قائمة الموقع

خبر قتل ديني - هآرتس

2016-11-15T10:11:27+02:00
فلسطين اليوم

بقلم:ب. ميخائيل

قتل سياسي؟ غير سياسي؟ هل حرض بيبي؟ لم يحرض؟ الجدال مشتعل. وهو يشتعل كل سنة.

في السنوات القادمة سنجد اشخاص مثل بيتان يزعمون بتحمس أن قتل رابين كان في اطار تصفية الحسابات على خلفية رومانسية. أو مجرد تحييد محق لأن لدى القتيل كانت سكين سويسرية.

وفي الوقت الحالي تغيب الخلفية الحقيقية للقتل، تبتعد عن النقاش المشتعل ولا أحد يتناولها.

من الجدير اذا التصميم والتذكير: إن قتل رابين كان على خلفية دينية. قتل من اجل السماء. قتل بسبب الاساءة لحرمة الله.

مسموح توجيه اصبع الاتهام لقادة اليمين ايضا. لكنهم يتحملون هذه المرة مسؤولية هامشية. تحريضهم الاعتيادي يمكن أن يدفع اشخاص الى القاء قنبلة في مظاهرة أو اطلاق النار على العمال أو اخراج غضبهم على الفلسطينيين في الشوارع. لكن القتلة من النوع المقدس، القتلة الصدّيقين من نوع غولدشتاين والخلايا السرية ويغئال عمير ليسوا من النوع الذي يحتاج الى تحريض اليمين. فلديهم محرض ناجح أكثر: إله الوصايا.

 

          مع كل التقدير لقدرة التحريض لدى نتنياهو وامثاله يجب أن نعترف: لم يكن عمير جنديا تابعا لهم، بل كان جنديا تابعا للحاخامات. اولئك حاخامات الله الذين يسمحون باسم الله وباسم التفسير البدائي للدين ببث الكراهية والتحريض على القتل. فقط منهم يمكن أن يأتي قاتل كهذا. قاتل يؤمن بأنه يطبق بذلك رغبة الله في السماء.

 

          مخاض القتل المقدس ايضا بحاجة الى اعادة انعاش. في 11 حزيران 1967 ولدت ارض اسرائيل الكاملة. المناطق، القبور، الانبعاث، المسيح المخلص، وعد الله لابراهيم، أوامر الابادة، الوراثة والانتقام – كل ذلك تجاوز فجأة واصبح قابلا للتطبيق. الوحش الحريدي ولد والعنوان سجل على الجدار.

 

          لكن أحد لا يريد قراءة ذلك.

 

          في كانون الثاني 1993. « اتحاد الحاخامات من اجل شعب اسرائيل وارض اسرائيل » قام باصدار « القصاص بالقتل » للمرة الاولى: « كل من يتهاون في منع اتفاق اوسلو يتحمل المسؤولية ». وهذا معناه ضرورة تطبيق القصاص بالقتل، وكل حريدي يعرف ذلك.

 

          في تموز 1995 تم اصدار فتوى تمنع اخلاء المستوطنات و« اعطائها للغرباء »، وهذا أخطر من القصاص بالقتل.

 

          في 4 تشرين الثاني 1995. وجد من فهم الاشارة. وقام يغئال عمير بقتل اسحق رابين.

 

          الى الآن ليس هناك من يقرأ العنوان على الحائط.

 

          حزيران 2000. مجلس « يشع » ينشر بيان: « سيدي رئيس الحكومة، أنت تريد اعطاء السكان ليصبحوا تحت سيطرة الشرطة الفلسطينية ». مرة اخرى تعود الفتوى.

 

          تشرين الاول 2000. في اجتماع « اتحاد الحاخامات » يعلن اليكيم لبانون بأنه « حان الوقت لأخذ زمام الامور والعودة الى فترة الملك داود... واقامة سيادة. تكون الحكومة الحقيقية لشعب اسرائيل ». هذه دعوة واضحة وفتوى واضحة.

 

          حزيران 2003. « اتحاد الحاخامات » عاد ونشر « القصاص بالقتل ». هذه المرة من اجل « خريطة الطريق ». ومع ذلك لا أحد يقرأ العنوان.

 

          تشرين الثاني 2016. الخلايا السرية العلنية تستمر في العمل وفي التعاظم والسيطرة. ولا تكلف نفسها اخفاء نواياها من اجل تنصيب كهنتها وتحويلهم الى وحوش.

 

          هذا هو ما يفعلونه منذ خمسين سنة في الوقت الذي نجادل فيه بيتان وبيبي.

 

اخبار ذات صلة