خبر من سيحبني أكثر-هآرتس

الساعة 11:18 ص|29 نوفمبر 2016

فلسطين اليوم

من سيحبني أكثر-هآرتس

بقلم: نحميا شترسلر

 (المضمون: رغم الحرائق والاضرار التي تسببت بها يجب على الدولة التصرف بمسؤولية والحفاظ على الخزينة بدل تسابق الوزراء والمسؤولين في الاعلان عن فتح الخزينة من

المعركة الكبيرة من اجل حب الجمهور في ذروتها: من هو الأفضل، ومن هو الأكثر سخاء، ومن الذي يوزع أكثر، ومن يعطي أكثر للمواطنين الذين تضرروا من الحرائق الاخيرة. وكل ذلك على حساب الاموال التي لا تعود لأحد، الاموال العامة، اموال الميزانيات، اموال يسهل انفاقها. فمن يُبذر أكثر يعتبر « اجتماعيا » أكثر و« تنفيذيا » أكثر. فمن لا يريد أن يكون هكذا؟.

على رأس هذه القائمة يوجد رئيس الحكومة الذي يتفاخر بطائرة « سوبر تانكر »، على الرغم من أن المختصين في الاطفاء قالوا إنه لا حاجة اليها، لأنه قد تمت السيطرة على الحرائق. ولكن ماذا تعني بعض الملايين من الدولارات أمام هذا الهدف الهام لتأكيد حقيقة أن نتنياهو لا يهتم فقط بأمننا العسكري من خلال ثلاث غواصات، بل هو يهتم ايضا بأمننا الشخصي من خلال « السوبر تانكر ». وقد أعلن نتنياهو أنه سيعمل على « اقامة قوة اقليمية مشتركة لمكافحة الحرائق الكبيرة ». بهذا الشكل يتم تقليص البيروقراطية: اقامة جسم حكومي آخر أكبر فيه مدراء وموظفون في اطار مكافحة البيروقراطية.

وزير التعليم نفتالي بينيت، ذهب في المسار التربوي. وقبل أن يتبين أن بعض الحرائق هي على خلفية قومية، سارع الى الاعلان بأن الحديث يدور عن « عمل ارهابي، عمل تخريبي تم تنفيذه على أيدي مخربي الحرائق. ونحن سننتصر ». يا لهذا المربي الكبير الذي يعلمنا، قبل كل شيء، فحص الحقائق. وبعد ذلك فقط التوصل الى الاستنتاجات.

وزير الداخلية آريه درعي لم يبق في الخلف. فقد أعلن أنه أصدر أوامره للسلطات المحلية لعلاج المصابين والمتضررين « دون أي قيود مالية ». ولكن من الذي سيدفع؟ نحن من سندفع، العمال. وموشيه غفني رئيس لجنة الاموال ذهب في اتجاه جديد. فقد انتقد المستشفيات التي تطلب نموذج 17 من كل من يصل اليها للعلاج بسبب الحرائق. ألا تحتاج المستشفيات الى الدخل؟.

رجال الاطفاء ايضا لم يتنازلوا عن هذه الفرصة. فقد قالوا إنه يجب عليهم تجنيد 700 شخص على الفور وشراء المزيد من طائرات الاطفاء وانشاء محطات لاطفاء الحريق في الاماكن النائبة. باختصار، زيادة الميزانية. أي أنه اذا تم التوزيع فلماذا لا يحصلون هم ايضا؟.

في دولة طبيعية وفي وقت طبيعي فانه من واجب وزير المالية الوقوف أمام هذه الطلبات والقول: لحظة، نحن نريد أن نفحص ونرى. فأنا مجرد شخصية عامة، مهمتها الحفاظ على خزينة الدولة. ولكن كحلون قال عكس ذلك. فقد وقف على رأس المحتفلين وأعلن هو والمدير العام في وزارته أنه سيكون « صفر بيروقراطية »، وأن على المخمنين عدم « استنزاف المصابين ». وأنه يجب عليهم تخمين جميع المنازل في أسرع وقت حتى يوم الخميس. وهذا الامر يعني العمل المتداخل الذي يقبل بجميع اقوال المصابين والتسليم بها وكأنها مقدسة. وقال ايضا إنه ليس مهما اذا كان الحديث عن حادثة قومية أم لا. « وليس مهما ايضا اذا كان المواطن لديه تأمين أم لا. فالدولة يجب أن تتحمل كامل المسؤولية ».

هذه كانت اقوال خاطئة الهدف منها كسب حب الجمهور. وقد استمعت الى اقواله شركات التأمين وفرحت. فبعد قليل ستفتح وزارة المالية الخزينة، وهذه الشركات لن تدفع أي شيء، بما في ذلك اولئك الذين قاموا بدفع رسوم التأمين كل سنة على مدى سنين. إلا أن هناك بعض الاشخاص الجيدين في وزارة المالية قالوا: لحظة، توقفوا، لقد تجاوزتم الحدود. ونتيجة لذلك قام كحلون بتغيير سياسته بشكل كبير، وتم منع قرار للحكومة كان سيتم اتخاذه في يوم الاحد حول جميع الحرائق على اعتبار أنها أعمال عدائية.  وهذا هو السبب أنه في نفس المساء صدر اعلان لشركات التأمين حول بدء دفع التعويضات للمؤمنين. ومن الآن فان شركات التأمين ستتحمل العبء ايضا، وليس فقط الدولة الجيدة التي تقدم الامتيازات.

وليكن واضحا – يجب أخذ من تضرروا من الحرائق في الحسبان. على الدولة تقديم المساعدات المالية والدعم، لكن بمسؤولية ومن خلال الحفاظ على الخزينة دون شعبية ودون السعي دائما للحصول على حب الجمهور.

 

 

 

 

 

كلمات دلالية