خبر لن يكون جيداً - هآرتس

الساعة 11:43 ص|13 نوفمبر 2016

فلسطين اليوم

لن يكون جيداً - هآرتس

بقلم:روغل ألفر

 (المضمون: يردد اليساريون في اسرائيل اغنية « سيكون جيدا » وهم لا يدركون ما الذي يرددونه - المصدر).

« سيكون جيدا »، هذا هو النشيد الوطني لليسار الاسرائيلي. منذ 40 سنة تقريبا، منذ 1978 واليسار يردد هذه الاغنية في وقفاته واحتجاجاته، وايضا في ميدان رابين قبل اكثر من اسبوعين، غناه دافيد بروزا مع الغيتار والجمهور الذي حفظ الكلمات عن ظهر قلب، التي كتبها يونتان غيفن، غنى معه. الاغنية تعبر عن الامل الأبدي، الذي يتجاوز الزمن، لليساري الاسرائيلي حول السلام وايمانه أن السلام سيأتي أخيرا. كيف سيأتي السلام؟ ما الذي يمكن فعله من اجل ضمان أن يكون الوضع جيدا؟ لا شيء.

« سيكون جيدا » هو مثل اليسار الاسرائيلي تزييف كبير. اليساري الاسرائيلي الذي يغني « سيكون جيدا » هو ضحية تترحم على نفسها. هناك اعتقاد بأن هذه اغنية احتجاج. ولكن ليس هناك احتجاج في الاغنية، فقط شخص ينظر من نافذته. يطل على الواقع. هذه هي العلاقة التي يقيمها مع الواقع الذي يتمنى تغييره. إنه يراقب الواقع من الجانب ويعبر عن أمنياته. ولا يخطر بباله فعل شيء سوى الشكوى. هذا هو موقعه بالنسبة للعالم. إنه نشيد مشتكين. اغنية تسليم بالواقع السيء. اليساري الحزين يجد المؤازرة في احضان حبيبته، إنه لا يخرج الى الشوارع ولا يحرق الاطارات ولا يفرض حقائق على الارض ولا يُحدث ثورة. اغنية الاحتجاج من المفروض أن تعلن أنه لا يمكن السكوت على ضوء الوضع السيء. ولكن اليساري هو ايضا سيء. وكأنه سيصبح جيدا بنفسه.

في البيت الاكثر اهمية نسمع « ها قد جاء رئيس مصر »، « هذه بداية البيت »، « كم سررت من ذلك، الاهرامات في العيون والسلام في افضل صوره ». اليساري السيء هو شخص ساذج. « كم سررت من ذلك »، كما يعترف، فرح من ذلك مثل طفل. والاهرام في العيون مثل حبة الحلوى. الرئيس المصري مثل الهندي في قصص المغامرات، ومقارنة العرب بالهنود واضحة هنا تماما.

هذه اللحظة الحاسمة في الاغنية. نحن اليساريون قلنا للرئيس المصري تعال نصنع السلام ونعيش مثل الأخوة. أي اننا مددنا أيدينا للسلام، نحن جيدون. أما هو، فبدل أن يوافق وضع الشروط والمطالب: « اخرجوا فقط من المناطق »، أي مناطق تتحدث عنها الاغنية؟ سيناء. اليساري مثل رافضي السلام من نوع اسحق شمير وغيئولا كوهين في حينه، يعارض اخلاء سيناء. وهذا غريب. إنه محبط. الرئيس المصري سبب الحزن وخيب الآمال لأنه طلب من الاسرائيليين الانسحاب من المناطق. والرد الفوري لليساري هو الاحتجاج والقول « سيكون جيدا ». سيكون جيدا في يوم من الايام، في آخر الايام، حينما يصبح الهنود جيدون مثلنا، حينما يتوقفون عن سرقة اراضينا.

عندما يغني اليساريون « سيكون جيدا » في العام 2016، فالمناطق هي مناطق أبدية، عامة. يبدو أن جميع الاسرائيليين الذين يرددون « سيكون جيدا » لم يعطوا رأيهم أبدا بأن الحديث هو عن نص يميني واضح يعارض انسحاب اسرائيل من المناطق، أي مناطق، بغض النظر عنها كشرط للسلام. هذا قيل في الاغنية واليساريون يغنون مثل قطيع غبي لا يفهم ما يقول.

كلمات دلالية