خبر رغم ترامب- هآرتس

الساعة 11:21 ص|13 نوفمبر 2016

فلسطين اليوم

رغم ترامب- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

النجاح الكبير لدونالد ترامب في الانتخابات لرئاسة الولايات المتحدة، لم يساهم في تعظيم مكانة الديمقراطية الليبرالية في العالم ولم يضف لها الكثير من الثقة بالنفس. ولكن الحقيقة الاكثر اثارة للاهتمام أن حدثا اصاب العالم كله بالذهول وقع في فترة سلام، هدوء واستقرار نسبي.

صحيح أنه توجد مشاكل اقتصادية واجتماعية صعبة، ولكنها ليست كارثية: معدل البطالة في الولايات المتحدة مريح جدا مقارنة بالاتحاد الاوروبي، النمو منخفض ولكنه موجود والتضخم المالي مكبوح الجماح. صحيح أن الاغنياء يزدادون غنى والفقراء لا يعانون اقل، ولكن لا يوجد اي وجه شبه مع الوضع الذي كان موجودا في اوروبا بعد الحرب العالمية الاولى، والتي تحيي اليوم 98 سنة على انتهائها، عندما انهارت الديمقراطية الليبرالية، هكذا قالوا، بسبب الازمة غير المسبوقة للزمن اياه.

ان سبب انتخاب ترامب يمكن أن نجده في أن الديمقراطية الليبرالية هي قبل كل شيء ثقافة سياسية عقلانية تقوم على اساس الاجماع ألا تحطم أي طبقة اجتماعية وأي مجموعة القواعد، وان يحاول الجميع الوصول الى قاسم مشترك معقول. اما ترامب فقد أثبت بان هذه الثقافة السياسية يمكن اختراقها ليس فقط حين ينشأ وضع يعود فيه ملايين الاشخاص من ميدان المعركة أو يفقدون مصادر رزقهم بل في فترة عادية جدا. كل ما يحتاج اليه هو فهم غريزي للقوى المحركة للانسان في المجتمع.

يمكن للديمقراطية ان تعيش عندما يفكر المواطن في اعتباراته تفكيرا عميقا ويتخذ قراراته حسب اعتبارات المنفعة. غير أنه مثلما اثبت ترامب، ليس للسياسة العقلانية ذات القوة التجنيدية التي لتحفيز الغرائز، الاحاسيس، المخاوف والكراهيات. فسياسة الغرائز ستكون في الغالب أقوى من السياسة القائمة على حكمة المواطن الناخب. ان للهوية الثقافية والقبلية قوة تجنيد أقوى من التوجه نحو الهوية العموم إنسانية.

ولكن محظور أن يشكل انتخاب ترامب مثابة دليل على انعدام جدوى الديمقراطية الليبرالية. العكس هو الصحيح. فعلى خلفية الشكوك والمخاوف بالذات، ينبغي مواصلة الكفاح في سبيل القيم الليبرالية والديمقراطية وحمايتها من كل شر. 

كلمات دلالية