مبادرة د. شلح هي بمثابة الفيتامين الحقيقي للمناعة الوطنية

حوار النائب أبو بكر: قطع رواتب الموظفين سيكون له إفرازات خطيرة على الساحة الفلسطينية

الساعة 04:37 م|07 نوفمبر 2016

فلسطين اليوم

وجهت رسالة خاصة للرئيس عباس

النائب أبو بكر: مبادرة د. شلح هي الطريقة الوحيدة لإخراج نظام سياسي قادر على التصدي للمشروع الصهيوني

يجب عدم شخصنة قرار الدستورية ولا يجوز أن تكون بمثابة السيف المُسلط على النظام والقانون الأساسي وعلى المجلس التشريعي

مدخلات المؤتمر السابع لا تستطيع إصلاح المشاكل الداخلية

سياسة قطع رواتب الموظفين سيكون لها إفرازات خطيرة على الساحة الفلسطينية

الاعتداء على منزل النائب أبو شهلا مرفوض جملاً وتفصيلاً

مصر قلب الأمة وخزان الوعي والعقل وخزان دافع عن القضية الفلسطينية

وصفت النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني نجاة أبو بكر، مبادرة حركة الجهاد الإسلامي التي أطلقها الأمين العام للحركة الدكتور رمضان عبدالله شلح، في ذكرى الانطلاقة الـ 29 (مبادرة النقاط العشرة)، بانها تعتبر الفيتامين الحقيقي لشيء اسمه المناعة الوطنية، وهي الطريقة الوحيدة كي تخرج نظام سياسي قادر على التصدي للمشروع الصهيوني الصاعد في ظل المشروع الفلسطيني الهابط.

وقالت أبو بكر في حوار خاص مع مراسل « فلسطين اليوم »، أن هذه المبادرة الناضجة حظيت بترحيب كل المخلصين وكل أصحاب الخطاب الحر والشجاع، معربة عن تمنياتها بأن يتم تشكيل مجلس داعم لها ويتبناها لكي تستمر ولا تكون حبراً على ورق.

وإليكم نص الحوار:

س1) كيف تقرأين قرار المحكمة الدستورية والتي منحت الرئيس عباس حق رفع الحصانة عن أي نائب؟

بداية.. القرار سياسي وليس قانوني، والأصل في مسؤولية المحكمة هو المحافظة على الدساتير والقوانين، وهي أصلاً وجدت من أجل تحصين القانون وعدم التعدي عليه، والاجتهاد فقط ضمن القوانين التي وضعت لتحافظ وتحصن المجلس التشريعي وغيره، ولكن هذا الموضوع لا يضر فقط النواب، وربما نرى في الأيام القادمة قضايا أخرى سوف تتدخل بها المحكمة الدستورية.

أما فيما يخص التشريعي.. فالمجلس التشريعي هو المؤسسة الوحيدة سيدة نفسها والتي تحتكم لقانون لا يمكن ولا يجوز لأحد أن يتدخل في صياغة لمعاقبة أي أحد لأن التشريعي هو الذي يقرر وهو الذي يضبط.. ولأننا قلنا ولا زلنا أننا لا نريد أن يكون التشريعي مُحنط، ولا بد من تفعيله ليقوم بمهامه من تشريع ورقابة، أو يأتي من خلال صناديق الاقتراع.

ونحن نطالب إما تفعيل المجلس والعودة لمقاعد التشريعي، وإما الدعوة لانتخابات تشريعية ورئاسية، لأنه لا يجوز أن نقتل كل المؤسسات ونضع كل المؤسسات بيد مؤسسة واحدة، لان أصل أي نظام قائم على ثلاث سلطات، ولا يجوز تغول سلطة على سلطة أو خدمة سلطة لسلطة أخرى.

