خبر قوي أمام العاطل عن العمل -هآرتس

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

لا بد أن جدول أعمال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مليء جدا. فإدارة الدولة التي تعربد فيها الحرائق في بؤر عديدة، على حدودها الشمالية – الشرقية تدور رحى حرب مضرجة بالدماء وهي توجد في في حالة انتفاضة سكاكين من جانب السكان الفلسطينيين المحتلين – هذا اذا كنا سنذكر مجرد بعض من التحديات التي تقف أمامها – ليست موضوعا يستهان به.

 ومع ذلك فإن « السوبر تانكر » الحكومية حامت مؤخرا بالذات فوق منطقة كفار شاليم، وافرغت حمولتها من المياه بالذات على رأس مواطن عاطل عن العمل ابن 56، يسمى يوآف سالم. فقد تلق سالم رسالة أخطار من المحامي يوسي كوهن، الذي مثل سارة نتنياهو في الدعاوى التي تبحث في محكمة العمل ضد ديوان رئيس الوزراء. وجاء في الرسالة انه ستتخذ بحق سالم اجراءات قضائية اذا لم يشطب عن الفيس بوك بوستات أشرك الناس بها، تتعلق بعائلة نتنياهو. ويدعي المحامي كوهن في رسالته بان هذا النشر وغيره على الفيس بوك من جانب سالم يشكل تشهيرا وهو يطلب من سالم الاعتذار وسحب البوستات والا فانه قد يكون عرضة لدعوى قضائية.

من حق كل مواطن أن يرفع دعاوى التشهير ضد مواطن آخر، والسهولة التي لا تطاق في المشاركة في الشبكات الاجتماعية تخلق تحديا غير بسيط في انفاذ قانون التشهير. ولكن عندما يفعل رئيس الوزراء ذلك، فيستوجب الحذر الزائد. فمثلا، موازين القوى بين الطرفين ينبغي أن تكون اعتبارا عند رفع دعوى كهذه.

يخيل أن عملية « نزع القفازات » في محيط رئيس الوزراء في ضوء الهيئات الاعلامية التي لا تؤيده وتؤيد أبناء عائلته بعمى – الامر الذي وجد تعبيره في ردود فعل فظة، معادية وغير موضوعية على صحيفة « هآرتس »، على أسرة تحرير برنامج « عوفدا » التلفزيوني وقناة 10 – تنتقل الآن الى موقفه من المواطنين العاملين في الشبكات الاجتماعية.

ان قوة الشبكات في خلق صدى جماهيري شديدة بالفعل، ورئيس الوزراء وابناء بيته يستخدمونها استخداما كبيرا لهذا السبب، ولكن عندما لا تروق لهم المعلومات التي تضخ فيها – فانهم يعودون الى استخدام الرسالة غير الالكترونية والتهديد الرسمي بالتشهير؛ موضوع اعتادت عليه وسائل الاعلام ولكنه بالتأكيد مهدد جدا لمواطن عادي.

هل من كل « بطارية » مقربي نتنياهو وابنه يائير لم يوجد « عبقري الاعلام الجديد » ليقترح طريقة عمل بديلة لتلك التي اتخذت؟ مثلا، الرد على البوست، او التوجه لمن رفعه الى الشبكة؟ يجمل بنتنياهو ان يفهم بان محاولات الاسكات والردع لوسائل الاعلام والمواطنين النشطاء في الشبكات الاجتماعية مآلها على أي حال الفشل وأن يوقف الموجة العكرة ذات نزعة القوة الصادرة عن محيطه في صالح طريقة عمل اكثر توازنا.