلاة من أجل عمونة قد يفسر دعوة للمقاومة لقرار اتخذ ديمقراطيا وعليهم ان يوضحوا ذلك كي لا يساء فهمهم - المصدر).

نشر بعض من أهم حاخامي الصهيونية الدينية نداء للجماهير، « للمجيء الى عمونة الان وللاعتراض على هدم البلدة ». لندائهم وجهان: تجاه السماء، للصلاة لنجاح البلدة وذلك  لان « الصلاة التي تخرج من القلب لا  ترد خائبة »؛ وتجاه الانسان للتواجد في المكان « للاعراب عن احتجاج قاطع... من خلال المقاومة السلبية وبلا عنف ».

ظاهرا يبدو هذا نداء مشروعا، يحقق الحق الديمقراطي الهام للتظاهر ضد قرار للحكم في إطار حرية التعبير المحفوظ لكل مواطني الدولة. وبين عشرات الموقعين على المنشور أيضا حاخامون التزامهم هو للجهات الرسمية ولسلطة القانون سبق أن ثبت في الماضي ولا مجال للتشكيك فيه. ولكن الذكي عيناه في رأسه ومسموح بل وضروري ان يتأكد مضمون ومعنى هذا النداء.

الحاخامون ليسوا فقط شخصيات عامة وشخصيات روحية، بل وأيضا زعماء دينيين، وبصفتهم هذه فان لاقوالهم صدى خاصا في جمهورهم. فهم يتمتعون بحضور ليس لزعماء آخرين – سياسيين، مهنيين أو ثقافيين – بحيث أن بعضا من المستمعين الى صوتهم يولون لاقوالهم قدسية ما. فنداء الحاخامين، وبالتأكيد حين يدور الحديث عن مجموعة محترمة بهذا القدر، يعتبر لدى الجماهير المختلفة كقول  الحقيقة ببساطة الكلمة. على هذه الخلفية يثور تخوف مزدوج، ديمقراطي وديني.

يبدو أنه من أجل توسيع دائرة الحاخامين الموقعين غابت عن النداء جملة حرجة تقول صراحة بالقبول غير المشروط للحسم الديمقراطي وخسارة ان هكذا. فالى جانب الحرية الكاملة في الاحتجاج، يفترض بالمربين الدينيين – الصهاينة ان يبرزوا التزامهم الكامل بالسماح للدولة بتنفيذ القرارات التي اتخذت بطريقة شرعية من زاوية نظر النظام.

وبغياب قول كهذا يثور التخوف بان يكون النداء للجماهير للمقاومة بشكل سلبي هدم المستوطنة موجه عمليا لمحاولة منع تنفيذ القرار او للاسف لجباية ثمن يكوي في الوعي الوطني غياب الامكانية لتنفيذ اخلاءات اضافية. واذا كان هكذا هو الحال، فان المنشور هو عصف ديمقراطي إذ يحاول منع مسيرة منظمة لاتخاذ القرارات الوطنية. واذا لم يكن الامر كذلك – فيجدر أن يقال هذا صراحة.

وفي السياق الديني: وكما يذكر فانه في الفترة التي سبقت اخلاء غوش قطيف قال بعض الحاخامين، وليسوا بالذات الهامشيين بينهم، ان فك الارتباط لن يتحقق. وفي نظرة الى الوزراء، بعد الاخلاء، كان هناك من فسروا هذه الاقوال ليس كاعراب عن الامل فقط. ولكن عمليا، في الزمن الحقيقي أخذ الكثير من المستوطنين ذلك كاقرار حقيقة في أن الرب تعالى اسمه سيمنع الاخلاء. وكان هذا رهان فاشل، ذا نتائج مأساوية لغير قليل من المؤمنين ممن خاب ظنهم. وتحمل عائلات كثيرة من غوش قطيف على أجسادها احتراق الايمان، نتاج زرع أمل عابث بإسم الرب.

وعليه، فان على الحاخامين الموقعين اليوم أن يوضحوا جيدا بانه لا يجب أن ينظر الى ندائهم بانه مثابة وعد ديني بالا تخلى عمونة. فالصيغة التي اختاروها في أن الصلاة لا ترد خطيرة ومضللة. نيتهم الطيبة، في تعزيز قلب المومنين وفي بلورة قوة ارادتهم قد تفسر مرة اخرى كتوقع للواقع بإسم الدين. ومن أجل منع هذا الاخفاق الديني عليهم أن يوضحوا بان نداءهم للصلاة لمنع هدم عمونة هو فقط ما هو: صلاة.

 

يذكر جيدا زعماء « الاحتجاج البرتقالي » الذين اوقفوا عشرات الاف المتظاهرين ضد فك الارتباط على أسيجة كفار ميمون ومنعوا، ببطولة دينية وبمسؤولية ديمقراطية، حربا أهلية، مثلهم، الحاخامون الموقعون على المنشور الحالي مطالبون هم ايضا بان يوضحوا نواياهم – الدينية والديمقراطية – في أن يقولوا ما قاله الحكماء: البطل هو من يقظم غيظه"

كلمات دلالية