خبر ست دقائق من الحقيقة- هآرتس

الساعة 10:51 ص|09 نوفمبر 2016

فلسطين اليوم

بقلم: رفيت هيخت

(المضمون: لقد أظهر هجوم نتنياهو على الصحفية ايلانا ديان الى أي درجة هو مستعد لتشويه الحقائق في حال تعرض هو وأبناء عائلته للانتقاد - المصدر).

إن صمود ايلانا ديان مدة ست دقائق أمام الكاميرا في لقطة واحدة طويلة بشكل لا يحتمل، وهي تقرأ التعبيرات المهينة التي قالها عنها بنيامين نتنياهو – هو خيار تلفزيوني لامع، ليس فقط كوسيلة لنقل المعلومات المؤثرة الى المشاهدين، بل ايضا القارئة الذهبية التي تثبت ما قيل في

تحقيقها وتؤكد طابع سلطة نتنياهو بشكل عام. ما مر على ايلانا ديان أمام أعين المشاهد هو ما يمر على كل مواطن اسرائيلي – بغض النظر عن ميوله السياسية – اذا تجرأ على انتقاد رئيس الحكومة وأبناء عائلته.

لكن اضافة الى كل ذلك، أهمية قراءة الرد الكبيرة كما تمت ليست تلفزيونية أو سياسية، بل في كونها استعراض حقيقي لضحية اثناء الهجوم عليها. واضح أن الرد يشير الى كاتبه قبل كل شيء. إنه يتهم ديان بالكذب والافتراء وهو مملوء بالتشويه الذي لا يمكن تحمله. مثلا: « تتعاطى مع الاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة كسلب للاراضي »، جاء في الرد، في الوقت الذي قالت فيه ديان اثناء المقابلة التي أجريتها معها قبل بضعة ايام في « هآرتس » في 4/11، بأنها مسحورة من الاندفاع الاستيطاني، وأنها كفرت بالاستنكارات التي توجه للمستوطنات وطلبت مراعاة معادلة ادارة الاخطار المختلفة لليمين، على حد قولها.

كيف يمكن تسمية امرأة تتحدث بهذا الشكل « يسار متطرف » – هذا دون التطرق الى عدم أنسنة مفهوم اليسار وكأن الحديث يدور عن موقف غير شرعي ومتطرف. ويتبين أن ذلك ممكن. بسهولة مؤلمة. في عالم المرايا المشوه الذي يبنيه نتنياهو، فان ديان هي يسار متطرف. وما تبقى الآن هو تمرير ذلك للجمهور.

سمعت المقابلة مع ديان أمس في صوت الجيش، حيث استمرت في الادعاء بأن رئيس الحكومة يجذب انتباهها وأنه ليس عدوا لها. حتى عندما تتعرض للهجوم بشكل غير مسبوق، فمن المهم لديان أن تبدو هادئة وعقلانية. ومثل اشخاص آخرين من الوسط يصممون على ايجاد التبادلية المنطقة ولا يريدون الظهور كأعداء للسلطة، وما زالوا يحاولون مد اليد لمن هو موجود في موقع مختلف كليا.

نتنياهو في ولايته الرابعة، وقد كان يمكن رؤية ذلك في الانتخابات، تخلص من أي مسؤولية رسمية أو أي موقف ليبرالي ما زالت ديان على قناعة بأنه موجود لديه. النار التي طالت منظمات حقوق الانسان « اليسارية » تصل بسرعة الى الجميع، وفي نهاية المطاف ستصل ايضا الى اليمينيين الذين لا يسجدون لنتنياهو. إن من يعتقد أن نتنياهو وجنوده في الليكود يلعبون لعبة سياسية نزيهة وديمقراطية، هو مخطيء بشكل تراجيدي. إنهم يقفزون عن واجب الاشارة الى هذا الامر والقول: هو ليس جيدا. هذا الشخص ببساطة ليس جيدا. ولا توجد أي صلة لليمين أو اليسار.

 

 

كلمات دلالية