الكرة في ملعب الرئيس "ابو مازن" لالتقاط طرف الخيط

خبر د. الهندي: مبادرة الجهاد لتغيير المسار الفلسطيني وخدمة شعبنا

الساعة 11:47 ص|02 نوفمبر 2016

فلسطين اليوم

أوضح عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور محمد الهندي، أن الحركة قدمت مبادرتها للخروج من المأزق الفلسطيني الراهن لتغيير المسار الفلسطيني وتحقيق المصالحة للمحافظة على الثوابت، وتبنى « انتفاضة القدس » لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني.

وأكد الدكتور الهندي في كلمة له في المؤتمر الأمني القومي الرابع بغزة، والذي يصادف الذكرى ألـ 99 لوعد بلفور المشؤوم، أن « إسرائيل » نشأت على وقع الحرب العالمية الأولى وانهيار وتفتت الامبراطورية العثمانية كمشروع استعماري يحافظ على مصالح الغرب في المنطقة، كما نشأت الدول القطرية في الشرق الإسلامي بعد انهيار النظام السياسي الإسلامي الجامع.

وقال:« رغم أن شعوب العالم الإسلامي بقيت تتفاعل مع قضايا المسلمين في كل مكان وفي القلب منها فلسطين، فإن الدولة القطرية الناشئة بقيت مرتهنة للمستعمر ومصالحه، ولم تحقق سوى استقلالاً شكلياً. كما تنكرت لتاريخها وثقافة وعقيدة شعوبها، وتنقلت في أيدولوجيتها من الرأسمالية إلى الماركسية دون أن تمر بعقيدة شعوبها. وأضاف، أن الدولة القطرية فشلت في كل مجالات التنمية تقريباً، كما فشلت كل محاولات الوحدة العربية، وتركت جروحًا وندبات، وباسم فلسطين ثم تأجيل وقمع أي محاولات لتحقيق حرية الشعوب واستقلالها، وفي نفس الوقت لم تكن هذه الحكومات القمعية مؤهلة لمواجهة »إسرائيل« .

وأشار، إلى أن الأنظمة العربية فشلت في مواجهة »إسرائيل« عام 1948 فشلاً ذريعاً وكانت مواجهة 48 هي المواجهة الوحيدة من أجل فلسطين، كما فشلت فشلاً مدوياً في كل المعارك اللاحقة، وحققت »إسرائيل« انتصارات حاسمة وسريعة في معظم المعارك، مع هذه الأنظمة.

ولخص د. الهندي صورة تلك المواجهات، بتنكر دول لتاريخها وثقافة وعقيدة شعوبها مع أنظمة قمعية فاسدة ومتسلطة لم تحقق تنمية ولا استقلالاً حقيقياً، ولا تملك وسائل القوة وتعتمد على أعدائها في معيشتها وسلاحها في مواجهة دولة متصالحة مع تاريخها وعقيدة شعبها، تحترم إرادة شعبها وتتفانى في خدمته وتطويره، تمتلك إرادتها وسلاحها، وهي جزء من الغرب تمتلك وسائله وإمكاناته. لذلك كانت النتيجة محسومة سلفاً وهذا منطق القرآن الكريم في التعليق على هزيمة أُحد »أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنّى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير« .

وأكد على استحالة أمة مهزومة في نظامها السياسي والاقتصادي والاجتماعي .. الخ، أن تنتصر في ميدان المواجهة مع الأعداء.

كذلك، بعد خروج منظمة التحرير من بيروت عام 1982 وخروج مصر من المواجهة بعد اتفاق »كامب ديفيد« حدثت أول مواجهة شعبية بين مجموع الشعب الفلسطيني والاحتلال في انتفاضة 1987 التي فشلت »إسرائيل« في مواجهتها – رغم القسوة – فجاءوا بـ اتفاقية »أوسلو« لإجهاضها، وعندما اكتشف الفلسطينيون في »كامب ديفيد 2« خدعة »أوسلو« الذي يتطور باتجاه تصفية القضية الفلسطينية ولا يتطور في تجاه دولة فلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1967 عاد الشعب الفلسطيني إلى سياقه الطبيعي في انتفاضة الأقصى عام 2000.

بعد ذلك كل المواجهات بين »إسرائيل« والقوى الشعبية بما فيها ثلاثة حروب شنتها »إسرائيل« على غزة، سجلت فشلاً ذريعاً لـ »إسرائيل« ولم تحقق فيها أيٍّ من أهدافها.

