خبر طرد يهود الدول العربية: الجريمة والعقاب - اسرائيل اليوم

الساعة 11:39 ص|30 نوفمبر 2016

فلسطين اليوم

طرد يهود الدول العربية: الجريمة والعقاب - اسرائيل اليوم

بقلم: إيدي كوهين

(المضمون: رغم حث الدين الاسلامي على ضرورة التعامل مع اليهود باحترام، إلا أن الشعوب العربية والانظمة العربية طاردت وقتلت وطردت اليهود الذين عاشوا في بلادهم - المصدر).

تحيي دولة اسرائيل اليوم ذكرى طرد اليهود من الدول العربية. حوالي مليون يهودي، وأنا من بينهم، غادروا الدول العربية خوفا على حياتهم.

الكثير من العرب واليهود يعتقدون الآن بأن « الربيع العربي » هو إبن اللعنة، وأن جميع الحروب والكوارث التي تحدث الآن في العالم العربي مصدرها اللعنة التي أنزلها الله على زعماء الدول العربية وعلى تلك الدول بسبب المعاملة السيئة والتمييز الذي أظهره اولئك الزعماء تجاه اليهود الذين عاشوا في بلادهم في القرن العشرين. في الوقت الذي يطالب فيه القرآن بالمعاملة الجيدة لغير المسلمين، بمن فيهم اليهود، لم يتمكن ولم يرغب هؤلاء الزعماء في الدفاع عن أهل الكتاب، الذين هم حسب الدين الاسلامي لهم الحق في العيش مع المسلمين، طالما أنهم يقبلون بسلطتهم.

التعامل مع اليهود في الدول العربية اختلف من دولة لدولة. ولكن في اغلبية الاماكن تم التعاطي معهم كمواطنين من الدرجة الثانية أو أقل من ذلك. وهذا خلافا لما يأمر به الاسلام. طُرد اليهود أو اضطروا الى ترك موطنهم في الدول العربية – رغم ولاءهم – نتيجة اللاسامية، خصوصا بعد اقامة دولة اسرائيل. وعلى مدى 1400 سنة عاش اليهود في هذه الدولة، حتى قبل مجيء النبي محمد وظهور الاسلام. فقد عملوا في الاقتصاد والطب والمحاماة ومهن اخرى وساهموا بشكل كبير في تطور المجتمع العربي والاقتصاد العربي في جميع الدول. العرب الذين اعتادوا على الاجحاف بحق اليهود لم يستطيعوا تحمل حقيقة وجود دولة لليهود الذين كانوا تحت رعايتهم.

في 1 كانون الاول 1947، بعد قرار الامم المتحدة انهاء الانتداب البريطاني واقامة دولتين مستقرتين في ارض اسرائيل، بيومين – أي قرار التقسيم – بدأت العمليات الانتقامية من اليهود نتيجة للتحريض المؤسساتي في اغلبية الدول العربية. وقد كان هذا انتقام بسبب القرار الذي كان حسب رأي العرب مثابة خيانة ومؤامرة دولية ضدهم. فقد اعتقدوا أنه لا يمكن أن تكون لليهود دولة، مثلما تعتقد حماس وداعش.

لقد كانت عمليات انتقامية فظيعة في عدن وليبيا وحلب وفي مدن اخرى. وقد قتل مئات اليهود وتم احراق عشرات الكنس، حيث انقض العرب على الاحياء اليهودية في هذه الدول وقاموا بتحطيم ممتلكاتهم. على سبيل المثال، في مدينة حلب وحدها قتل 100 يهودي وهرب الآلاف منهم الى لبنان أو دمشق. حلب نفسها التي يقتل المواطنون فيها الآن على أيدي نظام الاسد والتي تدمرت كليا.

يعتقد الكثيرون من العرب في الوقت الحالي أن اللعنة قد نزلت على الزعماء الذين أضروا باليهود في السابق. ولا سيما صدام حسين الذي كان الرجل الأقوى في العراق، والذي أمر بشنق عشرات اليهود الأبرياء في العام 1969، ومنهم اطفال، رغم أن قانون العراق في حينه منع شنق الاطفال. ويزعم اولئك العرب أن دم هؤلاء اليهود ما زال يصرخ من داخل الارض، لذلك فان هذا الديكتاتور تم شنقه على أيدي أبناء شعبه بعد 34 سنة.

وقيل ايضا إن معمر القذافي، زعيم ليبيا، الذي طارد اليهود وقام باغلاق عشرات الكنس في أرجاء ليبيا، وجد نفس مصير الزعيم العراقي، حيث قام المتمردون من أبناء شعبه بالفتك به.

العالم العربي يشتعل منذ خمس سنوات، لكن الحرائق التي شاهدناها في الايام الاخيرة لدينا تبعث على سعادة الكثيرين في العالم العربي. هذه الشماتة تؤكد على أن شيئا لم يتغير في قناعة بعض العرب في الشرق الاوسط. فما زلنا مثل الشوكة في حلقهم، وهم يرفضون حتى الآن التسليم بوجودنا. ولم يتغير الكثير منذ طرد اليهود من الدول العربية، والكراهية بقيت على حالها.

كلمات دلالية