خبر ترامب «يحب» الإسرائيليين: شعاع الأمل

الساعة 06:39 ص|12 نوفمبر 2016

فلسطين اليوم

حلمي موسى 

بعث الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، برسالة خاصة عبر صحيفة «إسرائيل اليوم» لعموم الإسرائيليين تقول: «أحب وأحترم إسرائيل ومواطنيها» واعتبرها «شعاع الأمل لأناس كثيرين».

ورغم فرحة اليمين الإسرائيلي بفوز ترامب والإيمان بأن عهداً جديداً سيستمر لعقود يفتح آفاقاً أمام إسرائيل، إلا أن وزارة الخارجية الإسرائيلية حذرت من أن تغييراً جوهرياً كبيراً، لن يحدث.

وقد انفردت صحيفة «إسرائيل اليوم» التي يموّلها الملياردير اليهودي الأميركي اليميني شلدون أدلسون الذي ساهم كثيراً أيضاً بتمويل انتخاب ترامب، بنقل رسالة الرئيس المنتخب إلى عموم الإسرائيليين.

وقال ترامب في رسالته: «أنا أحب وأحترم إسرائيل ومواطنيها. وإسرائيل والولايات المتحدة تتقاسمان الكثير جداً من القيم المشتركة، مثل حرية التعبير، حرية العبادة والأهمية المنسوبة لخلق الفرص لمصلحة كل المواطنين لتجسيد أحلامهم. وأنا أنتظر تعزيز العلاقة غير القابلة للقطع بين أمتينا الكبيرتين. أنا أعرف جيداً أن إسرائيل هي الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط والمدافع الوحيد عن حقوق الإنسان، وأنها تخدم كشعاع نور من الأمل الكثير من الناس، وأنا أؤمن أن إدارتي يمكنها أن تلعب دوراً مهما في مساعدة الطرفين على تحقيق سلام عادل ودائم، ينبغي أن يتحقق عبر مفاوضات بين الطرفين نفسيهما وأن لا تفرض عليهما من جانب الآخرين، فإسرائيل والشعب اليهودي يستحقان ذلك».

وقالت الصحيفة إن هذا البلاغ الخاص من الرئيس المنتخب جاء بعد ساعات قليلة من لقائه مع الرئيس الحالي باراك أوباما.

على كل حال، نزل كلام ترامب على قلوب اليمين الإسرائيلي المتطرف برداً وسلاماً. ومعروف أن العديد من قادة اليمين اعتبروا أن انتصار ترامب هو انتصار لهم. وأكثرت الصحف من الإشارة إلى علاقات ترامب بيهود وبإسرائيليين.

ونقلت عن واحدٍ منهم، وهو رجل الأعمال الإسرائيلي يعقوب شوحم، الذي وصفته بأنه أحد القلائل من الإسرائيليين ممن يعتبرون أصدقاء حميمين لترامب، قوله إن الرئيس المنتخب صديق حقيقي لإسرائيل وإنه بات للدولة العبرية «صديق في البيت الأبيض».

وبحسب الصحف الإسرائيلية، فإن علاقة ترامب باليهودية لا تنتهي بتهوّد ابنته إيفانكا، التي تزوجت من اليهودي غارد كوشنر، فعلاقته وثيقة جداً بشوحم، وهو أيضاً من كبار المتبرعين لحملته الانتخابية، ويصفه بأنه «رجل حكيم وصاحب نكتة».

وروى شوحم أنه تحادث مراراً مع ترامب حول إسرائيل ورئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، وقال إن «ترامب يحب جداً نتنياهو، وقال لي: اسمع، نتنياهو رجل وإسرائيل بحاجة إلى شخص قوي. وأنا أفهم أن عندكم تحالفات بين كل صنوف الأحزاب وتحتاجون أحياناً للتراجع، ولكنّي أحب أن يكون من يجلس في القمّة قويا، وهذا هو شعار ترامب في علاقاته التجارية، إنه يسمح للكثير من مديريه بالقيادة لكنه في النهاية من يتخذ القرار».

ورداً على سؤال، هل يمكن القول الآن إن لإسرائيل صديقا في البيت الأبيض قال شوحم، «بشكل جازم، وآمل أنه بسبب كونه موالياً لإسرائيل يمكنه أن يضع كل ثقله ليجبر إسرائيل على اتخاذ خطوات مع الفلسطينيين. إنه مؤهل لفعل ذلك. وهو يملك الصلاحية». وأكد شوحم أنه لم يسمع أبدا من ترامب أي كلمة انتقاد لإسرائيل.

من جهة أخرى، كشفت «يديعوت» عن تقرير سري أعدّه مركز الأبحاث السياسية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، يوضح أن ترامب لا يرى في الشرق الأوسط «استثماراً حكيماً» وأن هذا قد يقود إلى تقليص التدخل الأميركي في شؤون المنطقة.

وتنقل الصحيفة عن التقرير الذي أعده يحيعام بروت وليران باينفل قوله إن «المسيرة السلمية لا تقف على رأس سلم أولويات الإدارة الأميركية الجديدة».

وبحسب يديعوت، فإن «الرسالة المركزية في التقرير هي أن تصريحات ترامب تدل على رغبته في التركيز على التحديات الداخلية، وبالتوازي تعزيز المكانة الدولية للولايات المتحدة».

وتضيف: «أن الخط الذي تتميز به إدارة ترامب، يشير إلى ميل للعزلة الأميركية والرغبة في تقليص عبء التدخل في الساحات الخارجية. ورغم رغبته في تمييز نفسه عن إدارة أوباما، فإن بعض المزايا من مذهب الرئيس المنصرف ستواصل مصاحبة إدارة ترامب، مثل التحفظ على دور الشرطي العالمي».

ويشدد التقرير على أن تصريحات ترامب طوال حملته الانتخابية كانت تؤكد تأييد إسرائيل من دون تحفظ. ومع ذلك، فإنه بين حين وآخر كان يطلق تصريحات متناقضة، فمن جهة، كان أعلن أن على إسرائيل أن تدفع ثمن المساعدات العسكرية التي تتلقاها من الولايات المتحدة، ومن جهة أخرى قال إن المساعدة العسكرية لإسرائيل هي «استثمار ممتاز».

وفي وثيقة السياسات التي نشرها مستشارو ترامب لشؤون إسرائيل، قيل إن اتفاقية المعونة الأمنية هي خطوة أولى وجيدة وإن الاتفاق لا يمنع الإدارة ولا الكونغرس من توسيع هذه المعونة، أكثر من المبلغ المحدد.

ووفق التقرير، فإن العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين ليست على رأس أولوياته ولكنه لا يملك نظرة مرتبة. فقد أعرب عن تأييده نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس وأيد حق إسرائيل في بناء المستوطنات. ومع ذلك أعلن في تصريحات مناقضة أنه سيكون وسيطاً نزيهاً في المسألة وأنه يعتقد أن على الطرفين عقد «صفقة» بينهما. كذلك يشير التقرير إلى أن تصريحات ترامب بشأن الاتفاق النووي كانت متناقضة بين توجيه الانتقادات له إلى الامتناع عن المطالبة بإلغائه من جهة أخرى.

كلمات دلالية