وأوضح، أن فصائل مقاومة شعبية متصالحة مع تاريخها وثقافة وعقيدة شعبها ومحتضنة من هذا الشعب، تطور نفسها وتمتلك سلاحها، وتستخلص العبر والدروس من كل المواجهات، بدأت المواجهة بالحجر والآن تمتلك الصاروخ والنفق في مواجهة عدو بدأ يعاني من تماسكه الداخلي ومواءمة أهدافه مع عقيدة شعبه، وانكشفت صورته ككيان عنصري يمارس إرهاب الدولة، ويفشل في تحقيق أهدافه.

وضع المنطقة

وأوضح، أن الوضع الإقليمي مضطرب لم تشهده المنطقة منذ الحرب العالمية الأولى ومرشح للاستمرار سنوات أخرى، وأنه على وقع الصراعات القومية والطائفية والمذهبية والقبلية يتفكك جزء هام من الدول العربية وتنشأ كيانات ضعيفة غير مستقرة تكون نهباً للضغوط والتدخلات سنوات طويلة، وإسرائيل تحقق مكاسب مجانية من هذا الوضع، واختفاء أي تهديد تقليدي لـ »إسرائيل« من جيوش عربية. إضافة إلى تراجع الاهتمام الدولي والإقليمي بالقضية الفلسطينية واعتبار أن أساس مشاكل الشرق الأوسط الإرهاب أو أطماع إيران التوسعية، وليس القضية الفلسطينية.

وأوضح، أن الصراع في المنطقة فتح أمام »إسرائيل« فرصة جوهرية لعقد تحالفات ورسم استراتيجية جديدة للمنطقة على أساس ما يسمى »المعركة ضد الإرهاب« تكون »إسرائيل« طرفاً مهماً ومهيمناً في سياسات المنطقة حتى دون أن تدفع أي ثمن في مفاوضات مع الفلسطينيين. في المقابل تلحق الخسائر بفلسطين بشكل مجاني، وتفقد أي دعم رسمي عربي، كما ضعف الاهتمام الشعبي في ظل الحرائق المشتعلة في المنطقة. إضافة إلى أن السلطة الفلسطينية عاجزة وأسيرة لما سمي بالعملية السياسية التي نشأت نتيجة لها، وفقدت القدرة على اشتقاق أي برنامج سياسي يستجيب للتغيرات الحادثة اقليمياً ودولياً، وتهديها بالبدائل يفتقد أي جدية بما في ذلك التعلق بمؤتمر باريس، الذي هو وهم جديد، وشراء للوقت حيث أوروبا عاجزة عن لعب أي دور في المنطقة، فيما تعاني منظمة التحرير الفلسطينية من ضعف فصائلها وخاصة عمودها الفقري حركة فتح تعاني من مشاكل بنيوية وسياسية عميقة.

وأوضح، أنه وعلى وقع هذه المستجدات دعت حركة الجهاد الإسلامي، إلى الحفاظ على فلسطين فوق المحاور الاقليمية التي تعصف بالمنطقة لتبقى القضية الفلسطينية رافعة للأمة وبوصلة لتصويب تجاهها نحو العدو المركزي »إسرائيل« الذي يستهدف الأمة في كل مكوناتها على مدار الوقت. ومن هذا المنطلق قدمت الحركة مبادرتها لتغيير المسار الفلسطيني وتحقيق المصالحة خدمة لهذا التحول الذي يحافظ على الثوابت، ويتبنى »انتفاضة القدس« ويعزز صمود الشعب الفلسطيني وليس مقدمة لجهد عربي لتحقيق ما يُسمى السلام مع »إسرائيل« في أكثر الأوقات اختلالاً للموازين في الإقليم .. عن أي سلام يثرثرون؟! ..

ورأى د. الهندي أن الكرة الآن في ملعب الرئيس محمود عباس »أبو مازن« لالتقاط طرف الخيط، والدعوة لالتئام الإطار القيادي لمنظمة التحرير ليرعى الحوار الشامل الذي يهدف إلى رسم طريق التحول لهذا المسار الجديد، الذي يعزز صمود شعبنا ويحافظ على ثوابته، ويُفعل الانتفاضة الشعبية ويعممها حتى لا تضيع الحقوق ويتم تصفية ما تبقى من فلسطين في ظل هذا الانقلاب الإقليمي.

