تقرير غزة: استخدام غاز الطهي في السيارات.. صديق للبيئة و مسبب للأزمات

فلسطين اليوم

« الحاجة أم الاختراع ».. لم تأتي هذه المقولة من فراغ، فالسائق الغزي رغم الأزمات السابقة التي ألمت به من انقطاع للسولار والبنزين، استطاع أن يخرج عن طور المألوف، فمنهم من استخدم زيت السيرج بديلاً عن السولار، والبعض الأخر صنع جهازاً لتحويل ما يحتاجه محرك السيارة من بنزين إلى غاز الطهي.

 

ومع انتهاء أزمة المحروقات، اتجهت الأنظار نحو مستخدمي غاز الطهي في سياراتهم، وبدأت شرطة المرور الحملات للحد من استخدام السائقين للغاز كوقود للمركبات التي تسير في طرق القطاع، ويتم تنفيذها طوال العام، فيما تزداد حدتها مع  حلول فصل الشتاء بسبب كمية الاستهلاك المتزايد للغاز.

 

سائق الأجرة فادي مطير (42 عاماً)، أكد لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »، ان استعمال اسطوانات الغاز يوفر عليه الكثير المال كبديل للبنزين والذي يقارب سعره مبلغ 4.5 شيكل، مشيراً إلى أن استخدام البنزين في عمله لا يعطي ربحاً وفيراً.

 

ويضيف مطير:« إن ارتفاع أسعار المحروقات والغلاء المعيشي أجبرني على تركيب جهاز خاص للغاز في سيارتي، فهي تستهلك الكثير من البنزين، في الوقت الذي أعيل فيه 10 من عائلتي بالإضافة إلى والداي ».

 

واستنكر مطير ما تقوم به شرطة المرور بملاحقة السيارات التي تستخدم غاز الطهي، بقوله:« شو نعمل.؟ أعطونا حل .. البنزين سعرو نار وما بيوفي معنا خالص غير جرة الغاز ».

وطالب مطير هيئة البترول ووزارة الاقتصاد بتخفيض أسعار البنزين، وإيجاد حلول بديلة للخروج من هذه المشكلة.

ووفق مصادر محلية، تبين أن شريحة السيارات التي تعمل على أنابيب الغاز تستهلك يومياً من 130 إلى 120 طن يومياً، أي ما نسبته 15% من الغاز الداخلي،  في مقابل أن معبر كرم أبو سالم لا يعطي أكثر من 250 طن يوميا من الغاز.

أما السائق أبو ماجد ابو موسى (36 عاماً)، ويمتلك سيارة من نوع KIA، قال :« ان استخدام الغاز الطهي في السيارات اقتصادي جداً، ولكن رغم خطورته فقد تنفجر الاسطوانة، أو قد يحصل تسريب للغاز ويودي بحياتنا، إلا أنه لا يوجد أمامنا حل آخر.

ولمعرفة ألية عمل واستخدام غاز الطهي في السيارات وأضراره الصحية والبيئية، قابلت وكالة »فلسطين اليوم« بالمهندس الميكانيكي، ماهر الزقزوق، والذي قال : » تواصلنا مع خبراء وزملائنا في هذا المجال في مصر الشقيقة، وبينت نتائج التحليل لمكونات الغاز الطبيعي أنه خالي من الأضرار ، ولا يحتوي على الكبريت مطلقاً، كما تم تداوله في وسائل الاعلام.

 

الزقزوق : تكلفة استخدام غاز الطهي توفر ما نسبته 75% عن البنزين في السيارات.

وأوضح الزقزوق، أنه لا يسبب أي أضرار لمحرك السيارة، مضيفاً أنه خالي من مركبات الرصاص والشوائب الكبريتية، ويساعد على انخفاض الانبعاثات الناتجة عنه، وهذا ما يعد  تأكيداً بأن الغاز الطبيعي لا يسبب ضرراً للمحرك.

أما من الناحية الاقتصادية، أكد الزقزوق، أن تكلفة استخدام غاز الطهي توفر ما نسبته 75% عن البنزين في السيارات.

 

« تحذير »

وحذر المهندس ماهر السائقين الذين يستخدمون الغاز دون أخذ الاحتياطات اللازمة، والتي تودي بحياتهم،  مشيراً إلى أنه يجب تشغيل المحرك على الغاز في الصباح لمدة 5 دقائق، وهو ما يسمى بالتسخين، ثم التحرك بالسيارة.

 

« تحذير » : يجب تشغيل المحرك على الغاز في الصباح لمدة 5 دقائق

 

وفي السياق ذاته، أضاف الزقزوق :« قبل إطفاء المحرك يجب تحويل السيارة إلى بنزين، معللاً ذلك بأن أنظمة التحويل الحديثة (الحقن المتزامن) بالسيارات ذات الحقن الإلكتروني تقوم بحقن الغاز من خلال رشاشات خاصة، ويوجد بها وحدة تحكم إلكترونية تقوم بإدارة المحرك على البنزين، ثم التحويل للعمل بالغاز عند وصول درجة حرارة مياه التبريد إلى الدرجة المناسبة لعملية التحويل، وهى تتراوح بين 30 إلى 40 درجة مئوية، وهى درجة ملائمة جداً لعمل السيارة على الغاز بشكل جيد.

 

الزقزوق : غاز الطهي هو وقود نظيف، وصديق للبيئة

 

»صديق للبيئة«

وبين الزقزوق أن غاز الطهي هو وقود نظيف، وصديق للبيئة، فضلاً على أنه آمن، ففي حالة وجود تسريب فإن الغاز يتسرب إلى الأعلى ولا يشتعل إلا تحت درجات حرارة عالية، بخلاف استخدام الزيوت وخلطها مع السولار، والتي تؤدي إلى مشاكل صحية وبيئية، وتسبب مشاكل في محرك السيارات التي تستخدمها.

هذا وأعلنت الإدارة العامة لشرطة المرور في قطاع غزة، عن عدة حملات مرورية ستنفذها خلال المرحلة القادمة، ومنها حملة ضد السيارات التي تعمل على غاز الطهي وملاحقتها لأنها تستهلك كميات كبيرة منه مع قدوم فصل الشتاء، والذي تتقلص فيه الكميات الواردة للقطاع.

وأضافت أن هناك عقوبات للمركبات المخالفة التي تعمل على غاز الطهي، وتبدأ بمصادرة جهاز الغاز وإتلافه من قبل لجنة محايدة ومُشكلة من وزارة الداخلية، وتغريم مالك المركبة مبلغ 100 شيكل، جراء سيره على الوقود »الغير مؤهل" للمركبة.