خبر فرحة مبكرة -معاريف

الساعة 11:05 ص|10 نوفمبر 2016

فلسطين اليوم

بقلم: يوسي ميلمان

(المضمون: اذا ما، وهذه اذا كبيرة، حاول ترامب رغم المصاعب تحقيق تصريحات الانتخابية بشكل وبشأن اسرائيل بشكل خاص، وبلورة سياسة موحدة في الشرق الاوسط من شأنه أن يجد نفسه على مسار صدام غير مسبوق مع كل الدول العربية ومع ايران - المصدر).

يمكن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ان يربت لنفسه على الكتف بفضل « أم كل الاختراعات ». فقد بدأ هو ميل القرن الـ 21 والذي يسيطر فيه زعماء منافقين على دولهم في انتخابات ديمقراطية حرة ويغيرون اتجاهها.

في اعقاب نتنياهو يسير رئيس تركيا رجب طيب اردوغان، عملية خروج بريطانيا من الاتحاد، والان دونالد ترامب في الولايات المتحدة. من التالون في الدور؟ بارين لا بن اذا انتخبت رئيسة لفرنسا في السنة القادمة؟ ايطاليا؟ هولندا؟

مع كل الفروق بين الزعماء والسياقات في البلدان المختلفة، فان القاسم المشترك بينها هو الخطاب الحماس، القومي المتطرف، والذي يختلط بحقن دينية. الاحتقار للسلام السياسية، كراهية الاخر، التحريض ضد الاجانب، سياسة الشرخ والفصل و « خلق » دائم لاعداء حقيقيين أو وهميين من الداخل ومن الخارج. من هذه الناحية نتنياهو هو فنان. فقد كان الزعيم الغربي الاول – منذ انتخابه في 1996، الذي لاحظ كراهية الكثيرين في المجتمع تجاه النخب ووسائل الاعلام التقليدية، استخدمها كأداة سياسية واستغل مخاوف الضعفاء والفقراء في بلدات المحيط. ليس مهما على

الاطلاق ان نتنياهو، مثل ترامب، هما نتاج لتلك النخب وترعرعوا في بيت عائلات ذات ثراء وامتيازات.

لقد سارع نتنياهو ووزراء الحكومة ليس فقط لتهنئة ترامب بل وايضا للفرح. فهم يرون بالرئيس المنصرف براك اوباما عدوا، رغم سجله من الدعم الدبلوماسي الذي لا ينقطع لاسرائيل، التعاون الاستخباري والمساعدات الامنية السخية التي لا مثيل لها. لنتنياهو ووزرائه في اليمين توجد توقعات عالية من الرئيس المنتخب.

لقد سارعوا الى ذكر واقتباس تصريحات ترامب في حملة الانتخابات والتي وعد فيها بنقل السفارة الامريكية القدس. التوقف عن تأييد فكرة اقامة دولة فلسطينية والغاء الاتفاق النووي مع ايران.

في اسرائيل يذكرون ايضا أن أقرباء ترامب هم يهود ارثوذكس وابنته تهودت. لا غرو ان الكثيرين من الجاليات الاصولية في الولايات المتحدة والاسرائيليين الامريكيين صوتوا له، رغم أن اغلبية اليهود في الولايات المتحدة يصوتون تقليديا للحزب الديمقراطي.

ولكن لا يزال سابقا لاوانه لنتنياهو ووزرائه ان ينطلقوا في حفلات النصر. فترامب هو شخص غير متوقع. ويمكن لهذه الميزة ان تدفعه لان يدير ظهر المجن لاسرائيل. كرجل اعمال يؤمن بانه لا توجد وجبات مجانية، يمكنه ان يتساءل لماذا تتلقى اسرائيل المساعدة الخارجية الامريكية الاكبر – 3.8 مليار دولار في السنة وهي وابل هذا السخاء هو بالفعل استثمار حكيم يعطي الثمار للمصالح الامريكية؟

من شأن الرئيس المنتخب ايضا الا ينسى لنتنياهو رفضه السماح لترامب، حين كان لا يزال في بداية حملته الانتخابية ويعتبر حكاية غريبة، زيارة اسرائيل واللقاء به. ولكن فوق كل شيء يسجل ضد ترامب حقيقة أنه عديم التجربة في الشؤون العالمية بشكل عام وفي الشرق الاوسط بشكل خاص. فالمنطقة ليست على رأس اهتمامه، وسيمر وقت طويل الى أن يعين مستشاريه للموضوع ويحاول الاطلاع على تعقيدات المشاكل في المنطقة. حتى ذلك الحين، اذا كان هذا سيحصل على الاطلاق، فان التعاون الامني والاستخباري الوثيق بين الدولتين سيستمر دون أي عراقيل.

اذا ما، وهذه اذا كبيرة، حاول ترامب رغم المصاعب تحقيق تصريحات الانتخابية بشكل وبشأن اسرائيل بشكل خاص، وبلورة سياسة موحدة في الشرق الاوسط من شأنه أن يجد نفسه على مسار صدام غير مسبوق مع كل الدول العربية ومع ايران. يبدو هذا ظاهرا اخذا لمخاطرة كبيرة جدا وكمهامة متعذرة. ولكن محظور ايضا ان ننسى بأن « المتعذر » هو بالضبط ما قالوه عن جملة كلمات « دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة ».

 

كلمات دلالية