خبر العكلوك: آن آوان اعتراف أوروبا بدولة فلسطين

الساعة 02:02 م|30 نوفمبر 2016

فلسطين اليوم

أكد نائب المندوب الدائم لدولة فلسطين بالجامعة العربية المستشار أول مهند العكلوك، انه آن الأوان لإنصاف الشعب الفلسطيني، واعتراف الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وآن الأوان ليفهم الاحتلال الإسرائيلي بأنه بات منبوذ من العالم الحر.

وقال العكلوك في كلمة فلسطين التي ألقاها أمام المندوبين الدائمين للدول العربية وسفراء اللجنة السياسية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خلال الجلسة المغلقة في الاجتماع الخامس اليوم في مقر الجامعة العربية، والذى ترأسه من الجانب العربي سفير تونس ومندوبها  لدى الجامعة العربية نجيب المنيف، وعن الجانب الأوروبي رئيس اللجنة السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي والتر ستيفنز، ونائب الأمين العام للشئون السياسية بهيئة العمل الخارجي الأوروبي جين كريستوف، ومشاركة نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلى، ان اعترافكم بالدولة الفلسطينية الذى تأخر كثيرًا سيكون رافعة للسلام في المنطقة وليس عائقًا أمامه.

وأضاف أنه مضى قرابة نصف قرن على الاحتلال الإسرائيلي، وربع قرن من عملية السلام التي انطلقت في مدريد عام 1991، ومضى 14 عامًا على تقديم مبادرة السلام العربية، والاحتلال الإسرائيلي مازال مستمرًا في انتهاك القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان، وبذلك أصبح هذا الاحتلال مصدرًا للظلم والاضطراب والتمييز العنصري في عالمنا لعجز المنظومة الدولية عن إيجاد آلية مناسبة لإلزام إسرائيل بإنهاء الاحتلال.

وتابع العكلوك، « أننا من خلال هذا الحوار العربي الأوروبي نؤكد الموقف العربي بأن حل قضية فلسطين بشكل عادل، هو جزء هام من استقرار المنطقة والعالم، والانتصار على الإرهاب »، مؤكدًا أن عدد المستوطنين الإسرائيليين تضاعف في فلسطين المحتلة عام 1967، بنسبة 60% خلال السنوات السبع الأخيرة، حيث وصل عدد المستوطنين إلى 650 ألف مستوطن غير قانوني، وأعنى بغير قانوني أن وجوده على أرض فلسطين جريمة بموجب القانون الدولي، وكذلك التعامل مع منتجاته.

وأشار إلى أن هذه الزيادة الرهيبة في عدد المستوطنين (60%) إذا ما قارنّها بنسبة زيادة عدد السكان في إسرائيل خلال نفس الفترة، وهي 15%، سنجد بالفعل أن الزيادة في المستوطنات تمثل أربع أضعاف نسبة النمو الطبيعي، وهذا يُثبت بأن الاستيطان منهج استعماري يهدف للقضاء على أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً وقابلة للحياة.

وأوضح العكلوك أن إسرائيل مازالت مستمرة في تشويه الهوية العربية في القدس الشرقية المحتلة وتغيير تركيبتها السكانية، من خلال بناء جدار الفصل العنصري، وعزل المدينة عن محيطها الفلسطيني العربي، وتهجير سكانها الأصليين بمختلف الطرق، سواء من خلال سحب بطاقات هويتهم، أو هدم منازلهم، أو إبعادهم قسراً، وكذلك استمرت السياسة الإسرائيلية بالعمل على تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، وتهويده عبر الحفريات أسفله، ومضاعفة اقتحامه من قبل المستوطنين والمسئولين الإسرائيليين، والحد من حرية وصول المسلمين إليه.

ونوه الى استمرار العدوان والحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي عانى من ثلاثة حروب إسرائيلية مدمرة، راح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى، وتم فيها تدمير البنية التحتية الاقتصادية بشكل ممنهج، بالإضافة إلى سياسة الفصل العنصري التي تنتهجها حكومة الاحتلال في باقي المدن والقرى الفلسطينية، ويتجلى ذلك واضحًا في مدينة الخليل.

