خبر قرار منع الآذان والأهداف الحقيقية لإسرائيل .. إيناس علوان

الساعة 01:37 م|20 نوفمبر 2016

علمتنا السياسة الإسرائيلية أن اسرائيل تراهن على محيط منشغل مشتعل أو واقع فلسطيني منشغل  لتمرر مشاريعها العنصرية؛ في ظل الجدل القائم في الساحة الفلسطينية على ملفات كثيرة وفي ظل الواقع العربي المشتعل جاء القرار الإسرائيلي بمنع الآذان في المساجد المجاورة للتجمعات السكانية الإسرائيلية بحجة أن الأمر مزعجا للسكان الإسرائيليين وخاصة في الساعات المبكرة من الفجر؛ وهنا أسجل ملاحظة ساخرة محزنة أن الجيش الاسرائيلي يقتحم بيوتنا وقرانا ومدننا ومخيماتنا كل ليلة ويطلق قنابل الصوت والغاز والرصاص؛ أليس هذا قمة العنف والإزعاج!

 

اسرائيل منذ نشأتها تسعى للحصول على اعتراف بها من العالم على أنها دولة يهودية وأنها دولةالليهود؛ ولأن العالم حتى الآن يعترف بالدول على أساس القومية وليس الطائفة أو الدين كانت اسرائيل تبحث عن فرصة لتمرر هذا الأمر؛ انتظرت اسرائيل في الفترة الأخيرة بشغف تقسيم ولو دولة عربية واحدة (خاصة سوريا والعراق) على أساس طائفي معترف فيه دوليا لكي يصبح لها سند قانوني في الإقليم تستند إليه في مطالبتها ولكنها اليوم ترى أن الموضوع قد يكون صعب. وبالتالي لا بد بالنسبة لها وأن تسير بخطوات متدرجة نحو الأمر.

 

قانون منع الآذان قانون يعلن بشكل واضح أن الفلسطينيين في الداخل المحتل رعايا وليسوا مواطنيين وليس لهم خصوصية دينية أو ثقافية وأن اسرائيل دولة ليس كما تروج عن نفسها أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط. ..فوز ترامب خلق مناخ مناسب لتكريس العنصرية ضد الأديان وترامب المعروف بمواقفه المتشددة والعنصرية ضد المسلمين هو بمثابة مناخ آخر أتيح لاسرائيل للعمل بأريحية خلاله في هذا الجانب .. اسرائيل لن تتخلى عن أهدافها الأساسية التي تتمثل بتفريغ الأرض من محتواها الأصلي وعلى هذا الطريق فإنها تحاول تفريغ الأرض من معانيها الوطنية ومن خصوصيتها الثقافية وصولا لتكريس مبدأ دولة يهودية لليهود .

 

وأمام هذه الإستحقاقات الكبيرة وهذه الإجراءات العنصرية المتزايدة لا مجال أمامنا كفلسطينيين إلا وأن نرتقي لمستوى المسؤولية التاريخية التي تفرضها علينا هذه المرحلة الحرجة من قضيتنا؛ لملمة الوضع الفلسطيني الداخلي هي بداية الطريق لتوحيد وتوجيه الطاقة الفلسطينية في سبيل مواجهة المشاريع الإسرائيلية؛ اسرائيل تسابق الزمن لتكريس واقع كبير في ظل انقسامنا الفلسطيني وفي ظل الإزمات العربية لأن إنتهاء هذه الأزمات يعني إعادة القضية الفلسطينية للواجهة وللمركز وهذه الحالة تريد اسرائيل أن لا تحدث وإن حدثت فهي تسعى أن تكون قد خلقت واقع كبير وصعب.

 

المحاولات المتكررة من قبل اسرائيل للمس بالخصوصية الثقافية للفلسطينيين لها أهداف أمنية أيضا؛ اسرائيل تحاول جس نبض الشارع الفلسطيني ومدى قابليته للانطلاق بانتفاضة أو مواجهة، وهنا لا بد من الإشارة أن قرار التقسيم الزمني والمكاني للمسجد الأقصى قد ولّد الهبة الشعبية الأخيرة مما اضطر اسرائيل للتراجع تحت وطأة العمل المقاوم الذي تصدره الشباب الفلسطيني؛ والقرار الإسرائيلي الأخير إختبار اسرائيلي أيضا لفاعلية أساليبها الأمنية خلال الهبة الشعبية الأخيرة ولجهوزية الفلسطيني للدفاع عن مقدساته .

 

 

كلمات دلالية