خبر الأسير المحرر فراس وحده.. شاهد على حال السجون ومعاناة الأسرى

الساعة 01:46 م|07 نوفمبر 2016

فلسطين اليوم

من خيام قسم 2 في سجن النقب الصحراوي خرج الأسير المحرر فراس وحده حاملا في جعبته أمنيات عديدة أهمها إيصال صوت الأسرى ومعاناتهم وشوقهم للحرية .

الأسير المحرر فراس جمعة وحده، من مخيم جنين ، مواليد عام 1980، أنهى دراسة الثانوية العامة -الفرع الأدبي- وهو متزوج وله 4 أبناء ، أكبرهم سلسبيل (8 سنوات)، لا يعمل حاليا، كان له محل للأحذية وأغلق بسبب اعتقاله الأخير، وعدم وجود أحد يقوم على تسيير أموره.  وتعرض الأسير وحده للاعتقال لدى قوات الاحتلال مرتين.

الاعتقال الأول

أعتقل فراس في المرة الأولى بتاريخ 26/9/2003 من منزله في مخيم جنين ، عندما اقتحمت قوة من جيش الاحتلال أزقة المخيم للوصول إلى بيته، ليقتادوه لمركز تحقيق الجلمة.

مكث وحده 108 أيام في زنازين مركز تحقيق الجلمة شمال حيفا، وبعدها نقل إلى سجن مجدو وحكم عليه بالسجن 3 سنوات بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي، وممارسة أنشطة تدعم المقاومة في حينها عندما كانت ذروة انتفاضة الأقصى، ولم يكن حينها متزوجا.

وأوضح أن الاحتلال استخدم معه في حينها أساليب تحقيق مختلفة منها الضغط النفسي واستخدام غرف العصافير لانتزاع الاعترافات منه بشكل قسري، ولكن يقظته في حينها كانت هي الملاذ الوحيد التي فصلت بينه وبين الوقوع في شباك العملاء .

أمضى مدة محكوميته متنقلا بين سجون مجدو والنقب، قبل أن يحول لمستشفى خاص بالأسرى في سجن الرملة، وأفرج عنه بتاريخ 9/7/2006 .

الاعتقال الثاني

في يوم 28/5/2015 داهمت قوة من جيش الاحتلال بيته وفتشته وعاثت فيه  خرابا، واقتادته أمام أعين أطفاله الصغار، وفي حينها كان طفله محمد يبلغ من العمر 30 يوما،  ليحرم من رؤية والده.

الاحتلال في هذه المرة لم يحقق معه حول أي قضية واقتادوه بعد اعتقاله إلى سجن مجدو مباشرة ، حيث أن التهمة جاهزة لدى الاحتلال وبحاجة لمتهم وحكم عليه بالسجن 18 شهرا.

في سجن مجدو دخل القسم الذي عاش به في اعتقاله الأول بالقسم 9 ، ليلتقي ببعض الأسرى الذين عاش معهم فترة اعتقاله الأول.

أفرج عنه الاحتلال بعد قضاء محكوميته 18 شهرا من سجن النقب الصحراوي بعد معاناة مريرة مع الطرق والإجراءات التعسفية التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الأسرى أثناء خروجهم من السجن من تفتيش مذل ومهين وتدقيق في بطاقاتهم الشخصية لمطابقة المعلومات.

رحلة البوسطة

يصف الأسير المحرر رحلة البوسطة عندما يتوجه الأسير إلى المحكمة لمقابلة المخابرات إذا كان موعد الإفراج عنه قد اقترب بأنه معاناة مختلفة عن سنوات السجن، وخاصة أن الأسير يمر بأكثر من محطة بين  السجون الإسرائيلية قبل أن يصل إلى المحكمة أو السجن الذي يمكث فيه.

ويصف رحلته أثناء الإفراج عنه، التي استمرت من الساعة العاشرة صباحا حتى السابعة والنصف مساء مرورا بسجن بئر السبع وسجن اوهليكدار ومنها توجه لمعبر الظاهرية الفاصل بين أراضي الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948، بأنها شاقة ومرهقة.

ويقول: كنت يوم الإفراج عني أفضل من كثير من الأسرى المحررين، كانوا قد مروا بسجون نفحة وريمون وبئر السبع، ومن ثم إلى الظاهرية وتستمر رحلة الإفراج عنهم مدة 10 ساعات وأكثر بحسب خط سير البوسطات الإسرائيلية.

 

الزيارة والتفتيش

وأوضح المحرر وحده، أن الأسرى يعانون من طول الفترة الزمنية بين الزيارة والأخرى حيث كانت المدة 14 يوما لتصبح مرة في كل شهر ،  مما ترك أثرا نفسيا لدى الأسرى وخاصة ذوي الأحكام العالية.

ويشير الأسير المحرر إلى أن السجن لم يتغير منذ خرج منه في العام 2006 حيث التفتيشات المهينة بحق الأسرى والاقتحامات الليلية، وحركة التنقلات المفاجئة.

ويضيف: من المؤلم أن الأسير ينتظر موعد الزيارة بكل شغف واشتياق لرؤية أهله، لكن الاحتلال يأبى إلا أن ينغص عليهم تلك البهجة بنقل الأسير من سجنه أو عزله أو فرض عقوبة عليه في يوم الزيارة ، مما يؤدي إلى إلحاق الضرر النفسي به وبذويه الذين قطعوا مسافات طويلة وتحملوا أعباء السفر ومشاقه« .

يتابع بالقول: في سجن مجدو تحديدا كانت الزيارة 45 دقيقة حيث يصل الأهل السجن الساعة الثامنة صباحا ويغادرون الساعة الخامسة مساء، وسط إجراءات تفتيش مذلة ومهينة بحق الأسير وذويه، هذا إن لم يمنع الاحتلال ذلك الأسير أو تلك العائلة من الزيارة بذرائع وهمية مختلفة ».

ويزيد المحرر وحده بالقول: يخرج الأسير من قسمه بعد التفتيش وعند وصوله وخروجه من قاعة الزيارة يتم تفتيشه مجددا أيضا وعند عودته لقسمه في السجن يتم تفتيشه مرة ثالثة، ناهيك عن منع إدخال احتياجات الأسير من ملابس وصور لذويه« .

 

التفتيش الليلي

تنتهج إدارة السجون منذ سنوات سياسات جديدة في التفتيش وهي اقتحام الأقسام في ساعات متأخرة من الليل بذرائع أمنية أو البحث عن أجهزة خلوية ، حيث يقوم السجانون بإخراج الأسرى من غرفهم أو خيامهم ويفتشونهم في العراء وسط البرد القارص ، ويخرجون كل ما في الخيمة أو الغرفة، وإن وجدوا أي شيء مما يصفونه بـ » الممنوع" يصادروا الأجهزة الكهربائية ويفرضوا العقوبات الجماعية والفردية على الأسرى.

وناشد الأسير وحده جميع الجهات المختصة والتي تعنى بشؤون الأسرى لجعل قضيتهم على سلم أولويات أجندة أي مؤسسة حكومية أو خاصة أو فصائل العمل الوطني والإسلامي ، وإنهاء معاناتهم من تفتيشات واقتحامات ليلية والاهتمام أكثر بملف الأسرى المرضى الذين يعانون إهمالا مدروسا.

 

كلمات دلالية