خبر تحقيق الجيش حول « الحرب الأخيرة »: استنتاجان ورؤية

الساعة 08:12 ص|01 نوفمبر 2016

فلسطين اليوم

أطلس للدراسات / ترجمة خاصة

أجزاء من تقرير الجيش الإسرائيلي حول عملية « الجرف الصامد » سربتها هذا الأسبوع إذاعة الجيش الإسرائيلي، وفي أعقابها إليكم استنتاجيْن ورؤية واحدة.

الاستنتاج الأول هو ان ثقافة التحقيق في الجيش الإسرائيلي تثير الاحترام، العقيد يوسي بكر لم يحسب حساب أحد وقدّم تحقيقًا ثاقبًا وصعبًا وفيه مخرجات غير بسيطة، بكلمات أخرى في الجيش الإسرائيلي لا يتنصلون من تحمل المسؤولية، الاستنتاج الثاني هو نتائج التحقيق ذاتها، فالجيش الإسرائيلي يستعد لتهديد الأنفاق والقوات في الميدان، لا يعرفون ماذا يفعلون ضد الأنفاق، لم يكن هناك تنقيب، ولم يكن هناك تدريبات، كانت هناك معلومات استخبارية مفصلة حول الأنفاق ولكن لم يكن هناك إدراك، يذكرنا هذا بالمفهوم الذي كان في الـ 73.

 

وإليكم الرؤية: تحقيق الجيش الإسرائيلي يسخر من مسيرة نتنياهو الحثيثة على طول وعرض الصيف الأخير في محاولة إقناع الشعب بأن الكابينت ناقش موضوع الأنفاق الهجومية خاصة حماس، والمستوى السياسي تجهز للحدث، وبالتالي لا دببة ولا غابة، نسخة نفتالي بينيت ويائير لبيد أثبتت أنها النسخة الصحيحة. رئيس الحكومة عرض على جمهور مستمعيه وثائق سرية وكشف بروتوكولات، ولكن هذا لا يجيء أيضًا أمام الحقيقة البسيطة؛ ليس من الحكمة القيام مسح واستخراج خلاصة في كل مرة كل مرة تذكر فيها الأنفاق خلال مناقشات هنا أو هناك. موضوع الأنفاق طرح أكثر من مرة في أقوال حول المناسبة وعلى هوامش اللقاءات التي نوقشت فيها مواضيع أخرى أو تقديرات الاستخبارات السنوية، ودائما كان ذلك باختصار شديد وبين قوسين وعلى الطريق.

 

لم يكن هناك أي نقاش استثنائي في الكابينت حول الأنفاق، ببساطة لم يحدث ذلك، نقاش يحصل فيه الوزراء على مسح معمق، وتعرض فيه أخطار الأنفاق، وتعرض فيه النظرية الاستراتيجية، ويشرح أيضًا ان ليس للجيش الإسرائيلي عقيدة قتالية مناسبة وليس هناك أدوات قتالية تناسب هذا التهديد، الكابينت لم يصدر أمرًا للقيام بأي تحرك لأنه لم يناقش المشكلة. الإثبات الأفضل لذلك هو ان الجيش الإسرائيلي نفسه يعترف بحقيقة انه لم يكن يعرف وأنه لم يتجهز، إذا لم يفعل الجيش ذلك فمن الواضح تمامًا ان الكابينت حقا لم يفعل، وعليه يبدو لي ان هذا الجدل انتهى.

 

بقي الآن ان ننتظر تقرير مراقب الدولة حول « الجرف الصامد »، الأمور التي كتبت في مسودة المراقب - والتي سرب جوهرها أيضًا - أكدت هذا الأسبوع في تقرير الجيش الإسرائيلي، وأتساءل: هل سيكون لدى المراقب ما يكفي من الشجاعة ليكشف ويشخص من المسؤول عن الجدول الزمني وجدول أعمال الكابينت؟ ومن هو الشخص الذي لم يجهز الكابينت (ولا المنظومة الأمنية والجيش الإسرائيلي) لأنفاق حماس المتفجرة؟

 

إشارة: انه نفس الشخص الذي استهان بالتحذيرات باقتراب وصول السفينة « مرمرة »، وهو نفس الشخص الذي - وبعد ان اتضح كل شيء وخرجت ثلاث عمليات مؤلمة من الأنفاق خلال « الجرف الصامد » - حاول فعل كل شيء ليمنع عملية للقضاء عليها.

 

كلمات دلالية