بالصور مكفوفون جزئياً يتحدون الإعاقة بمباراة كرة قدم ضد الأصحاء في غزة

الساعة 04:15 م|16 نوفمبر 2016

فلسطين اليوم

لم يكن غريباً أن يمارس مجموعة من شباب ذوي الإعاقة البصرية في قطاع غزة رياضة كرة القدم، لكن المدهش والملفت أن يُمارسوا -ذوي الإعاقة- مباراة كروية ضد مجموعة من الشباب الأصحاء ويتمكنوا من تسجيل هدفاً جماعياً بشكل جميل في مرمى الخصم.

فرحة لا يمكن نسيانها ارتسمت على وجوه اللاعبين من ذوي الإعاقة البصرية بعدما تمكن زميلهم أحمد جندية البالغ من العمر 13 عاماً من تسجيل هدفاً جميلاً ضد الخصم ليثبت قدرات ومهارات ذوي الإعاقة رغم ما يعانوه من ضعف بصري بمقدار (60/6).

وكانت مباريات عديدة تمت بين مجموعات من ذوي الاحتياجات الخاصة في قطاع غزة فيما بينهم مستخدمين الأجراس لتلفت انتباههم، إلا أن المباراة التي مجموعة من المكفوفين وأخرين من الأصحاء أثبتت قدرات عالية لدى ذوى الاحتياجات الخاصة في تحدي الصعاب والمعيقات التي تتمثل في البصر.

فالمباراة التي أقيمت على الملعب البلدي لمدينة الزهراء جمعت بين فريقي مدرسة النور والأمل الثانوية المشتركة للمكفوفين ومدرسة إبراهيم المقادمة وانتهت المباراة بفوز مدرسة المقادمة بهدفين مقابل هدف وحيد، وجاءت المباراة ضمن سلسلة من الفعاليات التي تنظمها الرابطة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي في الوسطى للتشجيع على دمج ذوي الإعاقة في المجتمع الفلسطيني خاصة وأن لديهم قدرات تفوق أحياناً قدرات الأصحاء.

محمود جوهر منسق الرابطة الإسلامية قال: فريق المكفوفين يتمتع بطاقات عالية جداً حيث قدموا مباراة كبيرة وغاية في الجمال أمام فريق من الأصحاء لا يشكون من أي معيقات.

وأضاف جوهر لمراسل « فلسطين اليوم الإخبارية »: من حق هؤلاء المكفوفين أن يمارسوا أي نوع من أنواع الرياضة طالما يتمتعون بإرادة وعزيمة تفوق الأصحاء« ، مؤكداً أنهم شريحة مهمة من شرائح المجتمع يجب أن يتم تشجيعهم ومساندتهم ليعبروا عما في داخلهم من إبداعات وقدرات وطاقات.

وأشار إلى أن المباراة التي أقيمت بين الفريقين هي الأولى في فلسطين ضمن أنشطة الرابطة الإسلامية، مبيناً أن الرسالة التي أرادت الرابطة إيصالها هي بأن ذوي الاحتياجات الخاصة لا يمكن تركهم أو الابتعاد عنهم يجب أن يتم احتضانهم وتشجيعهم على ما يرغبون في تحقيقه وتعزيز الثقة بينهم وبين الأصحاء.

ولفت إلى أن الرابطة ستواصل دعمها لذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير كل ما يطلبونه من احتياجات.

فيما أكد معاذ الحج أحمد مدرب فريق المكفوفين، أن المباراة التي جمعت فريقه بأخر من الأصحاء كانت جميلة جداً وأدخلت الفرحة والسعادة لقلوب المكفوفين وذويهم، كما أنها رسمت الدهشة والغرابة على وجوه نظرائهم الأصحاء من قدراتهم العالية في امتلاك الكرة ودقة التمريرات والمهارات الفردية التي يتمتع بها اللاعبين.

وقال الحج أحمد لمراسل »فلسطين اليوم« : أنشأنا فريق خاصة بالمكفوفين لرياضة كرة القدم ضد الأصحاء لتلبية رغبة الطلاب في المدرسة لممارسة الأنشطة الرياضية ».

وأضاف: الطلبة لديهم طموح وميول كبيرة في ممارسة الرياضة والتي تُناسب ظروفهم« ، لافتاً إلى أن الفريق لديه مهارات عالية رغم المُعيقات التي تواجه الطلبة.

وعن أهم المعيقات التي واجهته في إنشاء الفريق قال: واجهتني معيقات كبيرة أهمها عدم الدقة في التمرير وصعوبة افتكاك الكرة والاحتفاظ في الكرة أكثر من اللازم. »، مشيراً إلى أنه استطاع أن يتغلب على المعيقات لنسبة تصل إلى 80% أدت لإنشاء الفريق بشكل رائع ومميز.

وفيما يتعلق باختيار اللون الخاص بزي المكفوفين خلال المباريات قال الحج أحمد: اختيار لون الزي خلال المباراة له أهمية كبيرة خاصة وأن اللون الأبيض أثبت نجاحه أكثر من الألوان الأخرى ومنح اللاعبين التواصل الجيد والانتشار الأوسع في الملعب.

ودعا الحج أحمد جميع المؤسسات للاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير الاحتياجات التي تُشعرهم بالحرية والسعادة والنجاح، خاصة وأنهم شريحة مهمة من شرائح المجتمع.

وتعاني نسبة عالية من سكان قطاع غزة من الإعاقة البصرية نتيجة الوراثة الطبيعية والحروب.



DSC03802

DSC03809

DSC03810

DSC03811

DSC03813

DSC03817

DSC03818

كلمات دلالية