س) ما شرعية المحكمة الدستورية من وجهة نظرك؟

كنتُ أتمنى ان لا يتم تشكيل المحكمة الدستورية إلا بتوافق وطني بين كل الأطراف بعد إنهاء حالة الانقسام، ولكن أما وتم تشكيلها فلا يجوز أن تكون هي السيف المسلط على النظام والقانون الأساسي وعلى المجلس التشريعي الذي يمثل السلطة التشريعية الأولى، إن أرادوا الاستقامة والقانون والنظام لهذه البلد.

س) هل تعتقدين أن هذا القرار مخصص للنائب « دحلان » بعد رفع الحصانة عنه من قبل الرئيس على خلفية إعطائها الرئيس صلاحية رفع الحصانة عن أي نائب؟

هناك إطاحة بكل شيء مقابل الإساءة لشخص، وأنا ما الذنب الذي ارتكبته حينما تقدمت بشكوى لهيئة مكافحة الفساد، ضد وزير كان فاسداً والقاصي والداني يعلم أنه سرق البئر الذي جاء لأربعة قرى وحول العطاء لنفسه، والآن يبيع المياه للقرى لحسابه الخاص، علماً أن هذه المياه يجب أن تكون ملك لسلطة المياه ولكنها تحولت ملك شخصي لذلك الوزير، وتم محاصرتي في المجلس التشريعي، وعندما طُلبت للقضاء تم رفع الحصانة عني ، لذلك لا أستغرب أن تُرفع الحصانة عن أي شخص، حينما تطلق النار على شخص وهو بسيارته، وحينما لا يسمح للنواب أن يشرعوا، أو يطلعوا على القوانين أو يحاسبوا الوزراء أو الحصول على معلومة. الجميع الان أُكل ولا زلنا نشخصن الأمور.

أنا لا أشخصن الأمور، ونحن جئنا كنواب إلى هذا الموقع لكي نخدم، وليس لنجلس في بيوتنا أو في مكاتبنا.. ورغم كل المضايقات التي نتعرض لها كنواب نخدم الناس كشؤون اجتماعية، ولكن نقصى من قضيتين أساسيتين وهي التشريع والرقابة. ولا يسمح لنا أن نشرع أو نراقب، وإذا راقبنا تقوم الدنيا ولا تقعد علينا ونصبح الخارجين عن القانون والمذنبين.

الأمور اليوم أصبحت مقلوبة ومعكوسة وأتمنى ألا تشخصن الأمور، وحينما تم محاصرتي في التشريعي قال لي أحد الأعضاء في البرلمان الدولي وحوض المتوسط، أننا على استعداد أن نعلق عضوية فلسطين مقابل أن لا يتم انتزاع الحصانة عنك، وقلت له أنا فداء فلسطين، ولا أقبل أن يتم اقصاء فلسطين لحمايتي الشخصية.

فنحن النواب لا نحارب أو ندافع عن شخصنا، بل ندافع عن نظام سياسي.

السلطة التنفيذية تغولت على السلطة التشريعية، والقضاء أصبح أيضاً مسيساً حسب رغبة السلطة التنفيذية، وعدم استقلالية القضاء يقود إلى كوارث داخل النظام السياسي، بالتالي كل المنظومة والشعب متضررين من عدم استقلالية القضاء وتعطيل المجلس التشريعي.

س) هل تم دعوتك رسمياً لحضور المؤتمر السابع؟

لا، أنا تم فصلي من حركة فتح وتم تبليغي رسمياً بذلك.. ولكني لا أعترف بهذا القرار ولا أتعامل على أنني مفصولة، وبالأمس كانت لي محاضرة، واليوم كنت في لقاءات، وكنت بالأمم المتحدة، والتقيت أشخاص لديهم اتصالات في مفوضية العلاقات الخارجية وحقوق الانسان، وتحدثت عن دور النواب الذي ينتزع، والمضايقات التي يتعرض لها النواب، وقلت أن هذه السلطة التي وقعت كل هذه الاتفاقيات التي من خلالها تريد أن تُمأسس لدولة حضارية ودولة مدنية قائمة على العدالة والقانون، والآن تحاول هذه السلطة أن تنزع كل هذا الدسم من داخل النظام الأساسي، ولا أدري لمصلحة منْ.

