خبر « رجل الحلوى في الصليب »

الساعة 11:37 ص|07 نوفمبر 2016

فلسطين اليوم

كان يتنقلُ بينهم، وقد اشتعل الشيب في رأسه، ومعه كيس مليء بالحلوى يوزعها على ذوي الأسرى من رجال ونساء وأطفال، وعلى رجال الإعلام والمتضامنين لا يُفرق بين أحدٍ منهم، مبتهجاً وتعلو وجهه الابتسامة رغم ألمه وحزنه لفراق نجله الذي أبعده الاحتلال قصراً لمدينة الخليل بالضفة المحتلة.

« أبو شادي البابا ».. هذا الرجل المعروف بين أقرانه في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة، هو أب لأسير أبعده الاحتلال عن حضنه، في الوقت الذي كان ينتظره وعدد من الأهل والأحباب عبر معبر بيت حانون « إيرز ».

« البابا » لا يتوانى للحظة عن التضامن مع أهالي الأسرى كل اثنين، تضامنه مختلف فلم يكن كغيره تراه هنا وهناك يقف إلى جانب ذاك الأب يواسيه ويقدم له الحلوى كنوع من تجديد الأمل بأن الفرج بات قريباً.

بصوته المليء بالأمل المتجدد يلفت والد الأسير البابا أنظار الجميع، فيتجول بين ذوي الأسرى ويوزع لهم الحلوى مع بعضٍ من الكلمات المليئة بالتفاؤل بأن حرية أبنائهم باتت قريبة؛ الناظر إليه من بعيد يرى أنه رجل لم تعرف الآلام له طريقاً؛ لكن عندما تقترب منه ترى تفاصيل وجهه المجعد قد رسم بألوانٍ متعددة وترى عينيه التي ذابت شوقاً لرؤية ابنه المعبد إلى الضفة بعدما غيبته سجون الاحتلال عن حضن ذويه 13عاماً.

« البابا » تحدث عن صدمته في اليوم الذي يفترض أن يستعيد نجله فيه خلال حديث لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » والألم يعتصر قلبه: « منذ ساعات الصباح الباكرة توجهت إلى معبر إيرز لاستقبال نجلي الأسير شادي ولكن طال بنا الوقت ونحن ننتظر دون أن نجد أي جواب من قبل الاحتلال على المعبر ».

وتابع أبو شادي: عند الساعة الخامسة مساءً وصلنا اتصال من الخليل إذ به « شادي » يبلغنا بأنه تم ابعاده إلى مدينة الخليل بحجة أن هويته صدرت من الضفة؛ وقعَ الخبرُ علينا كالصاعقة، وكان مؤلماً للغاية تحمل ذلك فقد طال الانتظار لحريته، 13عاماً قضاها شادي في سجون الاحتلال وعند اقتراب موعد حريته أُبعد إلى الخليل.

وأوضح أبو شادي: الاحتلال حاول بذلك القرار أن ينغص فرحتنا ويقتل ذلك الأمل فينا, لكنني اليوم ومن خلال توزيعي للحلوى أوجه رسالة للاحتلال أننا مازلنا هنا متمسكون بحقوقنا وثوابتنا على هذه الأرض، ونحن على موعد مع حرية أسرانا وما ذلك على الله ببعيد.

البابا لم يتوانى للحظة في إدخال السرور على قلوب ذوي الأسرى خلال اعتصامهم، فصاحب الوجه البشوش يعتبره ذوو الأسرى كأب لهم، ومنه يستمدون كل أشكال الصبر والصمود في محنتهم.

واستكمل أبو شادي حديثه: أنا لا أقدم سوى الشيء البسيط أمام صبر وصمود وثبات ذوي الأسرى: فنحن اليوم أسرة واحدة، أبناء الأسرى هم أبنائي، وسأستمر في توزيع الحلوى كنوع من التضامن معهم، ونحن لن نتخلى عن الأسرى بأي شكل من الأشكال حتى يتم الإفراج عنهم جميعاً.

من جهتها، اعتبرت والدة الأسير رائد أحمد تضامن أبو شادي معهم لمسة جميلة يضيفها خلال تضامنه؛ قائلةً لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »: رغم الوجع الذي يحمله في قلبه جراء إبعاد ابنه الأسير « شادي » في اللحظات التي كنا ننتظر الإفراج عنه؛ لم يؤثر على روحه، ها هو اليوم مليء بالتفائل ونحن نستمد منه الصمود والأمل؛ فبتوزيعه للحلوى يجعلنا نتفاءل أن الأمل في الفرج بات قريباً وأن الشعب الفلسطيني رغم آلامه وأوجاعه لم ينسى أبنائنا الأسرى في السجون.

أما والدة الأسير حسام الزعانين، فقد وصفت أبو شادي بصاحب القلب الكبير، مضيفةً لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »:: برغم الألم الذي يعيشه إلا أنه مازال يمنحنا الكثير من الأمل والتفاؤل بأن عرس حرية أبنائنا الأسرى بات قريباً بإذن الله.

ويتجمع ذوو المعتقلون من سكان قطاع غزة، في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كل يوم اثنين، منذ سنوات طويلة، فباتوا كعائلة واحدة، تربطهم علاقات اجتماعية قوية، جمعتهم آلام فراق أبنائهم المغيبين خلف سجون الاحتلال، فحكاياتهم وآلامهم واحدة.



ابو شادى البابا

ابو شادى البابا

ابو شادى البابا

ابو شادى البابا

 

 

كلمات دلالية