أثارت سياسة قطع الرواتب التي انتهجتها السلطة في رام الله ضد موظفيها منذ الانقسام عام 2007 وحتى اليوم غضباً شديداً في صفوف الموظفين والقيادات الفتحاوية.
واعتبر الكثير من الموظفين والقيادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن سياسة قطع الرواتب محاولة لإخضاعهم لسياسة الرئيس محمود عباس وتأييده في تصرفاته كافة سواء كانت على صواب أو على خطأ.
وكانت مصادر فلسطينية ذكرت، أن السلطة قطعت رواتب أكثر من 850 موظفاً بحجة تأييدهم للنائب محمد دحلان ويتزامن ذلك بعد مشاركة العشرات في مؤتمر عين السخنة الذي عقد في مصر.
يذكر أن السلطة الفلسطينية قطعت رواتب العشرات من الموظفين بعد الانقسام الفلسطيني عام 2007 بتقارير كيدية وبعد مطالبات عديدة، أعادت السلطة رواتب بعض الموظفين.
وقال أحد الموظفين على صفحته الخاصة على موقع « فيسبوك »: « إن عملية قطع الرواتب مجزرة جديدة بحق أبناء حركة فتح في قطاع غزة وذلك بالتوافق مع الذكرى الـ99 لوعد بلفور الذي أعطى فلسطين لمن لا حق له ».
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عبد الله الإفرنجي قال لـ« فلسطين اليوم الإخبارية »: « من ناحية المبدأ أن ضد قطع الرواتب بشكل عام ويجب أن يتم دراسة كل حالة لوحدها ».
وأضاف: « المفترض لا بد أن نبتعد عن مصطلح »التجنح« من عدمه لأن هذا الشعار سيضر بالساحة الفلسطينية ».
من جهته أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح زكريا الأغا، أن سياسة قطع الرواتب مرفوضة وتخالف قانون الخدمة المدنية وتعتبر إجراء غير إنساني وغير قانوني.
وقال الأغا في تصريح كتبه على صفحته الخاصة « الفيسبوك » اليوم الخميس: « إن صح ما تردد من اخبار عن قطع رواتب عدد من الاخوة العاملين في السلطة خلافا لقانون الخدمة المدنية فإن هذا القرار خاطئ ومرفوض مهما كانت مبرراته ».
وأضاف: قطع الرواتب لا يمس الشخص المعني فقط بل جميع أفراد أسرته وأطفاله« .
وجدد الاغا، موقفه الرافض لسياسة قطع الرواتب منذ الانقسام الفلسطيني عام 2007، معتبراً قطع رواتب الموظفين في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشها شعبنا ستكون له نتائج مأساوية تزيد من الألم والمعاناة.
وناشد الأغا، الرئيس محمود عباس التدخل لوقف هذا الأمر حفاظا على أبنائه العاملين وأسرهم ودعما للسلم الأهلي والمجتمعي، مذكراً إياه بما كان يفعله الرئيس الشهيد ياسر عرفات أبو عمار برواتب (الجواسيس) حيث لم يتخذ قراراً بقطع الرواتب حفاظا على أسرهم وأطفالهم.
وقالت المصادر، انه قد تم كمرحلة أولى قطع رواتب العشرات من أنصار دحلان الذين فوجئوا بعدم نزول رواتبهم في البنوك، فيما سيتم خلال الشهور القادمة قطع رواتب أخرين على دفعات وأن القائمة النهائية تشمل 2000 من موظفي السلطة حسب زعم تلك المصادر.
مصادر أخرى قالت إنه قد »تم فعلا قطع رواتب 850 شخصاً من غزة والضفة والشتات، ولم يتسن حتى اللحظة التأكد من صحة العدد« .
من جانبه دعا عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، الرئيس الفلسطيني محمود عباس إعادة رواتب 850 فتحاويا قطعت رواتبهم مؤخراً، وإعادة كل الرواتب المقطوعة.
وقال القيادي الفتحاوي زكي على صفحته على الفيس بوك، ان هذا الاجراء والموقف لا يعبر عن حرص ولم شمل الحركة مؤكداً أن هذا الفعل أكثر مما هو موقف، سيأخذنا في اتجاه غير صحيح.
من جانبه، قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح عبد الحميد المصري، إن الرئيس عباس يُصر على محاولة قهر المناضلين الشرفاء والأحرار بقطع رواتبهم وقوت أطفالهم.
وفي السياق ذاته قال النائب عن حركة فتح ماجد أبو شمالة إن محاولة تدجين الناس وتطويعهم من خلال محاربتهم بقوت أبنائهم وقطع أرزاقهم لن تنجح في إخراس أصوات الحق الرافضة للظلم الذي يًمارس تجاههم، بحسب تعبيره.
وقال أبو شماله: »إن الذين تم قطع رواتبهم قدموا دمهم من أجل حركة فتح، مضيفاً « ليس أمامكم إلا الرضوخ لطريق الحق والإصلاح الذي أصبح آمل كل شريف داخل الحركة ».