خبر تعيينات ترامب الأولى تشير إلى التوجهات الأساسية لسياسته

الساعة 12:54 م|19 نوفمبر 2016

فلسطين اليوم

أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، عن أولى تعييناته في المناصب المحورية بفريقه الحكومي، في خطوة تبرز، برأي المتابعين، بعض توجهات سياسة الإدارة الجديدة.

وصرح ترامب، الجمعة 18 نوفمبر/تشرين الثاني، بأنه كلف السياسي الجمهوري والعضو في مجلس النواب، مايك بومبيو، بتولي منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية، كما عين الرئيس السابق لمديرية الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع، الفريق مايكل فلين، مستشارا للأمن القومي، فيما قبل السيناتور الجمهوري جيف سيشنس، الذي يمثل ولاية ألاباما، اقتراح الرئيس المنتخب بشأن تولي منصب النائب الأمريكي العام (وهو رئيس وزارة العدل في الولايات المتحدة).

وفي هذا الشأن، قال سيرغي روغوف، المدير العلمي لمعهد الولايات المتحدة وكندا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، في حديث لوكالة « نوفوستي »، إن اختيار ترامب تلك الشخصيات لشغل المناصب المذكورة يدل على أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستكون ملتزمة بالنهج المحافظ الصارم.

مايك بومبيو مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية

وفي تعليقه على ترشيح مايك بومبيو، أشار روغوف إلى أن هذا السياسي، الذي يعد عضوا في ما يسمى بـ« حركة حزب الشاي »، مشهور بآرائه المتشددة، موضحا: « كان بومبيو، خلال توليه عضوية لجنة شؤون الاستطلاع التابعة لمجلس النواب، يلتزم بموقف ثابت من الصفقة النووية مع إيران، ويدل تعيين بومبيو على أن ترامب يعتزم تنفيذ تعهداته وإيقاف عمل هذا الاتفاق، علما بأن الكونغرس كان ينوي التصويت لصالح تمديد العقوبات ضد إيران لـ10 سنوات ».

كما أشار روغوف إلى أن بومبيو يمارس دائما نهجا مناهضا لروسيا، مرجحا أن يواصل هذا السياسي الجمهوري الالتزام بهذا الموقف بعد شغل منصب مدير وكالة الاستخبارات.

مايكل فلين مستشارا للأمن القومي

وفي حديث عن الفريق مايكل فلين، لفت الخبير الروسي إلى أن هذا المسؤول أصبح شخصية غير مرغوبة بعد إقالته من قبل إدارة الرئيس أوباما بسبب مناهضته التنظيمات الإسلامية المتطرفة بصورة وصفت أنها متشددة للغاية بل إقدامه على الإدلاء بتصريحات شديدة اللهجة ضد الديانة الإسلامية وأتباعها بشكل عام.

وأشار روغوف إلى أن تصرفات فلين تسببت بمعارضة حاسمة لشخصيته من قبل البيت الأبيض وقيادة المخابرات والبنتاغون، نظرا لرفضه الالتزام بقواعد التسلسل القيادي.

وشدد الخبير على أن فلين هو من « الأشخاص القليلين، بين المقربين من ترامب، الذين يدعمون نهج إحياء الاتصالات مع القيادة الروسية... الأمر الذي يزيد عدد خصومه في واشنطن ».

وأكد روغوف أن تعيين الفريق فلين يشير إلى أن ترامب يرغب حقا في « إطلاق حوار جدي مع موسكو »، مضيفا أن شروط هذا الحوار ومواضيعه لا تزال مجهولة حتى الآن.

جيف سيشنس نائبا عاما

أما بخصوص تعيين جيف سيشنس، فقال روغوف إن هذا السياسي أيضا يلتزم بمواقف شديدة المحافظة، « رغم أنه جذاب للغاية في الحديث الشخصي معه ».

وشدد روغوف على أن « مواقفه الصارمة شملت مسألة العلاقات مع روسيا »، لافتا إلى أن ترامب كان، في البداية، يدرس احتمال تعيينه في منصب وزير الدفاع الأمريكي، لكن منحه حقيبة وزير العدل يدل على إرادة ترامب العثور على شخصية أكثر اعتدالا لتولي مهام رئيس البنتاغون.

وأشار الخبير الروسي في هذا السياق إلى أن تعيين سيشنس في منصب النائب العام هو إشارة جيدة بالنسبة لروسيا، تؤكد سعي ترامب لتحسين العلاقات معها.

مواقف شديدة المحافظة والتركيز على المصالح القومية

من جانبه، أكد نائب مدير كلية الاقتصاد العالمي والسياسة الدولية في المدرسة العليا للاقتصاد، أندريه سوزدالتسيف، أن دونالد ترامب يشكل حاليا إدارة محافظة وصارمة لحكم الولايات المتحدة، لكن الفريق الجديد سيكون منفتحا على الحوار مع موسكو، خلاف الإدارة الديمقراطية لباراك أوباما.

وقال سوزدالتسيف، في حديث لوكالة « نوفوستي »، الجمعة: « إن أعضاء الفريق الذي يشكله ترامب مهتمون، بالدرجة الأولى، بالولايات المتحدة ذاتها ومصالح أمريكا على الساحة الدولية. وفي هذه الظروف، بالطبع، ستكون هناك مواجهة محددة بين الولايات المتحدة وروسيا، والحديث يدور عن مواجهة قاسية، وسيحاول ترامب أن يدرك ما هي الوسائل التي تتوفر لروسيا وما يمكن أن تستخدمه ضد بلاده ».

وشدد الخبير على أن « جميع هؤلاء الأشخاص، رغم هذه البروفة القاسية للانتقادات والمصالح المتبادلة، قابلون للتوصل إلى اتفاقات ».

وأكد سوزدالتسيف على أن هذا الفريق « يركز بالدرجة الأولى على ما هو واجب بالنسبة للولايات المتحدة، وهو لا يخطط لمهمة تنفيذ ثورة ليبرالية في روسيا. ولهذا السبب، سيكون هناك حوار وبعض الاتفاقات، رغم الخطابة القاسية جدا ».

وأعرب الخبير عن قناعته بأن الإدارة الأمريكية الجديدة ستمارس نهجا مغايرا تماما لنهج إدارة أوباما في التعامل مع مشاكل الولايات المتحدة، مضيفا أن نتائج عملها ستختلف اختلافا كبيرا عن نتائج قيادة الفريق الديمقراطي.

ولفت سوزدالتسيف إلى وجود اختلاف كبير بين مقاربة الديمقراطيين والجمهوريين لمهام إدارة البلاد، قائلا: « إن الديمقراطيين يعتبرون آراءهم حقيقة نهائية، ومن المستحيل أحيانا التوصل إلى اتفاق معهم، لأنهم يسعون إلى تحقيق أهداف عولمية ويعتمدون على ما يصفونه بالقيم الإنسانية المشتركة، وليس على المصالح القومية للولايات المتحدة ».

واختتم سوزدالتسيف بالقول إن « عجز إدارة أوباما عن التوصل إلى اتفاقات حمل طابعا أسطوريا. ولهذا السبب، لم تحاول روسيا في السنوات الأخيرة من ولايته القيام بعمل دبلوماسي جدي مع البيت الأبيض، لأن هذا كان أمرا غير مجد ».

كلمات دلالية