كلمة عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور محمد الهندي، التي ألقاها في مؤتمر الأمن القومي الرابع بغزة

بسم الله الرحمن الرحيم

في كل مناسبة نحاول أن نحلل الواقع ونفهم التاريخ ونستشرف المستقبل، يجب أن نمتلئ ثقة ويقين بوعد الله في كل الأحوال.

وفي ذكرى 99 عامًا على وعد بلفور أركز على النقاط التالية:

أولاً: على وقع الحرب العالمية الأولى وانهيار وتفتت الامبراطورية العثمانية نشأت »إسرائيل« كمشروع استعماري يحافظ على مصالح الغرب في المنطقة كما نشأت الدول القطرية في الشرق الإسلامي بعد انهيار النظام السياسي الإسلامي الجامع.

- رغم أن شعوب العالم الإسلامي بقيت تتفاعل مع قضايا المسلمين في كل مكان وفي القلب منها فلسطين، فإن الدولة القطرية الناشئة بقيت مرتهنة للمستعمر ومصالحه، ولم تحقق سوى استقلالاً شكلياً. كما تنكرت لتاريخها وثقافة وعقيدة شعوبها، وتنقلت في ايدلوجيتها من الرأسمالية إلى الماركسية دون أ تمر بعقيدة شعوبها.

- فشلت الدولة القطرية في كل مجالات التنمية تقريباً، كما فشلت كل محاولات الوحدة العربية، وتركت جروحًا وندبات، وباسم فلسطين ثم تأجيل وقمع أي محاولات لتحقيق حرية الشعوب واستقلالها، وفي نفس الوقت لم تكن هذه الحكومات القمعية مؤهلة لمواجهة »إسرائيل« .

- فشلت الأنظمة العربية في مواجهة »إسرائيل« عام 1948 فشلاً ذريعاً وكانت 48 هي المواجهة الوحيدة من أجل فلسطين، كما فشلت فشلاً مدوياً في كل المعارك اللاحقة، وحققت »إسرائيل« انتصارات حاسمة وسريعة في معظم المعارك، مع هذه الأنظمة.

ويمكن تلخيص صورة تلك المواجهات كما يلي:

دول متنكرة لتاريخها وثقافة وعقيدة شعوبها مع أنظمة قمعية فاسدة ومتسلطة لم تحقق تنمية ولا استقلالاً حقيقياً، ولا تملك وسائل القوة وتعتمد على أعدائها في معيشتها وسلاحها في مواجهة دولة متصالحة مع تاريخها وعقيدة شعبها، تحترم إرادة شعبها وتتفانى في خدمته وتطويره، تمتلك إرادتها وسلاحها، وهي جزء من الغرب تمتلك وسائله وإمكاناته.

فكانت النتيجة محسومة سلفاً وهذا منطق القرآن الكريم في التعليق على هزيمة أحد » أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنّى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير« .. كذلك التعليق على أكل الربا في ظل الحديث عن الهزيمة في المعركة » يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون« .

لا يمكن لأمة مهزومة في نظامها السياسي والاقتصادي .. الخ، أن تنتصر في ميدان المواجهة مع الأعداء.

ثانيًا: بعد خروج  منظمة التحرير من بيروت عام 1982 وخروج مصر من المواجهة بعد اتفاق »كامب ديفيد« حدثت أول مواجهة شعبية بين مجموع الشعب الفلسطيني والاحتلال في انتفاضة 1987 التي فشلت »إسرائيل« في مواجهتها – رغم القسوة – فجاؤوا بـ »أوسلو« لإجهاضها، وعندما اكتشف الفلسطينيون في »كامب ديفيد 2« خدعة »أوسلو« الذي يتطور باتجاه تصفية القضية الفلسطينية ولا يتطور في اتجاه دولة فلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1967 عاد الشعب الفلسطيني إلى سياقه الطبيعي في انتفاضة الأقصى عام 2000.

