خبر زيارة للمنزل الذي كان عرفات يُحرك العالم منه

الساعة 11:36 ص|28 أكتوبر 2016

فلسطين اليوم

وصف عضو المجلس الوطني والقيادي في حركة « فتح » تيسير نصر الله، منزل الرئيس الراحل ياسر عرفات في تونس، والذي تسنت له زيارته مؤخرا، بأنه « مبعث للهيبة والرهبة، خاصة وأنه المكان الذي كان الزعيم الراحل يحرك منه العالم.

وتحدث نصر الله، الذي سبق وان جرى إبعاده من قبل الاحتلال إبان الانتفاضة الاولى، واقام فترة في تونس حيث كان يقيم الرئيس الراحل عرفات، عن المشاعر والرهبة التي انتابته خلال زيارة المنزل الذي أصبح مزارا يؤمه الكثيرون، وقال: »عندما تدخل للمكان تشعر بالرهبة، وتعود بك الذاكرة للوراء، الى نحو ربع قرن تقريبا، وتتساءل كيف كان هذا الرجل يستطيع تحريك العالم من هذا البيت الصغير، وكيف كان يتواصل مع ابناء شعبه في شتى بقاع الأرض، عبر قلمه واتصالاته المستمرة؛ يحل مشاكلهم، يساعدهم، يطمئن على أوضاعهم« .

وأضاف نصر الله: »المنزل يدل على تواضع ياسر عرفات، وفي كل زاوية فيه تشعر أن صاحبه يراك ويتابع خطواتك، يتحدث معك، ويطلب منك ان تشاركه وجبة الإفطار أو الغداء« .

وفي وصفه للمنزل، أوضح نصر الله أن الرئيس عرفات كان يستخدمه مكتبا له وبيتا ينام فيه، وهو يقع في شارع يوغرطه في البلفيدير بالقرب من سفارة فلسطين في العاصمة تونس، وأمامه ساحة صغيرة تتسع لسيارته ولايواء عدد من سيارات ضيوفه. ويحرس المنزل حاليا عدد من جنود الأمن العام التونسي، فيما يشرف عليه عميد متقاعد من الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

ويسترسل نصر الله في وصفه للمنزل: »في مدخل منزل عرفات هناك طاولة صغيرة فوقها شمع مضاء، ومصحف لقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة، أما الجدران فمزينة بعدد من صور الشهداء من أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح كخالد الحسن، وصلاح خلف، وخليل الوزير، وهايل عبد الحميد، اضافة الى صور الرئيس عرفات في محطات كثيرة، بعضها لوحده، والبعض الآخر مع المقاتلين والأطفال وأثناء زياراته الكثيرة لدول العالم« .

ويتابع: »في الطابق الأول تجد مكتبا صغيرا في إحدى الغرف، بالاضافة الى غرفة للانتظار، ومطبخا صغيرا. ويربط بين الطابقين درج، وتجد بلاطا تونسيا قديما مزخرفا باللون الأزرق على طول الدرج يضفي منظرا جميلا وتراثيا.. أما الطابق الثاني، ففيه مكتبه وطاولة اجتماعات حولها عشرة كراسي تقريبا، وكان الرئيس يعقد حول هذه الطاولة كافة اجتماعات القيادة الفلسطينية سواء اللجنة المركزية أو اللجنة التنفيذية، وبالقرب من المكتب يوجد صالون صغير فيه اربعة مقاعد لاستقبال ضيوفه الخاصين، أو لإجراء مكالمة هاتفية مع أحد الزعماء أو غيرهم، كما يوجد مكتب صغير جدا ملاصق للصالون الصغير كان يستخدمه لقراءة القرآن الكريم، ويوجد عليه الان مصحف واقلام كثيرة كان يستخدمها الرئيس للتوقيع على الكتب التي تعرض عليه« .

وقال نصرالله، انه في الطابق الثاني توجد غرفة نوم مع سرير صغير مجلل بغطاء، وبجانبه عدد من أقلام الحبر ذات الألوان الحمراء والخضراء والزرقاء والسوداء، ويوجد كذلك رفوف لوضع المناشف والبشاكير، مع وجود أحذية تخصه في أسفل الخزانة، حيث كان الرئيس يحرص على تنظيفها وتلميعها بنفسه. كما أن في المنزل غرفة نوم ثانية لضيوف، مرتبة هي الأخرى مع بعض الكراسي، ويوجد كذلك حمام ومطبخ، مشيرا الى ان التواضع والتقشف هما سمة بيت هذا الزعيم الذي اشغل العالم، وكانت منه تصدر القرارات والتعليمات.

ويقول نصر الله »قبل مغادرتك البيت تجد طاولة صغيرة وضع عليها دفتر طويل لكتابة انطباعات الزائرين عن البيت وصاحبه".

وأضاف: لقد سألت القيمين على البيت عن ملكيته، فقالوا انه ما زال مستأجرا من أحد المواطنين التونسيين، وعندما عرضتْ مؤسسة ياسر عرفات على صاحب المنزل شراءه منه، طلب مبلغا كبيرا من المال، وما زالت المفاوضات جارية حتى الآن.

وكانت زيارة نصر الله لتونس قد تمت بدعوة من الاتحاد العام التونسي للشغل وعدد من المؤسسات كالحملة العالمية للعودة إلى فلسطين والملتقى الشبابي العالمي لمناهضة الإمبريالية والصهيونية، وذلك بصفته عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني ورئيسا لمركز يافا الثقافي، حيث شارك في ندوة دولية حول القضية الفلسطينية على هامش اسبوع التراث والثقافة الفلسطيني الذي نظمه الاتحاد التونسي، وقدم نصر الله خلالها محاضرة عن الاستيطان والمخاطر الناجمة عنها وآليات مقاومته.

كلمات دلالية