خبر الخارجية « الإسرائيلية » تتكهن بأن ترامب سيقلص تدخل واشنطن في الشرق الأوسط

الساعة 08:17 ص|12 نوفمبر 2016

فلسطين اليوم

واصلت صحف نهاية الأسبوع تعقب نتائج الانتخابات الامريكية، ومحاولة استقراء السياسة التي سينتهجها الرئيس المنتخب دونالد ترامب، قياساً بما صدر عنه من تصريحات خلال المعركة الانتخابية، ومدى كونها ملائمة الان بعد انتخابه، وامكانية تحقيقها، خاصة وأنها تتعارض مع سياسات امريكية تقليدية، وتتعارض مع مواقف القوى العظمى الأخرى على الحلبة.

وبالطبع يجري التركيز في الصحف « الإسرائيلية » حول السياسة التي يمكن لترامب اتباعها في الموضوع الاسرائيلي الفلسطيني، بشكل خاص، في ضوء ما صدر عنه او عن مستشاريه للشؤون الاسرائيلية خلال الحملة الانتخابية.

في هذا الصدد، تتناول صحيفة « هآرتس » بشكل موسع، وثيقة التكهنات التي اعدتها وزارة الخارجية الاسرائيلية، والتي تعتقد بأن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، سيقلص تدخل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط عامة، وفي الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني خاصة.

وتؤكد هذه الوثيقة التي اعدها قسم الاستخبارات في وزارة الخارجية، وتم توزيعها، امس الاول (الاربعاء) على السفارات الاسرائيلية في انحاء العالم، ان تصريحات ترامب في موضوع عملية السلام خلال الحملة الانتخابية، لا تدل على سياسة متماسكة.

وجاء في الوثيقة انه « في اطار اهتمامه المقلص بالمسائل الخارجية، لا يعتبر ترامب الشرق الاوسط استثمارا صحيحا، ومن المتوقع ان يسعى الى تقليص التدخل الامريكي في المنطقة. هذا الى جانب التزامه بمواصلة محاربة تنظيم داعش، ومواصلة دعم ادارته لزخم المعركة الدائرة على مدينتي الموصل في العراق والرقة في سورية ».

واضافت الوزارة في وثيقتها ان « العملية السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين ليست مطروحة في مقدمة جدول اولويات ادارة ترامب، ويمكن الافتراض بأن هذا الموضوع سيتأثر بالطاقم المحيط به، ومن التطورات الميدانية. تصريحات ترامب لا تدل، بالضرورة، على سياسة متماسكة في هذه المسألة. فمن جهة اعرب عن دعمه للمستوطنات ونقل السفارة الى القدس، لكنه قال في تصريحاته الأخيرة انه سيكون محايدا وان على الاطراف التوصل الى صفقة بينها ».

وتحت عنوان « ادارة ترامب – ملاحظات اولية »، تحاول وثيقة التقييم التي اعدها مركز الدراسات السياسية في وزارة الخارجية، تحليل كيف ستبدو سياسة ترامب امام العالم عامة، وامام الصين وروسيا واوروبا، خاصة، وكذلك على الحلبة الداخلية الامريكية. الرسالة الأساسية في الوثيقة، والتي تمثل موقف القيادة المهنية في وزارة الخارجية، هي ان ادارة ترامب قد تقود سياسة انعزالية. وتتضمن الوثيقة تقييما يعتقد بان بداية ولاية ترامب ستتميز بمحاولة عزل نفسه عن السياسة الخارجية لبراك اوباما، لكنه بعد ذلك بالذات، من المتوقع ان يرجع الى سياسة الرئيس المنتهية ولايته والتي تقول ان على الولايات المتحدة وقف التصرف وكأنها الشرطي العالمي.

« دخول ترامب يتوقع ان يعيد تعريف دور الولايات المتحدة على الحلبة الدولية. ترامب سيشكل تحديا للمنظومة الدولية على خلفية صعوبة معرفة ما هي مواقفه واهتمامه المحدود بالمسائل الخارجية... يصعب تمييز موقفه على خلفية تصريحاته المتناقضة.. لكن الخط الذي يميز ادارته يشير الى ميله نحو الانعزال وتخفيف عبء التدخل على الحلبات الخارجية ».