ولكن المصلحة الأساسية هي الحفاظ على هذه المنجزات كي لا تحصل كوارث وانهيارات، وبالتالي كلنا سنكون خاسرين.

س) برأيك هل سيصوب المؤتمر السابع أوضاع حركة فتح الداخلية ؟

المدخلات التي أراها لا تستطيع أن تصوب الوضع، والأمور بحاجة لإعادة بناء، وإعادة البناء لا يكون بالصناديق، ولا أريد هنا صناديق تنتج صناديق، بل صناديق تنتج رموز حقيقية قادرة على إحداث اختراقات داخل الساحة الفلسطينية، واصلاحات جذرية.

س) إلى أين ستقود سياسة قطع رواتب الموظفين في غزة؟

قطع الرواتب ليست سياسة إيجابية وهي سياسة اعتقد أنها سياسة ثأرية ولا يجوز العبث بقوت الناس.

دائما أقول أن كل شيء يمكن أن نعبث به إلا أرزاق العباد، يجب أن تكون خطاً أحمر لا يتم المساس به. والرئيس الراحل ياسر عرفات كان حينما يقتل أحد الجواسيس يصرف راتباً لأسرته، والمساس بالرواتب قد يكون له إفرازات خطيرة على الساحة الفلسطينية.

س) ما تعليقك على الاعتداء على منزل النائب فيصل أبو شهلا من قبل المقطوعة رواتبهم؟

هذا مرفوض جملاً وتفصيلاً لأن د. فيصل أبو شهلا شخصية وطنية محترمة، وليس ممن رفع تقارير، وليس من مؤيدي قطع الرواتب، وهو من المنحازين للناس في غزة، ولا اعتقد أنه يعلم لماذا قطعت الرواتب.

س5) كيف ترين مبادرة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي للخروج من المأزق الفلسطيني الراهن؟

هي مبادرة ناضجة جداً وهي الفيتامين الحقيقي لشيء اسمعه المناعة الوطنية، وهي الطريقة الحقيقية الوحيدة كي تخرج نظام سياسي قادر على التصدي للمشروع الصهيونية الصاعد في ظل المشروع الفلسطيني الهابط وربما كل المخلصين وكل أصحاب الخطاب الحر والشجاع رحبوا بالمبادرة ونتمنى أن يكون لها مجلس داعم لكي تستمر ويتم تبنيها كي لا تكون حبراً على ورق.

س6) لماذا ترفض حركة فتح مؤتمر عين السخنة الاقتصادي والذي سيناقش التخفيف عن قطاع غزة المحاصر؟

كل الشخصيات التي خرجت للمؤتمر اقتصادية، وأتمنى أن يكون لديهم سعة افق وأن مصر تحديداً هذه قلب الأمة وهي خزان الوعي والعقل وخزان وطني دافع عن القضية الفلسطينية، لديها، وسقط منها 45 الف شهيد في سيناء، هؤلاء كانوا يدافعوا عن القضية الفلسطينية، ولا تزال مصر تقول أن القضية الفلسطينية هي الجوهرة التي لا يجوز التفريط بها، وكانت دائماً تحصن القضية الفلسطينية وتقويها وتبعد عنها كل الأشرار، لذلك لا تقابل مصر حينما تحاول أن تصنع لنا حالة توافقية بأنها تصنع شيء ضد الشعب الفلسطيني.

وأنا أقول باستمرار أن أي شخص يأتيني بأي مشروع ينقذ غزة من الحصار وينقذ الضفة من التهويد والسلب والاستيطان، انا اؤدي له التحية.

س) لو أردتِ إرسال رسالة للرئيس عباس. ماذا تقولين فيها؟

أقول له سيدي الرئيس:" إياك أن تُغيب الكتلة العقلية الحقيقية التي يجب أن تبقى دائماً حولك، وكن دائماً قائداً تحويلياً يستطيع أن يهضم كل من حوله لا يبعد أي شخص من حوله.

كلمات دلالية