بعد ذلك كل المواجهات بين »إسرائيل« والقوى الشعبية بما فيها ثلاثة حروب شنتها »إسرائيل« على غزة، سجلت فشلاً ذريعاً لـ »إسرائيل« ولم تحقق فيها أيٍّ من أهدافها . ويمكن رسم صورة المواجهات كالتالي:

مقاومة فصائل شعبية متصالحة مع تاريخها وثقافة وعقيدة شعبها ومحتضنة من هذا الشعب، تطور نفسها وتمتلك سلاحها، وتستخلص العبر والدروس من كل المواجهات، بدأت المواجهة بالحجر والآن تمتلك الصاروخ والنفق في مواجهة عدو بدأ يعاني من تماسكه الداخلي ومواءمة أهدافه مع عقيدة شعبه، وانكشفت صورته ككيان عنصري يمارس إرهاب الدولة، ويفشل في تحقيق أهدافه.

ثالثًا: وضع المنطقة اليوم

-       اضطراب اقليمي لم تشهده المنطقة منذ الحرب العالمية الأولى ومرشح للاستمرار سنوات أخرى.

-   على وقع صراعات قومية وطائفية ومذهبية وقبلية يتفكك جزء هام من الدول العربية وتنشأ كيانات ضعيفة غير مستقرة تكون نهباً للضغوط والتدخلات سنوات طويلة.

-       »إسرائيل« تحقق مكاسب مجانية:

*اختفاء أي تهديد تقليدي لـ »إسرائيل« من جيوش عربية.

* تراجع الاهتمام الدولي والإقليمي بالقضية الفلسطينية واعتبار أن أساس مشاكل الشرق الأوسط الإرهاب أو أطماع إيران التوسعية، وليس القضية الفلسطينية.

* فتحت أمام »إسرائيل« فرصة جوهرية لعقد تحالفات ورسم استراتيجية جديدة للمنطقة على أساس ما يسمى » المعركة ضد الإرهاب« تكون »إسرائيل« طرفاً مهماً ومهيمناً في سياسات المنطقة حتى دون أن تدفع أي ثمن في مفاوضات مع الفلسطينيين.

- فلسطين يلحقها خسائر مجانية

* فقدت أي دعم رسمي عربي، كما ضعف الاهتمام الشعبي في ظل الحرائق المشتعلة في المنطقة.

* السلطة الفلسطينية عاجزة وأسيرة لما سمي بالعملية السياسية التي نشأت نتيجة لها، وفقدت القدرة على اشتقاق أي برنامج سياسي يستجيب للتغيرات الحادثة اقليمياً ودولياً، وتهديها بالبدائل يفتقد أي جدية بما في ذلك التعلق بمؤتمر باريس، الذي هو وهم جديد، وشراء للوقت حيث أوروبا عاجزة عن لعب أي دور في المنطقة.

* ضعف منظمة التحرير حيث تعاني فصائلها وعموها الفقري حركة فتح من مشاكل بنيوية وسياسية عميقة.

أمام هذه المستجدات دعت الحركة إلى الحفاظ على فلسطين فوق المحاور الاقليمية التي تعصف بالمنطقة لتبقى القضية الفلسطينية رافعة للأمة وبوصلة لتصويب اتجاهها نحو العدو المركزي »إسرائيل« الذي يستهدف الأمة في كل مكوناتها على مدار الوقت.

وفي هذا الإطار قدمت الحركة مبادرتها لتغيير المسار الفلسطيني وتحقيق المصالحة خدمة لهذا التحول الذي يحافظ على الثوابت، ويتبنى »انتفاضة القدس« ويعزز صمود الشعب الفلسطيني وليس مقدمة لجهد عربي لتحقيق ما يُسمى السلام مع »إسرائيل" في أكثر الأوقات اختلالاً للموازين في الإقليم .. عن أي سلام يثرثرون؟! ..

الإخوة والأخوات ..

في رأيي أن الكرة الآن في ملعب الرئيس أبو مازن لالتقاط طرف الخيط، والدعوة لالتئام الإطار القيادي ليرعى الحوار الشامل الذي يهدف إلى رسم طريق التحول لهذا المسار الجديد، الذي يعزز صمود شعبنا ويحافظ على ثوابته، ويفعل الانتفاضة الشعبية ويعممها حتى لا تضيع الحقوق ويتم تصفية ما تبقى من فلسطين في ظل هذا الانقلاب الإقليمي.

الإخوة الأخوات ..

من نافلة القول إن أي ترتيبات لا تعمل إذا كان الشعب يائساً ومحبطاً وفاقداً الأمل في قيادته، ولذلك يجب أن نعمل بكل مسؤولية وفي كل الأحوال على دعم الشعب وإعطائه الأمل والثقة والمثل الأعلى ..

                                  والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،،،

كلمات دلالية