خبر نبوءة المحللين -معاريف

الساعة 11:05 ص|17 نوفمبر 2016

فلسطين اليوم

بقلم: عاموس جلبوع

(المضمون: برأيي، المصلحة الاسرائيلية الصافية هي البناء فقط في الكتل القائمة وفي القدس. وليس في البلدات المنعزلة باي حال، حتى لو يخيل ان هذا لن يكون هاما جدا لادارة ترامب - المصدر).

 

هذه تراجيديا – كوميديا عندما يبدأ ذات جمهور المحللين والخبراء الذي احتفل بانتصار هيلاري كلينتون الان حملة نبوءات عن مستقبل ادارة دونالد ترامب. وها هنا مثالان: في مقال تحليلي في هذه الصفحة، قيل انه مع فكر كفكر ترامب فان « الاقتصاد الامريكي سيعاني، مثلما كان في عهد بوش. وستعاني الولايات المتحدة من أزمات اجتماعية واضطرابات اجتماعية عنيفة، من عزلة دولية ومواجهات عسكرية في الشرق الاوسط ». بالطبع يمكن لكل شيء أن يحصل، ولكن ما يجتذب العين هو النبوءة بان تكون الولايات المتحدة عرضة لـ « عزلة دولية » (على ما يبدو مع اسرائيل وكوريا الشمالية) وان تكون في منطقتنا مواجهات عسكرية، وكأنه حتى الان كل هذه لم تكن سوى العاب اطفال بسببها قتل اكثر من نصف مليون انسان. لو يكون.

 

المثال الثاني جاء على لسان مرسل/ة ذا/ة لقب دكتوراة، تقرر فيه ان ترامب سيحكم ولاية واحدة فقط، « اذا ما تعلم الديمقراطيين كيف يصوغوا حقيقتهم بشكل يجرف الجماهير ويتمكنوا من خلق زعامة تعمل بروح العصر، ولكنها تعرف ايضا كيف تستخدم أدواتها على نحو مناسب ». هذه نبوءات من نوع « لو كانت لجدتي دواليب ». كل طالب مبتدىء في العلوم السياسية يعرف أنه بسبب ثلاثة شروط وضعتها الكاتبة، فان احتمال التحقق يكون متدنيا جدا.

 

بالطبع هناك من يبدأ بالتنبؤ ماذا سيكون عليه موقف ترامب من نزاعنا مع الفلسطينيين. هل سينقل السفارة الامريكية الى القدس، هل سيعطي يدا حرة للبناء في المستوطنات؟ محلل سريع واحد قدر بانه يكفي أن يرن حاكم السعودية الهاتف لترامب ويعرب عن غضبه في موضوع السفارة حتى يأخذ ترامب برأيه؛ وآخر حذر من أن ترامب المتقلب يمكنه بين ليلة وضحاها أن يغير سياسته في طالح اسرائيل. لماذا؟ لانه هكذا وعليه فيجب الحذر منه.

 

لا اريد أن أتناول المستقبل، بل ان حاول عقد مقارنة قصيرة بين بداية طريق اوباما في 2009 وبين المفاهيم العامة لترامب مثلما وجدت تعبيرها في اثناء حملة الانتخابات.

 

لقد بدأ اوباما ولايته في محاولة لكسب ود العالم الاسلامي – العربي، في اظهار التراث الاسلامي – الشخصي لديه ولدى الولايات المتحدة، في ظل ادارة ظهر باردة لاسرائيل. الدول الاولى التي زارها كانت اسلامية. ومن اللحظة الاولى لم يندرج في عالم مفاهيمه مفهوم « الاسلام المتطرف ». أما لدى ترامب فالصورة معاكس: الاسلام هو المشكلة، وضد الاسلام المتطرف يجب خوض حرب ابادة. لا اعرف من هي الدولة الاولى التي سيزورها، ولكن هذه بالتأكيد لن تكون دولة اسلامية.

 

نقطة ثانية: لقد رأيت ادارة اوباما في النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني جذر المشاكل في الشرق الاوسط. وبرأيها سيساهم حل النزاع في استقرار المنطقة، سيعزز مكانة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط وسيسمح لها بنسج شبكة تحالفات مؤيدة لامريكا. بمعنى، النزاع كمشكلة اقليمية. ترامب هو الاخر يريد أن ينهي هذا النزاع، ولكن ليس كجزء من مشكلة اقليمية، ليس من اجل تغيير الشرق الاوسط بل كمشكلة تقف بحد ذاتها. كيف سيفعل هذا؟ ما هي العناصر العملية التي في حلهه: حدود 1967 أم حدود أمنية؛ دولتان؛ المستوطنات كعائق للسلام أم لا؟ كل واحد، وفقا لميول قلبه، سيفسر قريبا كل تغريدة لترامب.

برأيي، المصلحة الاسرائيلية الصافية هي البناء فقط في الكتل القائمة وفي القدس. وليس في البلدات المنعزلة باي حال، حتى لو يخيل ان هذا لن يكون هاما جدا لادارة ترامب.

كلمات دلالية