خبر ساسة ومثقفون: مبادرة الجهاد شاملة وتصلح لحل قضايا فلسطينية عالقة

فلسطين اليوم

اتفق كتاب ومثقفون ونخب سياسية على أن مبادرة النقاط العشر التي طرحها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان عبد الله شلح، تُعد مبادرة شاملة وتصلح لحل قضايا الملف الفلسطيني العالقة.

جاء ذلك خلال لقاء سياسي عقدته حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، اليوم الثلاثاء، مع الكتاب والمثقفين والنخب السياسية في قطاع غزة، لمناقشة مبادرة النقاط العشر في أحد فنادق مدينة غزة.

وقال الدكتور محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي في كلمته خلال اللقاء، إن الحركة كان لها لقاء مع الفصائل والقوى الوطنية لمناقشة بنود المبادرة، وكانت ردود الأفعال إيجابية مع وجود بعض الملاحظات التي تركزت أغلبها على البند الأول الخاص بإلغاء اتفاق اوسلو.

وأكد الهندي أنه إذا كان من غير الواقعي إلغاء اتفاق اوسلو، فإن الجميع لديه قناعة أن هذا الاتفاق وصل إلى نهايته ووصل إلى طريق مسدود بما فيهم السلطة ورموز فيها، وهذا الاتفاق سعت السلطة من خلاله أن يتحول إلى دولة فلسطينية، فيما سعت « إسرائيل » إلى تحويله إلى اتفاق أمني له وظيفة أمنية بالأساس، ونجحت « إسرائيل » في فرض ما تريده، لافتاً إلى أن مبادرة النقاط العشر عبارة عن مبادئ ندخل من خلالها إلى الحوار الوطني الشامل.

وأوضح أن « من يراهن على أن هناك إمكانية لمفاوضات فهو رهان فاشل ومضيعة للوقت، ومن يراهن أن المبادرة الفرنسية يمكن أن تحقق شيئاً كذلك رهانه فاشل، فأوروبا أعجز من أن يكون لها أي تأثير في حل قضايا المنطقة، والمبادرة الفرنسية ستعيد الفلسطينيين إلى التفاوض المباشر مع حكومة يمينية متطرفة ليس من ورائها أي فائدة ».

ولفت إلى أن « إسرائيل أمامها فرص لكي تتخذ إجراء من طرف واحد بغطاء دولي وصمت إقليمي، ويكون هذا الاجراء عنيف وخاصاً بالضفة الغربية، وإذا فكر قطاع غزة أن يتحرك يمكن أن تشن »إسرائيل« حرب على القطاع، أو أن تقوم إسرائيل بفرض حل نهائي عن طريق المفاوضات مع السلطة ويتم تسويقها إلى أنها لا تهدف إلى حل نهائي وإنما حلول مؤقتة، والمؤقت في القضية الفلسطينية يتحول إلى حل دائم ».

ونوّه الهندي إلى عدم وجود إمكانية لتحقيق المصالحة الفلسطينية إلا ضمن استراتيجية وطنية موحدة في مواجهة الاحتلال، مؤكداً أنه لو بقيت حوارات المصالحة تحت سقف « اوسلو » سيعطي ذلك ايحاء خاطئ أن المسألة تحاصص وتقاسم للسلطات. ودعا إلى تغيير المسار واعتبار هذه المرحلة مرحلة تحرر وطني من أجل الوصول إلى المصالحة الفلسطينية.

من جهتها أكدت مريم أبو دقة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وجود تقاطع كبير بين موقف الجبهة ونقاط مبادرة الأمين العام لحركة الجهاد الدكتور رمضان شلح.

وأوضحت أبو دقة، أن المبادرة تعد أساس صالح لحل الملف الفلسطيني، مشددةً على ضرورة اعتبار المرحلة الحالية مرحلة تحرر وطني وديمقراطي.

ودعت إلى ضرورة التمسك بكل بند من بنود المبادرة، كونها أرضية صالحة للجميع في وقت وصلت فيه القضية الفلسطينية إلى مفصل مميت وقاتل.

وأضافت، « واهم من يعتقد أن الاحتلال غير موجود في قطاع غزة، فالاحتلال موجود في كل فلسطين، ولا يمكن الوقوف في وجهه إلى بخطوات فلسطينية حقيقية، فلن يحك ظهرك غير ظفرك ».

وطالبت أبو دقة بدعوة الاطار القيادي لمنظمة التحرير، وإجراء حوار وطني شامل، وتحديد المهمات المفروضة على الشعب والقيادة الفلسطينية من أجل الوقوف في وجه التعنت الإسرائيلي، وفي ظل الظروف الاقليمية والدولية المحيطة.

وفي ذات السياق، قال المحلل السياسي مصطفى الصواف أن المبادرة شاملة ومكتملة وجاهزة للحوار والنقاش، من أجل الوصول إلى اتفاق يجمع عليه الكل الفلسطيني لوضع الآليات لمواجهة العدو الإسرائيلي.

وأضاف الصواف، « إن لم يتحرك الكل الفلسطيني فإننا سنعيش فترة من التيه والضياع »، مؤكداً ضرورة وضع أسس واستراتيجية يتم الاتفاق عليها.

وتابع، « لا يوجد أي مبادرة مقدسة، والمبادرة أرضية للحوار والنقاش، ورفض المبادرة من اللحظة الأولى هو رفض للحوار ».

من جانبه قال النائب والأكاديمي أحمد الوادية، إن بند إلغاء اتفاق أوسلو يعد من أهم البنود التي طرحتها المبادرة، لأن هذا البند له علاقة بإدارة الصراع ككل.

وطالب الوادية، بضرورة عقد نقاشات عميقة قبل الخوض في هذا البند بشكل أساسي، وذلك لحساب ماذا سيترتب عليه من الناحية السياسية والقانونية في حال توجه الفلسطينيين إلى إلغاء اتفاق اوسلو.

وفي ذات السياق أكد الكاتب والمحلل السياسي ثابت العمور، أن أهم النتائج الكارثية لاتفاق اوسلو كان ابتلاع السلطة الفلسطينية لمنظمة التحرير.

ولفت العمور إلى ضرورة إعادة بناء منظمة التحرير بشراكة فلسطينية على أساس الوحدة الوطنية الحقيقية، مضيفاً « إذا ما استطعنا إنجاز ذلك، فإن باقي الملفات والنقاط يمكن تسويتها ».