ويؤكد المركز في وثيقته ان ترامب، كرجل اعمال، يحلل المسائل حسب مقياس الربح والخسارة. وكتب معدو الوثيقة انهم يتوقعون تركيز سياسته الخارجية على المصالح الامريكية الفورية والضيقة، بدل ان تنبع من وجهة نظر واسعة وشاملة. كما كتب في الوثيقة ان « ترامب اعرب عن مواقف متضاربة في مسائل رئيسية، وليس واضحا ما اذا كان ذلك يعكس سياسة عملية. حسب تقديرنا، فان معرفة ترامب المحدودة بالحلبات الخارجية ستولي اهمية للطاقم الذي سيحضره معه الى البيت الأبيض، والذي سيكون له تأثيره الواسع على تحديد السياسة الخارجية الامريكية ».

وحسب وثيقة وزارة الخارجية، فان ترامب يرى في روسيا شريكة للحوار المحتمل، خاصة في كل ما يتعلق بالحرب الأهلية السورية. ويذكر رجال وزارة الخارجية في هذا السياق، بان ترامب اعرب عن دعمه الملموس للإبقاء على نظام الأسد والعمل من اجل اظهار القوة الأمريكية امامه. وفي كل ما يتعلق بإيران، كتب رجال الخارجية بأن ترامب انتهج خلال الحملة الانتخابية خطا مناقضا، حيث عارض الاتفاق النووي واطلق تصريحات متناقضة بشأن الالتزام بالاتفاق في حال انتخابه، لكنه امتنع في نهاية الحملة عن الدعوة الى الغاء الاتفاق.

وتتطرق وثيقة التقييم الى تعامل ترامب مع الدول الحليفة في العالم. « من شأن نظرته كرجل اعمال، ان تقود الى تغيير العلاقات الدولية لأمريكا والتأثير على نشاطه على  الحلبة المتعددة الأطراف. ترامب لا يرتدع عن اعادة النظر في نشر قوات امريكية في العالم، والدعوة الى اعادة النظر في الدور الامريكي في الناتو، والتراجع عن بعض اتفاقيات التجارة الدولية التي وقعتها الولايات المتحدة ».

وبشأن السياسة الداخلية لترامب بعد دخوله الى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني، اشار رجال وزارة الخارجية الى ان نتائج الانتخابات قد تجر الولايات المتحدة الى ازمة داخلية ملموسة ومن ثم الى تغيير وجهي الحزبين الديموقراطي والجمهوري.

وحسب الوثيقة فان « انتصار ترامب كشف التيارات العميقة في المجتمع الامريكي والتذمر والتحفظ من المؤسسة الحاكمة في واشنطن والقيم التي يمثلها الرئيس اوباما. توقع الديموقراطيين بالانتصار اعتمد على الوجه المتغير لأمريكا وعلى دعم مجموعة الاقليات لأوباما. لكن هذا التوقع خاب في اعقاب نسبة التصويت المتدنية بين الاقليات وقدرة ترامب على تحريك مجموعات مضادة تركبت في الأساس من رجال بيض.. الانقسام الذي تكشف بكامل قوته في الانتخابات قد يتصاعد. ليس من الواضح ما اذا كان ترامب يستطيع او يريد مواجهة تحدي العلاج الاجتماعي المطلوب – خاصة في ضوء تصريحاته السيئة خلال الحملة الانتخابية ».

وأضاف رجال وزارة الخارجية، انه من المتوقع في الحزبين اجراء حساب مع النفس في اعقاب الانتخابات. على الرغم من ان الفوز في الانتخابات قد يؤخر ذلك لدى الجمهوريين. « الحزب الجمهوري يتميز بالفجوات بين مواقف المؤسسة الحزبية ومواقف الرئيس المنتخب. ليس من الواضح ما اذا كان يمكن توحيد الصفوف. ما زال من المبكر التحديد كيف سيختار ترامب التعامل مع المؤسسة الجمهورية التي تنكر له الكثير من قادتها.. لكن قلة خبرته السياسية يمكن ان تضطره للتعاون معهم ». في الجانب الثاني من الخارطة السياسية، يعتقد رجال الخارجية الاسرائيلية، انه يتوقع في اعقاب الانتخابات تعزز الجناح اليساري في الحزب الديموقراطي، والذي يقوده برني ساندرس واليزابيث وورن.

كلمات دلالية