خبر دعوة لتشكيل لجنة متخصصة لمتابعة ملف سفر مرضى السرطان

الساعة 03:20 م|29 أكتوبر 2016

فلسطين اليوم

دعا الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة (أمان) إلى تشكيل لجنه متخصصه لمتابعة ملف سفر الحالات المرضية من قطاع غزة عبر حاجز بيت حانون، وتحديداً مرضى السرطان الذين تتزايد أعدادهم بشكل كبير ، لتسهيل وصولهم إلى مستشفيات الاراضي المحتلة عام 48، بعد سلسلة التضييقات التي تُمارس بحقهم سواء  من خلال الإجراءات الإسرائيلية المعقدة، أو ما يشوب ملفهم من قصور من قبل جهات الاختصاص.

وأوصى الائتلاف بضرورة أن يجرى التنسيق لتشكيل تلك اللجنة بين وزارة الخارجية، وزارة الشؤون المدنية، ومؤسسات المجتمع المدني، ووزارة الصحة ومؤسسات حقوق الإنسان ومؤسسة العون والأمل لرعاية مرضى السرطان، وذلك من أجل الضغط  على إسرائيل لتغيير سياستها المتعمدة بحرمان المرضى الغزيين من السفر وتلقى العلاج.

إجراءات ومعايير

وقال مدير أمان في غزة وائل بعلوشة:« يجب أن نكثف جهودنا من أجل إنهاء معاناة إنسانية لا يمكن إغفالها، وعلى الجهات المختصة أن تعلن بشفافية مطلقة عن ماهية المعايير والإجراءات المتبعة في ملف سفر المرضى من قطاع غزة ليكونوا اكثراُ اطلاعاً على حقوقهم المكفولة بموجب كل القوانين.

جاء ذلك خلال جلسة استماع عقدها الائتلاف لمسؤولي الشؤون المدنية حضرها عدد من مرضى السرطان المرفوضين أمنياً، إضافة إلى محمد المقادمة الناطق باسم هيئة الشؤون المدنية، ونبيل النحال رئيس لجنة الشؤون المدنية، وبحضور مؤمن سويدان مستشار الرئيس لشؤون الشباب، وممثلة مؤسسة العون والأمل لرعاية مرضى السرطان إيمان شنن، ولفيق من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام.

كما أبدي بعلوشة استعداداً كاملاً لإنشاء ما أطلق عليه حواراً شاملاً مع كافة الجهات المعنية من أجل تقريب وجهات النظر، وتخطي العراقيل التي قد تعيق بشكل أو بأخر تسهيل سفر المرضى، بما في ذلك تنحية تداعيات الانقسام السياسي والجغرافي والنظر إلى مصلحة المرضى بالدرجة الأولى

 

رقم مجاني لاستقبال الشكاوى

وأضاف بعلوشة » نحن في أمان لدينا رقم مجاني« ١٨٠٠١٨٠١٨٠ » لاستقبال شكوى المواطنين، وسنقوم بممارسة دورنا بإيصالها ومتابعتها مع هيئة الشؤون المدنية، ووزارة الصحة« ، لافتاً إلى أهمية رفع مستوى التنسيق من أجل تسهيل سفر المرضى المهددة حياتهم بالموت .

وشدد خلال مداخلته على ضرورة أن تلعب مؤسسات السلطة الفلسطينية دوراُ أكبر على المستوى الدولي لتفعيل قضايا المرضى الفلسطينيين، الذين تحرمهم إسرائيل من أبسط حقوقهم الإنسانية، والاستفادة من الاتفاقيات الدولية الموقعة بهذا الخصوص.

مسؤولية مشتركة

بدورة أوضح مُحمد المقادمة الناطق باسم هيئة الشؤون المدنية  أن جهوداً مضنية تبذلها الهيئة لمواجهة قرارات إسرائيل بمنع المرضى من السفر، لافتاً إلى إن الطواقم العاملة لديهم تحاول مراراً إرسال الطلبات  المرفوضة لدواعي أمنية بحسب الادعاء الإسرائيلي، موجهاً دعوة جادة للسلطة الفلسطينية لتحريك أدواتها كافة وعلى أعلى المستويات لفضح إسرائيل ووقف ممارستها بحق المرضى الغزيين.

