خبر « اعتدال » القرضاوي- اسرائيل اليوم

الساعة 11:34 ص|30 نوفمبر 2016

فلسطين اليوم

« اعتدال » القرضاوي- اسرائيل اليوم

بقلم: د. ناسيا شيمر

(المضمون: فتاوى القرضاوي تتغير حسب تغير الظروف. فطالما أنه يوجد للفلسطينيين صواريخ وأنفاق فليس هناك حاجة الى فتوى تنفيذ العمليات الانتحارية - المصدر).

نشرت وسائل الاعلام في هذا الاسبوع أن الشيخ يوسف القرضاوي، الذي يعتبر من أكبر فقهاء الدين في العالم الاسلامي السني، قد تراجع عن الفتوى التي أصدرها حول العمليات الانتحارية للفلسطينيين. معروف أن القرضاوي هو « أبو نظرية المخربين الانتحاريين » أو « شيخ الموت » بسبب الفتوى التي أصدرها في العام 2001، حيث سمح بتنفيذ العمليات الانتحارية ضد السكان المدنيين في فلسطين. وقد زعم أن العمليات الانتحارية هي عمليات تضحية وبطولة وأن من ينفذها ليس منتحرا، بل هو يضحي بنفسه من اجل دينه وأمته في محاربة أعداء الله.

وقد نبع اعطاء الاذن للفلسطينيين بتنفيذ عمليات التضحية من عدم وجود وسيلة اخرى لمحاربة العدو الصهيوني. وفلسطين تعتبر منطقة اسلامية محتلة « دار الاسلام »، لذلك يجب أن يتم فيها الجهاد، في الوقت الذي يسري فيه الجهاد بشكل عام على الرجال المناسبين لذلك، وفي الحالة الفلسطينية تحول فرض الجهاد الى « فرض شخصي »، وهو مفروض على كل مسلم ومسلمة.

بهذا الشكل مهدت فتوى القرضاوي الارضية لتحول النساء ايضا الى مخربات منتحرات.

هل القرضاوي أصبح شخصا معتدلا؟ بالتأكيد لا. إن السبب الذي جعله يتراجع عن الاذن بتنفيذ العمليات الانتحارية ليس لأنه اعتقد أن هذا خطأ، بل نبع من اعتبار ديني يسمى « الضرورة ». في الحالات التي لا يوجد لها حل آخر، يمكن السماح بحدوث اشياء محظورة حسب الشريعة. لم يكن للفلسطينيين خيار آخر سوى تحويل أنفسهم الى قنابل بشرية وزرع الرعب والخوف لدى العدو. ولكن عندما تغير الواقع وأصبحت للفلسطينيين صواريخ وأنفاق، يقومون بواسطتها بردع العدو، فان الفتوى الدينية تتغير بشكل مماثل. بالمناسبة، لقد وردت هذه الفتوى في كتابه « فقه الجهاد » في العام 2010.

من المعروف أن فتاوى القرضاوي ترتبط بالسياق السياسي الاجتماعي. ومعروف أنه هو مؤسس النظرية الدينية الجديدة للمسلمين الذين يعيشون في الغرب. وحلمه السياسي هو أن يسيطر الاسلام على العالم، لذلك فان من واجب المسلمين العيش في الغرب من اجل نشر الاسلام. إن العيش في الدول غير الاسلامية في الغرب يثير مشكلة الحفاظ على الهوية الاسلامية والشريعة. ومن اجل تسهيل الحياة والمساعدة على أسلمة الغرب، قام القرضاوي بتغيير الشرائع الدينية باستمرار. فقد سمح للمسلمين بأخذ قروض مع فوائد، التي هي محظورة حسب القرآن، من اجل شراء المنازل. وأحدث تسهيلات كبيرة في قوانين الأضاحي وقوانين الزواج.

القرضاوي يعتبر الصراع الاسرائيلي الفلسطيني صراع ديني بين الاسلام واليهودية. وأسلمة الغرب وتدمير اسرائيل هما الهدفين الاكبر بالنسبة له. ومع ذلك يمكن استغلال براغماتيته. وقد كتب في كتابه « القدس: مشكلة كل مسلم »: « اذا عاش المسلمون في ظروف صعبة في أعقاب محاربة اليهود، فمن المسموح لهم بشكل مؤقت التنازل عن حظر عقد السلام معهم من اجل الفائدة والانتظام. ولكن يحظر عليهم التخلي عن فريضة الجهاد ». واذا كانت الظروف والحاجة هي التي فرضت العمليات الانتحارية، فان تلك الظروف ايضا هي التي قد تدفعهم الى وقف الحرب.

كلمات دلالية