خبر تذكرة باتجاه واحد - هآرتس

الساعة 10:10 ص|15 نوفمبر 2016

فلسطين اليوم

بقلم:نحاميا شترسلر

اشتريت تذكرة باتجاه واحد. فعلت ذلك بعد أن سمعت محللين محترمين (توقعوا نتائج الانتخابات بالضبط) يحللون بالازميل الحاد انتصار دونالد ترامب. وقالوا إن ما هو متوقع للولايات المتحدة وللعالم كله هو مستقبل أكثر سوادا من السواد بسبب السلطة الديكتاتورية التي ستقضي على الحرية والمساواة. « لقد سقطت الديمقراطية »، قالوا، لكن هناك أمل، « هتلر نفسه هزم في النهاية ». ولأنني لا أريد أن أعيش في عالم يسيطر عليه هتلر فقد اشتريت تذكرة الى المكان الأبعد على الاطلاق، الى المريخ.

إن جهود تحويل انتخاب ترامب الى أمر غير شرعي تجاوزت الحدود والقارات. عندنا في الصفحة الاولى في صحيفة واسعة الانتشار كتب « تحليل التصويت يظهر حقيقة أن 18 في المئة فقط من الامريكيين انتخبوا ترامب ». 18 في المئة؟ الشخص البسيط الذي يقرأ كلمة « امريكيون » يفهم أن الحديث يدور عن « المصوتين الامريكيين ». وعندها يكون متأكدا من أن ترامب قد سرق السلطة. المسألة هي أن 18 في المئة هو معطى صحيح. اذا أخذتم 60 مليون صوتوا لترامب وهي نسبة 18 في المئة من 325 مليون مواطن امريكي. ولكن ما علاقة ذلك؟ وبنفس القدر كان يمكن القول إن 1 في المئة من سكان العالم قد صوتوا لترامب.

محلل بارز في التلفاز قال حتى اللحظة الاخيرة إن هيلاري كلينتون ستفوز، أعلن بحزن ويأس أن من يتحمل المسؤولية هو « طريقة الانتخابات المشوهة ». صحيح أن كلينتون حصلت على اغلبية الاصوات، لكن كيف يعقل أنه قبل نشر النتائج كانت الطريقة مناسبة؟ لأن من يؤيدون كلينتون كانوا على ثقة بأن الطريقة في صالحها. هناك ايضا سبب عميق لطريقة « المنتصر أو الفائز يأخذ كل شيء »، الآباء المؤسسون للولايات المتحدة أرادوا استقرار السلطة، واضطروا للخضوع لضغط الولايات الصغيرة التي ارادت ان يصل المرشحون اليها من اجل اقناع سكانها. لذلك وضعت الطريقة الحالية التي تضمن الاستقرار على حساب التمثيل. إنها طريقة تناسب أمة كبيرة مركبة من اتحاد فيدرالي بين خمسين ولاية. مبادئها تشبه الطريقة المعتمدة في بريطانيا. هل هناك ايضا لا توجد ديمقراطية؟.

 

          هناك محللون اتهموا « ويكيليكس » بخسارة كلينتون. لماذا قالوا إن كلينتون فاسدة، قبل الانتخابات؟ كلينتون نفسها اتهمت الـ اف.بي.آي. وقال آخرون إن « الخوف تغلب على المنطق »، وأن « العاطفة انتصرت على القيم ». ما هذا التعالي المقرف. وحسب ذلك، فان مصوتي ترامب يعملون فقط حسب العاطفة وهم غير قادرين على التفكير بمنطق. إنهم ببساطة اغبياء أو محرضين.

 

          محلل آخر كتب إن بشار الاسد مسرور في اعقاب « نزول قرن الولايات المتحدة في العالم وتقليص تدخلها »، هذه هي الذروة. إن من أنزل قرن الولايات المتحدة في العالم هو براك اوباما، حيث كلينتون هي مواصلة لطريقه، هو الذي حصل على قوة عظمى واعادها مثل ورقة جافة. طبق سياسة خائفة وانعزالية، وانسحب من كل موقع. بما في ذلك سوريا. وترك السيطرة في الشرق الاوسط لبوتين. كيم كونغ أون سخر منه وكذلك نتنياهو وباقي زعماء العالم.

 

          صحيح أن ترامب قال امور متطرفة ومستفزة خلال الحملة الانتخابية. ولكن من الصبياني مناقشة ذلك. الجميع يعرف أنه غير مجرب. وهذا لا يعني أنه غير قادر على التعلم. والجميع يعرف ايضا أنه قال امور مختلفة للقطاعات المختلفة من اجل الحصول على الاصوات. ولكن ما الجديد في هذا؟ مناحيم بيغن ايضا قال قبل الانتخابات إنه لن يوافق ابدا على اخلاء يميت، لكن فيما بعد قام باخلاء يميت وكل سيناء.

 

          في هذه الايام يغير ترامب طريقته، اصبح اكثر اعتدالا واكثر تصالحا واكثر رسمية. إنه يقدم اليوم مواقف عقلانية، كما كان واضحا لكل من يفهم القليل من السياسة، مشكلتني هي تصريحاته المستفزة تجاه المهاجرين والنساء. وعلى ذلك يجب عليه الاعتذار وأن يفتح صفحة جديدة.

 

          في جميع الاحوال، المركب الفضائي الى المريخ سيقلع عما قريب، فهل ستأتون؟.

 

كلمات دلالية