وتحدث المقادمة عن حجم الضغوطات التي يواجهها العاملون في هيئة الشؤون المدنية، والمتعلقة بحجم الأعباء الملقاة على عاتقهم، وأعداد الطلبات المقدمة يومياً والتي تقدر بالمئات، مؤكداً أن قسماً للشكوى تم افتتاحه مؤخراً ونحن على استعداد كامل للتعامل بإيجابية مطلقة مع كل الشكاوى المقدمة من المواطنين، وفق تعبيره.

في المقابل أشار إلى أن مسؤولية تسهيل سفر مرضى القطاع تقع على وزارة الصحة، وهيئة الشؤون المدنية، ودائرة العلاج بالخارج.

من جانبه أيد نبيل النحال رئيس لجنة الشؤون المدنية في غزة على ما تحدث به المقادمة، مضيفاً  » من حق المرضى التنقل بحرية لتلقى العلاج، وهذا ليس منّة من أحد، ولكننا بالفعل أمام حالة ملتبسة ومعقدة، تلعب فيها إسرائيل والإنقسام بتداعياته السلبية دوراً كبيراً في تحريك هذا الملف«

كما دعا المنظمات الحقوقية، ومؤسسات المجتمع المدني للعب دورِ أكبر لضمان استقلالية هذا الملف، عن مجمل الحالة السياسية لأن الأمر يتعلق بشكل رئيس بحياة أناس من حقهم العيش حتى ولو بالحدود الدنُيا.

معاناة مستمرة وقصور واضح

وفي السياق ذاته استعرضت مديرة مؤسسة العون او الأمل  لرعاية مرضى السرطان إيمان شنن الواقع المأساوي لمرضى السرطان، والذين تتزايد أعدادهم بشكل مخيف، وتحديداً في أعقاب الحروب الثلاثة على قطاع غزة، ومن بينها أن ما يقرب من40% من مرضى السرطان مرفوضون لدواعي أمنية بحسب الادعاء الإسرائيلي، وأن هؤلاء جميعاً يواجهون خطر الموت في ظل غياب فرص خروجهم في أوقات تتناسب مع المواعيد المقررة لحصولهم على الجرعات الكيماوية، وعدم توفر البدائل في قطاع غزة بفعل استمرار حالة الحصار، وعدم قيام وزارة الصحة بالدور المنوط بها لتزويد غزة بحصتها الدوائية.

وانتقدت شنن خلال استعرضها لواقع مرضى السرطان، ما قالت إنه قصور يشوب هيئة الشؤون المدنية ودائرة العلاج بالخارج فيما يتعلق بمتابعة ملفاتهم، والتعامل بطريقة لا تلائم حجم أوجاع المرضى من قبل بعض العاملين في هيئة الشؤون المدنية، وتحديداً فيما يخص إعادة إرسال طلبات المرفوضين أمنياً.

وقالت » لماذا نحكم على مرضى السرطان بالموت وهم أحياء؟؟"، مشيرة إلى أن اقتراح بناء مستشفى متخصص لمرضى السرطان في غزة، لن يكون فعّالاً وذو جدوى لأن من لم يُصب بهذا المرض اللعين، ليس من حقه أن يقرر حاجات من أصابهم المرض. بحسب تعبيرها.

وحملت شنن دائرة العلاج بالخارج في مدينة رام الله مسؤولية أكبر عن حياة مرضى السرطان في غزة، بسبب ما أسمته إهمال ملفهم، وعدم إيلائه أهمية أكبر ، رغم أن واقعهم بات معروفاً ولم يعد بحاجة لمزيد من الشروحات سواء على طاولة وزير الصحة، أو حتى مؤسسة الرئاسة، التي ناشدتها ببذل جهود أكبر من أجل إنهاء هذا الملف.

 

كلمات دلالية