بقلم: أسرة التحرير
في كانون الأول 2010 قررت حكومة إسرائيل تبني اقتراح وزير المواصلات إسرائيل كاتس تأميم مشروع القطار الخفيف في غوش دان، بعد أن فشلت الشركة صاحبة الامتياز في تجنيد التمويل اللازم. وصوت الوزراء بالاجماع على تخصيص 10.7 مليار شيكل لشركة ن.ت.ع الحكومية، التابعة لكاتس « لاجل التفعيل الكامل للمنظومة في موعد لا يتجاوز العام 2017 ». ان ايداع المقدرات والصلاحيات في يد شركة حكومية مجهولة نسبيا أطلق الاشارة لاحتفال التعيينات السياسية والاضطرابات المالية والتي تمثلت في تقارير الرقابة، في الاقالات وفي المخاوف من الاعمال الجنائية.
والى أن صعدت الشركة الى السكة، تضخمت ميزانية المشروع الى 16.1 مليار شيكل، وتأجل موعد الاطلاق الى 2021. ونشرت « ذي ماركر » أمس بانه في أعقاب فشل العطاءين الدوليين اللذين أدارتهما مؤخرا ن.ت.ع، فحتى هذه الاهداف لم تعد واقعية. في العطاء لتمديد السكك الحديدية للقطار وصلت عروض أعلى حتى 2.5 ضعف الميزانية التي وضعت للمشروع، وذلك ضمن أمور اخرى بعد أن تجاهلت ن.ت.ع شكاوى متكررة بنقاط خلل وقعت في العطاء. اما العطاء لاختيار مشغل للقطار فقد جمد قبل لحظة من إغلاقه، وتأجل الى موعد غير معروف في أعقاب المصاعب في تجنيد شركات أجنبية خافت من المشروع.
وحسب آخر التقديرات، فان كلفة الخط الاول للقطار الخفيف في غوش دان من شأنها أن ترتفع الان بـ 2 مليار شيكل آخر، بينما موعد انهائه قد يتأجل مرة اخرى الى 2023. واسباب هذا السيناريو القائم تبدأ بالاهمال المهني، تمر عبر الصراعات الشخصية داخل الحكومة وتنتهي بغياب مسؤول او يد موجهة.
لقد عرف الوزير كاتس كيف يجتذب انتباه الجمهور عندما فجر « جسر معاريف » في آب الماضي، وعندما أعلن عن انتهاء عصر الانتظار للقطار الخفيف. ومثله يحرص رئيس وزرائه ايضا، بنيامين نتنياهو على قص الاشرطة في احتفالات التدشين لمشاريع المواصلات، بينما وزير المالية، موشيه كحلون ينسب لنفسه تمويلها. غير أن القيادة السياسية في اسرائيل تؤمن بطريقة « اطلق وانسى ». فالوزراء يأتون فقط عند وضع حجر الاساس للمشاريع – وبعدها عند تدشينها. ليس لديهم الصبر على المسؤولية المهنية والقيادة التي ينبغي اظهارها في الطريق. فهم يأتون للعمل في صالح المشروع فقط في مرحلة تجنيد المال وعندما يتقرر يتنكرون له حتى عندما تصرخ الشركات المنفذة لمساعدتهم.
ومثلما عرفوا كيف يطالبون وعن حق، بالحظوة العامة عن تحريك المشاريع للتسفير الجماعي، فان على كاتس، نتنياهو وكحلون واجب الوقوف امام الجمهور ليشرحوا لماذا يفشل المشروع العلم لاسرائيل منذ ست سنوات بينما يكلف الجيب العام مالا زائدا بمليارات الشواكل.