وشدد نائب المندوب الدائم عن إن إسرائيل أرادت الاستمرار في عملية سياسية وهمية، تغطى عدوانها على حقوق الإنسان الفلسطيني وأرضه ومقدساته وممتلكاته، وقد انكشف للعالم عدم رغبة إسرائيل بإنجاز السلام، وقبول حل الدولتين.

وأكد العكلوك على أهمية المبادرة الفرنسية والمتضمنة عقد مؤتمر دولي بهدف الخروج بآلية دولية مناسبة لتطبيق حل الدولتين، وحينما رفضت إسرائيل هذه المبادرة كالعادة، فقد رحبت دولة فلسطين، وجامعة الدول العربية بها من أجل إنهاء الاحتلال، والتأكيد على المرجعيات القانونية والسياسية لأى عملية تفاوضية، وتحديد سقف زمنى لها، ووضع خطوات تنفيذية بمواكبة دولية تستطيع أن تلزم إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها، مؤكدًا أن القيادة الفلسطينية تبذل جهود كبيرة من أجل إنجاحها وعقد المؤتمر الدولي قبل نهاية العام الجاري.

وأوضح، أنه إذا أراد المجتمع الدولي بما في ذلك الاتحاد الأوروبي أن يطبق حل الدولتين، وأن يجلب الاستقرار والأمن للمنطقة والعالم، فعليه أن يضع حدًا للسياسات الإسرائيلية الاستعمراية، مطالبًا مجلس الأمن الدولي أن يتحمل مسؤولياته، لإعطاء الحكومة الإسرائيلية إشارة جدية بضرورة وقف وإزالة الاستيطان غير القانوني، وإن دولة فلسطين عاقدة العزم بدعم أشقائها وأصدقائها حول العالم لتقديم مشروع قرار في مجلس الأمن بهذا الشأن قريبًا.

كما تطرق العكلوك في كلمته إلى استنكار القمة العربية الأخيرة والتي عقدت في العاصمة الموريتانية « نواكشوط » لترشيح وانتخاب إسرائيل، لرئاسة اللجنة القانونية (السادسة) للجمعية العامة للأمم المتحدة، معبرًا عن استغرابه بأن ترشح مجموعة أوروبا الغربية ودول أخرى WEOG، إسرائيل لمثل هذا الموقع، مؤكدًا أننا نعلم جيدًا بأنها غير مؤهلة لتوليه، خاصة وهي تمتلك سجلاً طويلاً من انتهاكات القوانين الدولية، وقرارات الأمم المتحدة، وحقوق الإنسان الفلسطيني.

وطالب العكلوك، السفراء العرب والأوروبيين بعدم تكرار هذا الأمر على نحو أخطر، وذلك من خلال ترشيح إسرائيل لعضوية مجلس الأمن لعامي 2019-2020، خاصة أن الأمر يتعلق بمجلس الأمن الذي يحمل على عاتقه حفظ الأمن والسلم الدوليين.

ووجه نائب المندوب في ختام كلمته باسم الدول العربية إلى الأصدقاء في مجلس الاتحاد الأوروبي، « أن شعب فلسطين مازال يتطلع لممارسة حقه في تقرير مصيره منذ 50 عامًا، وهناك لاجئون فلسطينيون ينتظرون حلاً عادلاً لمأساتهم منذ 68 عامًا، وهناك أسرى بانتظار الحرية »، حيث إن عالمنا يمر بتحديات وأزمات كبيرة، أخطرها تلك التي تهدد أمن وسلامة دول وشعوب العالم، ونحن بإمكاننا أن نستثمر هذا التعاون العربي الأوروبي لصالح تطبيق القيم والمبادئ التي تؤمنون وتنادون بها « العدل، والأمن، والسلام ».

كلمات دلالية