خبر التحريض يتسلل- هآرتس

الساعة 11:33 ص|13 نوفمبر 2016

فلسطين اليوم

التحريض يتسلل- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

سحابة سامة من الكراهية تحوم فوق أجزاء واسعة من المجتمع الاسرائيلي. ثمة سياسيون يرعونها ويرتزقون منها، كثيرون آخرون يسكتون عنها. وأحد المظاهر الملموسة لذلك هو اغلاق المجال العام في وجه كل من لا يسير على التلم، من كفيلة أقواله أن تهز الواقع المعروف، ذاك الذي يديره حتى التعب اولئك السياسيون وجوقاتهم، أو على الاقل يؤدي الى اعادة تفكير اخرى فيه.

التحريض من فوق يتسلل الى الميدان، ونتائجه يمكن أن نراها في السنة الاخيرة حتى في الكيبوتسات والموشافيم التي تدور فيها صراعات على مجرد الحق في دعوة منظمة « نحطم الصمت » الى النادي المحلي. وبين الادعاءات المعروفة ضد المنظمة احتل مكان الشرف جانب جديد: الادعاء بان الحفاظ على « وحدة الجالية » يستدعي الغاء اللقاء العام ونقله الى بيت خاص. وبشكل عام، كما يزعم احيانا، يفضل الا يتم مثل هذا الحدث في بلدة صغيرة.

هكذا كان مثلا في موشاف غان ياشيا في سهل حيفر. فالمناقشات التي جرت في الاشهر الاخيرة في لجنة الموشاف (قرية زراعية)، التي قررت منع استخدام نادي البلدة، تسمح لنا باطلالة على سياقات اوسع بكثير. فالصوة التي ترتسم للانغلاق والانبطاح باسم حماية « النسيج الاجتماعي » – تهز السكينة. وبين المبررات التي طرحت: الجالية « ليست ناضجة لاسماع كل الاراء »، دور اللجنة هو « تعزيز الوحدة » وأيضا « النادي يجب أن يكون للنشاطات المفرحة والموحدة فقط ». ادعاءات مشابهة طرحت أيضا على من دعوا « نحطم الصمت » في كيبوتس شبايم: يجب الحفاظ « على الهدوء في الدروب » و « السلام بيننا أهم ».

في غان ياشيا، كان مآل المحاولات لاقناع اللجنة بان ليس لها صلاحيات لان تقرر حدود الخطاب الجماهيري ان ترد المرة تلو الاخرى. وفقط في اعقاب رسالة من جمعية حقوق المواطن تذكر بان القرار يتعارض وقرار لحكمة العليا، وافقوا هناك على اعادة النظر في الموضوع. في بعض الكيبوتسات وصل الموضوع الى الحسم في مؤسسات البلدة. وحتى لو كان تقرر في نهاية الامر اقرار الاستخدام للمجال العام، فقد خلفت المعارك الداخلية « اثرا مبردا »، في أعقابه سيفضل الكثيرون التخلي بهدوء في المستقبل وعدم « التورط » في معارك سياسية.

ان الخوف من « المس بمشاعر السكان » لا يمكنه أن يبرر حظر النشاط السياسي في المجال العام أو استخدام البنية التحتية العامة. فحق التعبير لا يمكنه ان يحفظ للاجماع فقط. والقرار بالانغلاق في تخومه والقتال ضد كل من يخرج عنه يدل اساسا على الخوف والضعف. هذه لحظة اختبار: بعد أن أعلنت الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو الحرب على حرية التعبير، محظور على المعسكر المدني ان يفشل في الدفاع عنه. 

كلمات دلالية